-->

مدير الإذاعة و التلفزة الإسبانية سابقا بالصحراء الغربية: الإسبان يعتبرون طريقة إنسحاب إسبانيا من الصحراء الغربية خيانة حقيقة و فضيحة تاريخية


اكد الدكتور و الباحث الإسباني و المدير السابق للإذاعة والتلفزة الاسبانية بالصحراء الغربية  إبان الإستعمار الإسباني السيد بابلو دالماسيس  أن «  المواطنين  الاسبان يعتبرون طريقة إنسحاب إسبانيا من الصحراء الغربية ، خيانة حقيقة و فضيحة تاريخية» و أضاف السيد بابلو دالماسيس الذي شغل كذلك مناصب إعلامية عليا بكطالونيا في لقاء حصري مع موقع « الصحراء الغربية 24»   ان الحكومات الاسبانية المتعا قبة بقيت «مذعورة من الاساليب التي يستعملها المغرب من أجل الابتزاز  …و لجأت تلك الحكومات الى تطبيق سياسة النعامة رافضة حقيقة أن إسبانيا تقع عليها مسؤولية معينة منذ 28 فبراير 1976» وذكر السيد بابلو دالماسيس صاحب العديد من الكتب عن تاريخ الصحراء الغرية بأن «الرأي العام الاسباني ملم بتطورات القضية الصحراوية و بشكل تصاعدي ، لكن الموقف يستدعي حاليا مشاركة كل الفعاليات السياسية و البرلمانية في قضية لها إرتباط وثيق مع اسبانيا »
وقدم المدير السابق للإذاعة والتلفزة الاسبانية بالصحراء الغربية  إبان الإستعمار الإسباني قراءته للعديد من المواضيع ذات الصلة بالتوتر الحالي بين المغرب و محيطه الاوروبي و علاقة ذلك بالقضية الصحراوية.



 

و اليكم نص الحوار  الذي أجرته مندوبة موقع «الصحراء الغربية 24» ببلاد الباسك الأخت فاطمة الغالية محمد سالم كما يمكن لكم الإستماع لنص الحوار باللغة الاسبانية .
الصحراء الغربية 24:
بصفتكم صحفيا و مديرا للاذاعة و التلفزة الاسبانية بالصحراء الاسبانية سابقا ، و لكونكم عايشتم آخر أيام التواجد الاستعماري بالصحراء الغربية ؛ كيف تقيمون الانسحاب المخجل لإسبانيا من مستعمرتها السابقة؟و لماذا حدث بهذه الصفة؟
السيد بابلو دالمسيس :
إن إتفاقية مدريد الموقع عليها في الرابع عشر من نوفمبر 1975 من طرف  اسبانيا مع المغرب و موريتانيا على أساس تسليم ادارة الصحراء لهذين البلدين مما يتعارض مع التعهدات الاسبانية مع الامم المتحدة لإحترام إرادة الشعب الصحراوي من خلال إجراء إستفتاء تقرير المصير. إن هذا التحول إعتبره المواطنون الاسبان خيانة حقيقة و فضيحة تاريخية ؛ و هو ما خلق مناخا من التضامن مع الشعب الصحراوي على مدار السنوات على شكل تظاهرات دعم ، و حملات  مساندةوأنشطةإنسانية :احتضان الاطفال و المرضى ، برامج تربوية ، و هبات …و هو ما ساهمت فيه الكثير من المقاطعات و الادارات المحلية و المنظمات غير الحكومية و العديد من الخواص .
الصحراء الغربية 24:
لماذا في نظركم لم تلعب إسبانيا الدور المنوط بها من أجل تصفية الاستعمار من مستعمرتها السابقة؛ علما بأنها لا زالت  تعتبر القوة الادارية للإقليم ؟
السيد بابلو دالمسيس :
كما تعرفون رغم توثيق إتفاقية مدريد بالامم المتحدة فإنها لم تشر الى وضع الصحراء الغربية كإقليم غير مستقل ذاتيا يتطلب تصفية الاستعمار ، و لا إلى إسبانيا كقوة ادارية بحكم القانون كما ذكر بذلك السكريتير العام المساعد للشؤون القانونية للامم المتحدة في الرأي الصادر في 2002 ، لكن على ما يبدو فإن حكومات إسبانيا المتعاقبة  المذعورة من الاساليب التي يستعملها المغرب من أجل ابتزاز بلدنا -الصيد ، الهجرة ذات العلاقة بالسيادة الترابية الاسبانية في سبتة و امليلية، مصالح الشركات الاسبانية بالمغرب -لجأت الى تطبيق سياسة النعامة رافضة حقيقة أن إسبانيا تقع عليها مسؤولية معينة منذ 28 فبراير 1976.





