ممثلية جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة: عدوان دولة الاحتلال على الأراضي الصحراوية المحررة هو سبب انهيار وقف إطلاق النار
أكد ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمكلف بالتنسيق مع المينورسو الدكتور سيدي محمد عمار، أن عدوان دولة الاحتلال المغربي على الأراضي المحررة من الجمهورية الصحراوية هو سبب انهيار وقف اطلاق النار الموقع بين الطرفين سنة 1991 .
وأكد عضو الأمانة الوطنية، ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو، الدكتور سيدي محمد عمار، في تصريح صحفي نهار أمس على مسؤولية دولة الاحتلال المغربية الكاملة عن نسف وقف إطلاق النار لعام 1991 من خلال عملها العدواني على الأراضي الصحراوية المحررة في 13 نوفمبر 2020.
وفي هذا السياق، قال الدبلوماسي الصحراوي إن اعتراف كل من الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن بانهيار وقف إطلاق النار لعام 1991 والحقائق على الأرض يجعل أي محاولة لإنكار أو التقليل من خطورة الوضع الحالي في منطقة عمل المينورسو غير مقبولة، بل ومضللة في وقت تواصل فيه دولة الاحتلال المغربية عدوانها على الأراضي الصحراوية المحررة واستهدافها المتعمد وقتلها للمدنيين وتدمير ممتلكاتهم.
وكان نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، السيد فرحان حق، قد أدلى مؤخراً بتصريح خلال الإحاطة الصحفية اليومية تحدث فيها عن الوضع الحالي "لوقف إطلاق النار" وعمل بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) في الإقليم.
وفيما يلي النص الكامل للبيان الصحفي:
(نيويورك، 2 فبراير 2022) أحاطت جبهة البوليساريو علماً بالتصريح الذي أدلى به مؤخراً نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، السيد فرحان حق، خلال الإحاطة الصحفية اليومية بشأن الوضع الحالي "لوقف إطلاق النار" وعمل بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) في الإقليم.
لا يستطيع أحد أن ينكر أن دولة الاحتلال المغربية قد نسفت بشكل سافر وقف إطلاق النار لعام 1991، الذي هو جزءاً لا يتجزأ من خطة التسوية المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الأفريقية التي صادق عليها مجلس الأمن بالإجماع، وذلك من خلال عملها العدواني على الأراضي الصحراوية المحررة في 13 نوفمبر 2020.
إن العمل العدواني المغربي الجديد لم ينهِ وقف إطلاق النار والاتفاقيات العسكرية ذات الصلة فحسب، بل أنه قوض أيضاً عملية السلام التي تقوم بها الأمم المتحدة في الصحراء الغربية ودفع المنطقة إلى دوامة جديدة من التوتر الشديد وعدم الاستقرار.
لقد أكد كل من الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن انهيار وقف إطلاق النار لعام 1991 في 13 نوفمبر 2020. فقد أقر الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره (S/2021/843؛ الفقرة 2) المؤرخ 1 أكتوبر 2021 بجملة أمور منها "استئناف الأعمال العدائية" بين دولة الاحتلال المغربية وجبهة البوليساريو. ومن جانبه لاحظ مجلس الأمن في قراره 2602 (2021) الذي صادق عليه في 29 أكتوبر 2021 "بقلق بالغ انهيار وقف إطلاق النار" (الفقرة 14 من الديباجة).
إن اعتراف كل من الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن بانهيار وقف إطلاق النار لعام 1991 والحقائق على الأرض يجعل أي محاولة لإنكار أو التقليل من خطورة الوضع الحالي في منطقة عمل المينورسو غير مقبولة، بل ومضللة في وقت تواصل فيه دولة الاحتلال المغربية عدوانها على الأراضي الصحراوية المحررة واستهدافها المتعمد وقتلها للمدنيين وتدمير ممتلكاتهم.
ومن نفس المنطلق، لا يستطيع أحد أن ينكر أن قوات دولة الاحتلال المغربية تستخدم جميع أنواع الأسلحة، بما في ذلك الطائرات المسيّرة، لمواصلة حرب الإبادة ضد الشعب الصحراوي التي بدأت في 31 أكتوبر 1975. وكما وثقت المينورسو نفسها ذلك، فقد تم استخدام طائرات مسيّرة مغربية لقتل العشرات من المدنيين الصحراويين من دون وازع وأيضاً لقتل مدنيين ومواطنين من بلدان مجاورة أثناء عبورهم الأراضي الصحراوية المحررة.
وفي هذا الصدد، يجدر التذكير بأنه، وبالرغم من انهيار وقف إطلاق النار، فإن جبهة البوليساريو تواصل ضمان سلامة وأمن المراقبين العسكريين التابعين للمينورسو وتسهيل عملياتهم للقيام، وبمساعدة خبراء من دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام، بزيارة وتوثيق كل موقع من مواقع الغارات التي نفذتها الطائرات المسيّرة المغربية التي استهدفت المدنيين في الأراضي الصحراوية المحررة.
وكما أعربت عن ذلك في عدة مناسبات سابقة، فإن جبهة البوليساريو لا تزال ترى أنه من المؤسف وغير المبرر على الإطلاق أنه لا الأمانة العامة للأمم المتحدة ولا مجلس الأمن مستعدان لتسمية الأشياء بمسمياتها وتحديد دولة الاحتلال المغربية باعتبارها الطرف المباشر والوحيد المسؤول عن خرق ونسف وقف إطلاق النار لعام 1991. إن هذا الصمت المتواصل إنما يشجع دولة الاحتلال على الاستمرار في حالة الإنكار التي تعيشها ويمنعها من مواجهة حقيقة الحرب التي أشعلتها مرة أخرى.
وحفاظاً على مصداقية الأمم المتحدة، فإنه ينبغي على الأمانة العامة وعلى مجلس الأمن أن يتخليا نهائياً عن سياسة "الغموض الهدام" عند معالجة الوضع في الصحراء الغربية. وهذا يستلزم التعامل بكل صراحة وبلا مواربة مع الوضع على الأرض في الإقليم والجرائم المستمرة التي ترتكبها دولة الاحتلال المغربية ضد الشعب الصحراوي.
إن الشعب الصحراوي، الذي أظهر التزاماً حقيقياً بالسلام ومارس أقصى درجات ضبط النفس، لن يتخلى أبداً عن حقوقه المقدسة وغير القابلة للمساومة وسيواصل استخدام جميع الوسائل المشروعة للدفاع عن نفسه وعن سيادة بلده.
الدكتور سيدي محمد عمار
ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة
المنسق مع المينورسو.