امام ضراوة هجمات البوليساريو…. نظام (المخزن) يلجأ إلى استعمال (المرود) !!
الذي حدث في أفغانستان، ويوشك حدوثه في اليمن، يوفر الدليل القاطع على أن العالم أصبح يعيش فترة لا تستطيع فيها قوة - مهما عظمت- تصفية قوة صغيرة،وأن السبيل الوحيد إلى إنهاء الحروب الطويلة، هو التفاوض،وليس التجاهل.
الحرب ليس لها معنى آخر غير حدوث دمار وخراب،ووجود أعداد كبيرة من القتلى والمعطوبين.وليس في الحرب درجات متفاوتة،ما دام أن كل شيء يعتري المفاجئات..
بطريقة ما. بدأت البوليساريو شن حرب اقصاف على القوات المغربية منذ أشهر طويلة،وسعت إلى اغلاق ثغرة (الكركرات)،التي يحتاجها المغرب لملئ خزائنه من عائدات تصدير مخدر الحشيش،الذي ينتجه بكميات كبيرة،ولولا حسابات مرتبطة بالجيران،لتمكنت البوليساريو من إنهاء المهمة بواسطة الصواريخ.
ومع استمرار عمليات القصف اليومي، ودخول فصل الصيف،حيث تصل درجات الحرارة إلى حدود الخمسين درجة،بدأت القوات المغربية التي حظيت بالتدريب الامريكي، ودعم اماراتي واسرائلي، تنهزم،وتترك فراغات كبيرة في بعض الأماكن،وتقوم بإستدعاء (لمخازنية)،وهم قضيض الجيش المغربي،ويطلق عليهم لقب (المرود)،وهم قوة غير مسلحة في العادة،وكان يعهد لها في السابق بمهام قذرة مثل: حمل السلطان على الاكتاف،قمع المظاهرات،مطاردة الباعة المتجولون؛لسد هذه الثغرات!!
وفي حين استعان المخزن ب(المرود)،استعانت البوليساريو
بجيل غير قابل للهزيمة ممن عاشوا على التمر والشعير،وركوب الأقدام،وتمكنو في ظرف ثلاث سنوات من تشييد دولة.
بالنسبة للبوليساريو.الهدف الأهم،ليس تصعيد وتيرة الحرب،بل فرض حالة من عدم الاستقرار على القوات المغربية،والضغط باتجاه قبول المغرب الدخول في مفاوضات مع الجبهة.
من الجهة الأخرى.المغرب يكابر من أجل تأخير عملية الدخول في مفاوضات باتت هي السبيل الوحيد إلى إنهاء الحرب، لأن مجرد جلوس المغرب إلى جانب البوليساريو، على طاولة التفاوض،و بإشراف من الأمم المتحدة، يعني تخلي المغرب عن مواقفه السابقة تحت تأثير الحرب التي تقودها البوليساريو التي هي أكبر سنا من حركة طالبان التي هزمت الأمريكان في أفغانستان،وجماعة الحوثي التي هزمت تحالف عربي مكون من سبعة دول في اليمن.
بقلم الكاتب: ازعور ابراهيم