الصحراء الغربية 24:
إن الازمة العميقة التي يعيشها المغرب دفعته الى ممارسة الضغط  على اسبانيا وبلدان اوروبية اخرى بغية انتزاع اعتراف السيادة على الصحراء الغربية كما فعل ترامب قبل ايام من مغادرته مقابل تطبيع المغرب مع إسرائيل . لماذا لم تتخذ اسبانيا و اوروبا الاجراءات المناسبة امام الابتزاز الممارس من قبل المغرب حول الهجرة و الارهاب ؟
السيد بابلو دالمسيس :
فيما يتعلق بإسبانيا فإن حاجتها لليد العاملة  أفقدها المبادرة و الجرأة إن لم نقل الشجاعة . أما فيما يتعلق بالاتحاد الاوروبي فإنه نظرا لوجود قناعة زائفة لدى العديد من البلدان الاوروبية  تجاه المغرب رغم نظامه الثيوقراطي و نظام القرون الوسطى  ، وضعه كمشجع للهجرة غير الشرعية الناجمة عن  تفشي الفقر المدقع؛ ومن هذا المنظور فهو يمثل بالنسبة له جدار حماية أمام كل المخاطر التي تمثلها نزعات التطرف الاسلامية . ومهما يكن فإن وصول آلاف المهاجرين المغاربة غير الشرعين الى الاتحاد الاوروبي عبر كناريا وسبتة و مليلية شكل الدليل الملموس على حدثين مؤسفين :الرغبة الجامحة لالاف المغاربة للهروب من الجوع و الاداءات المخادعة التي يستغلها النظام كلقمة سائغة و عنصر ضغط سياسي
الصحراء الغربية 24:
نلاحظ ان الدعاية المغربية التي تفتقد لمصداقية المصادر في تهجمها على جبهة البوليساريو ، كانت مثار قراءات لبعض الصحف الاسبانية فمن وجهة نظركم  كصحفي متخصص الى ماذا يمكن ان نوعز هذا التطاول؟
السيد بابلو دالمسيس :
ان  30 سنة من التقاعس ساهمت في  تأزيم القضية ، مما جعلها لا تحظى بالاهتمام الكافي من طرف الراي العام الاسباني . إن المغرب  يعرف استغلال مهارته مع أولئك الجاهزين ضمنيا لتمثيل مصالحه  محاكاة لما اورده “افرانسيسكو كيبادو” منذ عقود.
الصحراء الغربية 24:
بخصوص حقوق الانسان بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية  نسجل حصارا اعلاميا شاملا في الصحافة الاسبانية على الرغم  من حركة التضامن القوية مع نضال الشعب الصحراوي . كيف تفسرون ذلك؟
السيد بابلو دالمسيس :
نسجل  هنا  المسؤولية المشتركة لجميع تلك  البلدان  التي تلح على  إدراج مهمة  الاطلاع و الدفاع عن حقوق الانسان بالصحراء الغربية ضمن صلاحيات بعثة المينورسو  .ان هذا الوضع المعقد مرتبط   بالحصار الاعلامي الذي يمارسه المغرب بالمناطق التي يحتلها مما جعل من متابعة  الانتهاكات الملحوظة التي تعرفها المنطقة مستحيلا  ؛ وهنا  لا تقع  المسؤولية على الصحافة الاسبانية لنشر الحقائق ؛ و إنما على من يحد من وصول هذه المعلومات.





الصحراء الغربية 24:
مع وصول الامين العام للجبهة الى اسبانيا قصد العلاج ، شن المغرب حملات مغرضة و شهر إتهماته الباطلة في كل إتجاه و كان ذلك محط معالجات صحفية لكنها  أغفلت الجرائم المقترفة من قبل المغرب بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية ، مثلما هو حال الناشطة سلطانة خيا .كيف ترون هذا التعامل؟
السيد بابلو دالمسيس :
إنه لمن الغريب حقا إتهام الرئيس أبراهيم غالي من طرف جهة لا تحظى بالمصداقية.. و حسب رأيي فإن هذه المسألة ستحال الى الارشيف دون شك، علما بأن هناك العديد من الملفات المسجلة من السلطات القضائية الاسبانية ضد العديد من السلطات المغربية  بصفتها متهمة بإرتكاب الجرائم و الابادة و التي لم يبت فيها نظرا لعدم حضور المتهمين .
الصحراء الغربية 24:
لقد احتلت قضية و تاريخ الشعب الصحراوي صدارة الاحداث و المناقشات على المستوى الاسباني ؛ فماهو تقييمكم كصحفي و متخصص  لتعاطي الراي العام الاسباني مع هذا النزاع القريب منه؟ .
السيد بابلو دالمسيس :
كما ذكرت سابقا فالراي العام الاسباني ملم بتطورات القضية الصحراوية و بشكل تصاعدي ، لكن الموقف يستدعي حاليا مشاركة كل الفعاليات السياسية و البرلمانية في قضية لها إرتباط وثيق مع اسبانيا كما يتطلب حلا دائما لرفع كل غموض.
الصحراء الغربية 24:
و اخيرا ما تعليقكم على ما اقدمت عليه  “اوكي ادياريو” خدمة للدعاية المغربية؟ و ارتباطا به ، و بحكم تخصصكم أين تكمن القيم و المبادئ في عمل الوسائط المحترفة؟
السيد بابلو دالمسيس :
على النقيض من ذلك فالأمر يتطلب مسؤولية الصحافة خاصة من حيث المصادر ووضوح الافكار بشكل جلي . و الحقيقة أنه يجب إعتماد توازن موضوعي ؛ و هو الامر الذي لا يحدث غالبا و لا يلتزم به الجميع.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *