-->

ازمة دبلوماسية تعصف بعلاقة نظام المخزن مع واشنطن ... الكونغرس الأمريكي يوقع شهادة وفاة تغريدة ترامب في الصحراء الغربية


تشهد العلاقات الامريكية المغربية برودة غير مسبوقة بعدما اعترض الكونغرس الأمريكي على فتح قنصلية الولايات المتحدة في الداخلة المحتلة والتابعة لاقليم الصحراء الغربية، وبيع طائرات بدون طيار للمملكة المغربية، وهما الوعدان اللذان سبق وأن قطعهما الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للرباط.
وطلب الكونغرس من كتابة الدولة للخارجية الأمريكية إطلاعه بمدى تقدم الاتصالات الرامية الى تفعيل المفاوضات حول النزاع بالصحراء الغربية المحتلة، حسبما أوردته صحيفة “لافانغارديا” الاسبانية.
وكشفت الصحيفة الاسبانية أن لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، تقوم منذ عدة أشهر، بمنع إقرار وتجسيد وعدين رئيسيين، وردا في اعلان دونالد ترامب، أحادي الجانب، حول السيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية المحتلة، مقابل تطبيع العلاقات بين المملكة المغربية والكيان الصهيوني.
ويتعلق الأمر، حسبما أشارت إليه “لافانغارديا” بفتح قنصلية أمريكية في مدينة الداخلة الصحراوية المحتلة، وبيع طائرات مسيرة مسلحة من طراز “MQ-9B”، للمملكة المغربية.
وأشارت الصحيفة، إلى أن طابع التعامل المشروط لعدد من اتفاقيات “ابراهام” التي سعى وخطط لها دونالد ترامب، بين الكيان الصهيوني والدول العربية المطبعة، التي كانت مصحوبة في كثير من الأحيان بصفقات بيع أسلحة، أثارت مخاوف المشرعين منذ البداية، مؤكدة أن “دعم واشنطن للرباط متصدع أكثر بكثير مما يبدو ظاهريا”.
وتابعت أنه “مع وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض، ترجم قلق المشرعين الى اجراءات ملموسة، فيما يخص المغرب، لمحاولة التخفيف من العواقب”.
ويذكر أن رئيس الدبلوماسية الأمريكية أنتوني بلينكين، كان قد أكد خلال اجتماع، مع الامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، دعم الولايات المتحدة للمفاوضات السياسية “بهدف حل النزاع في الصحراء الغربية، داعيا اياه الى “الاسراع في تعيين مبعوث شخصي للصحراء الغربية”.
كما أكد بلينكن، خلال جلسة استماعه في مجلس الشيوخ الأمريكي، أن بعض الحوافز الواردة في ما يسمى باتفاقيات “إبراهام” والمرتبطة بتطبيع علاقات بعض الدول العربية مع الكيان الصهيوني، تستحق أن تكون موضوع “دراسة دقيقة”، وذلك في إشارة ضمنية إلى المزايا الأخرى التي منحها دونالد ترامب، و التي من بينها الاعتراف بسيادة المغرب المزعومة على الصحراء الغربية.
وشدد انتوني بلينكن على ان ما يسمى “اتفاقيات إبراهام” التي سمحت لإدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بتطبيع علاقات بعض الدول العربية مع الكيان الصهيوني” يجب دراستها بتمعن”.
وفي السياق، ذكر المقال الذي نشرته “لافانغارديا”، أن توجه السفير الأمريكي في الرباط، ديفيد فيشر، الى ميناء الداخلة المحتلة، لافتتاح مكتب دبلوماسي افتراضي في هذه الأخيرة، والاعلان عن بدء اجراءات تجسيد المشروع على الأرض.
لكن لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس- يقول المقال- اعترضت على ذلك، على اعتبار أنه “لا حاجة لوجود قنصلية امريكية هناك”، الأمر الذي يعني “حظرها من الناحية القانونية”.
ويشار الى ان 27 عضوا في مجلس الشيوخ الأمريكي، سبق وأن طالبوا، الرئيس جو بايدن بالتراجع عن إعلان ترامب، الذي يعترف بسيادة المغرب المزعومة على الصحراء الغربية المحتلة، واعادة واشنطن الى إلتزامها بإجراء إستفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي.
وأعتبر أعضاء الكونغرس، أن القرار “المفاجئ” لترامب “قصير النظر ويقوض عقودا من السياسة الأمريكية، التي عرفت بها مما تسبب في استياء عدد كبير من الدول الأفريقية”.
كما أضافت الصحيفة أن “وزارة الخارجية الامريكية لا يمكنها اتخاذ قرارات مالية أو تنفيذية للمضي قدما في تجسيد خطة تشييد قنصلية”.
وفي سياق ذي صلة، أوضحت “لافانغارديا” أن الأمر ينطبق أيضا على وعد بيع الطائرات المسيرة المسلحة من طراز “MQ-9B”، الذي قطعه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، للمملكة المغربية، مع العلم أن الطائرات دون طيار مجهزة بتقنية متطورة جدا ومقاتلة، والتي “لا يجب، حسب أعضاء اللجنة، وضعها تحت تصرف المغرب” كما ورد في المقال.
وأكدت الصحيفة الاسبانية، أنه قد “تم تجميد وعد بيع الطائرات لمدة 5 أشهر تقريبا، لكن دون أن تتخذ وزارة الخارجية خطوات لمحاولة الالتفاف عليها، أو التفاوض حل وسط، أو تسوية مع أعضاء الكونغرس”، مشيرة إلى أن “بعض الديمقراطيين يطالبون بأن تنأى الوزارة بنفسها بشكل أوضح عن هذه الاتفاقيات”.
ويرى صاحب المقال المنشور، بأن الاصرار على حل تفاوضي بين الطرفين، يعني عمليا “الابتعاد عن اعلان دونالد ترامب”، مع العلم أن الخارجية الأمريكية كانت ضد أشارت، الى تغيير في مقاربة إدارة بايدن، فيما يتعلق بالنزاع في الصحراء الغربية المحتلة.
وأوضح الناطق باسم وزارة الخارجية الامريكية، نيد برايس، مؤخرا، أن ادارة بايدن “تتشاور مع الأطراف بخصوصية حول أفضل طريقة لإنهاء العنف، للتوصل الى تسوية دائمة”.


