-->

قناة الجزيرة من الرأي و الرأي الآخر إلى الرأي الواحد


رأينا الكثير من صحفيي الجزيرة يفتخرون بمرور 25 عاماً على تأسيس هذه القناة الإخبارية، وهذا من حقهم طبعاً، لكن ليس بالمبالغة التي وصلت وصف الجزيرة بأنها صوت الإنسان ومع الإنسان ...الخ من الشعارات البراقة والتي تخفي خلفها توجهات سياسية واقصائية لعدد من قضايا الإنسان والشعوب المقهورة.

ورغم أن شعار القناة هو الرأي والرأي الآخر لكن لم يُطبق هذا الشعار واقعاً، لقد تأسست الجزيرة في بداياتها على الرأي والرأي الآخر حيث كانت تأخذ وجهات نظر كافة الناس والجهات، ولعل برنامج زيارة خاصة الذي كان يقدمه سامي كليب خير دليل، وبرنامج الإتجاه المعاكس أيام كان حقاً إتجاه معاكس قبل أن يتحول هو و مقدمه إلى لعبة في يد الداخلية القطرية واجهزتها الأمنية وما تبع ذلك من مهزلة بما تحمله الكلمة من معنى، بعدما تحول إلى  التهجم على كل من يخالفه الرأي وخير دليل تهجمه المستمر على الجزائر وجيشها الوطني المخلص.

لقد إنحرفت الجزيرة عن مسارها المهني ولم تقدم رسالتها الإعلامية كما ينبغي حيث هناك شعب مستعمر من قبل دولة إحتلال هي حليفة لقطر اين يتواجد مقر الجزيرة ولا يمكن للجزيرة أن تتحدث عن معاناة الشعب الصحراوي خشية أن يغضب نظام المخزن ونظام الحمدين، فما الفرق بين جرائم الكيان الصهيوني في فلسطين و جرائم المخزن في الصحراء الغربية؟!

لقد انحرفت الجزيرة عن مسارها المهني بتتبعها لسياسة القطرية لا السياسة المهنية التي تتطلبها مهنة المتاعب، و أصبحت قضية الصحراء الغربية آخر مستعمرة في إفريقيا في طي النسيان في قاموس الجزيرة اللهم إلا إذا توترت العلاقة بين الدوحة والرباط وكان التناول بغرض الابتزاز لا غير.

لقد إنحرفت الجزيرة عن مسارها المهني بسبب إستعمال مصطلحات لا تليق بقناة بحجم الجزيرة بحجة أنها مع الإنسان لكن في الباطن هي مع السياسة القطرية لا غير.

لقد ظهرت الجزيرة على حقيقتها وانحرفت عن مسارها المهني بعد الأزمة الخليجية وحصار أو مقاطعة قطر حيث كشفت الجزيرة عن وجهها الحقيقي وكشفت الكثير من الحقائق والمغالطات على حد سواء ضد الدول المقاطعة المحاصرة لقطر.

نتمنى أن تعود الجزيرة إلى مسارها المهني دون تمييز ودون إملاءات من أحد بل تكون قناة لكل الناس وليس لبعض الناس أو لمصلحة جهة أو فئة معينة حينها ستجدنا الجزيرة نفتخر ونبارك لها على مهنيتها وليس تمييزها و إقصائها لإحدى أهم القضايا و آخر مستعمرة إفريقية الصحراء الغربية.

بقلم الصحفي: محمد لمين حمدي.

Contact Form

Name

Email *

Message *