-->

وداعاً أيها الشهم الصامت

 


ما أصعب حال الدنيا عندما تخطف الموت على حين غرة رجال أوفياء للوطن لهم من الأخلاق والقيم ما لهم فظلوا على ذاك النحو وما بدلوا تبديلا.

من بين هؤلاء أخي وصديقي ورفيقي في النضال سالم لحبيب شداد، تعرفت على الفقيد العام 1979 بمدرسة 12 أكتوبر حيث التحق بنا ذلك الشبل الصامت دمث الخُلق المنضبط بحسن السريرة صفي القلب وطيب النفس.

ظل الشهيد سالم لحبيب شداد بتلك الصفات الحميدة منذ أن عرفته حتى غادرنا اليوم على حين غرة قائماً في صلاته لله رب العالمين وذلك تاج المؤمن الصالح التقي النقي، فلا ندري أي حسنة بينه وبين الله لكن ما نعلم هو أنه لم يؤذي أحد متواضع كريم بشوش مع الجميع.

 تقلد رفيقي سالم رحمه الله عدة مسؤوليات مهمة في المؤسسة العسكرية أبرزها قائداً للناحية العسكرية السابعة و آخرها مديراً مركزياً للإستطلاع، قليل الظهور كثير العمل مهندس بما تحمله الكلمة من معنى والكركرات وتويزكي شاهدتين على ذلك وجدار الذل والعار كذلك بالإضافة إلى عمليات أخرى ناجحة كان مُهندسها المهندس المخضرم والرجل المحنك الشجاع سالم لحبيب شداد وتلك هي شيم العظماء.

لا أدري يا أخي ورفيقي كيف أرثيك و أنت الذي تركت خلفك تاريخ نظيف و مُشرف عنوانه الوفاء والإخلاص، رحمك الله أيها الصامت الصبور وجعلك الله في جنات النعيم مع الأنبياء و الشهداء والصديقين و حسُن أولئك رفيقا إنا لله وإنا إليه راجعون.

محمد الخليل.

Contact Form

Name

Email *

Message *