الصحراء الغربية: اسبانيا تشكو ترامب لإدارة جو بايدن
أبلغت اسبانيا الإدارة الأمريكية الجديدة، إن قرار الرئيس السابق دونالد ترامب حول الصحراء الغربية، خلف ضررا كبيرا لها، ودعتها إلى إعادة النظر في هذا التوجه الذي سبب لها مشاكل وأزمات متواصلة مع جارتها المغرب.
ونقلت وسائل إعلام اسبانية إن وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا غونزاليس لايا، تناولت القضية خلال اتصال هاتفي مع نظيرها الأميركي، أنتوني بلينكن، الجمعة، في اطار التنسيق للاجتماع المرتقب بين رئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز والرئيس الامريكي جو بايدن الاثنين.
وحسب صحيفة “الكونفيدونسيال” الاسبانية، أبلغت لايا نظيرها الأمريكي بأن القرار الذي اتخذه الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب، كان له عواقب على إسبانيا، مما تسبب في أزمة مع جارتها المغرب.
كما طلبت من بلينكين وفق المصدر ذاته أن تساعد الإدارة الديمقراطية الجديدة، في حل المشكلة التي سببتها الإدارة السابقة.
وحسب نفس الصحيفة سيعقد بيدرو سانشيز رئيس الحكومة الاسباني، اجتماعا مع جو بايدن يوم الاثنين على هامش قمة الناتو التي ستعقد في بروكسل لابلاغه بأن واشنطن يجب أن تشارك في حل النزاع الإسباني المغربي.
وكانت قناة “أنتينا 3″ الاسبانية قد كشفت إن اللقاء سيتناول قضايا اقليمية في مقدمتها قضية الصحراء الغربية وأن سانشيز سيسعى خلال هذا اللقاء، إلى إقناع الرئيس الأمريكي، بالتراجع عن قرار ترامب منح السيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية، كما سيدعوه لدعم استضافة إسبانيا لقمة الناتو سنة 2022.



الخارجية الأمريكية: بايدن لم يتخد أي قرار بشأن الصحراء الغربية
ومطلع ماي 2021، نفت الخارجية الأمريكية ما روجته وسائل إعلام مقربة من القصر الملكي بالمغرب (المخزن) حول حسم إدارة جو بايدن قرارها بشأن ملف الصحراء الغربية وإبلاغ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن نظيره ناصر بوريطة أنه لن يتم إبطال قرار دونالد ترامب.
وأكد متحدث باسم الخارجية الأميركية، أن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، لم تتخذ قرارا بشأن اعتراف الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية.
وكانت تقارير قد ذكرت، الأسبوع الماضي، أن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أبلغ نظيره المغربي، ناصر بوريطة، أن إدارة بايدن لن تبطل اعتراف إدارة ترامب بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية على الأقل في الوقت الراهن.
وقال المتحدث، الذي فضل عدم ذكر اسمه لقناة الحرة الأمريكية: “لم يتم اتخاذ مثل هذا القرار. نجري مشاورات بشكل خاص مع الأطراف حول أفضل طريقة للمضي قدماً وليس لدينا أي شيء إضافي لنعلنه”.



مسؤول بإدارة بايدن: قرار ترامب هو مناورة اللحظة الأخيرة
وفي جانفي 2021 وقبل توليه المنصب رسميا، كشف مسؤول في الفريق الانتقالي للرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن إن القرار الأخير لسلفه دونالد ترامب حول الصحراء الغربية هو مناورة اللحظة الأخيرة وهو قيد المراجعة حاليا.
وأكد نفس المسؤول لصحيفة واشنطن بوست: إن ما تم هو مناورات اللحظة الأخيرة وكل منها قيد المراجعة وستصدر الإدارة القادمة حكمًا عليها بناءً على معيار واحد هو المصلحة الوطنية.
ووفق نفس المصدر فإن الأمر يتعلق بملفات الصحراء الغربية وكوبا والحوثيين.
وحسبه فإن هذه القرارات تمت بضغط من صهر ترامب ومستشاره جاريد كوشنر كمكافئة لدول قامت بالتطبيع مع الإحتلال الإسرائيلي.
وكان عدة دبلوماسيين وسياسيين أمريكيين قد دعوا جو بايدن إلى إلغاء قرار ترامب حول الصحراء الغربية.
والتقت مواقف هؤلاء حول أن القرار شكل ضربة لثوابت السياسة الخارجية الأمريكية ومواقفها من النزاع.

Contact Form

Name

Email *

Message *