هل تضع تصرفات النظام الصحراوي الإعلام الوطني في مأزق؟
منذ أن أتاحت منصات الإعلام الاجتماعي، فرصة المشاركة أمام الجميع،، تغير المشهد الإعلامي الصحراوي، كثيرا، وتعددت أدواته، بل إن الشعب الصحراوي تعامل مع النشاط عبر وسائل التواصل الاجتماعي، على أنه "واجب وطني"، وأنه ينبغي على كل صحراوي التمرد على الجهل والخجل- كما فعل في تجربته مع استعمال السلاح إبان بداية الغزو المغربي لبلاده- واستغلال هذا الفتح التقني كأداة للتعريف بقضيته، و كفاحه العادل. وخلال وقت قصير. نجحت أعداد كبيرة من الصحراويين، في كسر الحاجز الإعلامي الذي كان يغيب القضية، ومن حشد المزيد من الاهتمام الدولي، ومن تقليل اعتمادنا في نضالنا السياسي والإعلامي على مجهودات بعض الدول الصديقة.
وبالرغم من أن الشعب الصحراوي، لم يعمل بكامل قدرته الذاتية، نتيجة لتقاعس أعداد كبيرة من السفراء والممثلين، والأمناء الثوريين، والمحافظين السياسيين، عن أداء واجب الكتابة؛ إلا أنه وبفضل توفر الهواتف المحمولة، ونقل الأخبار من مكانها، وفي وقتها المناسب، حول الصحراويين قضايا صغيرة تهمهم، إلى قضايا رأي دولي، ولعل حادثة (الكركرات)، ومرض الرئيس وقضية (سلطانة حيا)، خير دليل على ذلك.
لكن. الأنماط الإعلامية والثقافية، المتواجدة على الساحة الوطنية الصحراوية، واجهت مشكلة التعايش فيما بينها، إذ ينظر في الإعلام الرسمي إلى بقية الكيانات الإعلامية الأخرى، على أنها "مجرد منصات لتمرير خطابات سياسية تسمم العلاقة بين الدولة والمجتمع من خلال النقد المستند إلى الحقائق"، وبأنها تمثل "حالة من الاعتراض على سياسة المنظمة... وبنية النظام القبلية"، لذلك لم تحدث منافسة شريفة، ولم تفتح فرص الدعم المالي والتقني، في وجه الجميع، بل حدثت حالة من عدم التعايش، والشعور بالخطر الذي يمثله وجود الآخر، لدى البعض، والشعور ب "اليتم السياسي"، الذي يمثله ميل النظام إلى المفاضلة "بين جماله"، رغم أن لهم نفس الوظيفة!!
ويلعب الكتاب والصحفيين،والمدونين، دور الطبيب الذي يمكنه التعرف وتشخيص أمراض المجتمع،وتقديم النصح والإرشاد الذي يمكنه أن يساعد على التعافي،كما يمكنهم توجيه الرأي،واكتشاف الأخطار التي تهدد المجتمع وتقديم إنذار مسبق بقرب وقوعها،وتعديل الحلول،والتكيف مع الوضعيات الطارئة،كما يمكنهم التصدي لدعاية العدو وشل فعاليتها.
الكاتب: ازعور ابراهيم