-->

مقال رأي : ماذا يحاك ضد الصحراويين في الخفاء؟!!

 


 بقلم : لحسن بولسان

لم يكد يصرح  في شهر يناير الماضي وزير الشؤون الخارجية و التعاون الإسباني،السيد خوسيه مانويل الباريس عن الاتفاق الأميركي الإسباني  ل«توحيد الجهود» لحل النزاع في الصحراء الغربية،حتى ظهرت التباينات والتفسيرات والتفسيرات المضادة،وما إن حلت  نائبة وزير الخارجية الأمريكي، السيدة ويندي شيرمان، أمس الإثنين  بمدريد و أعادت عبارة «الحياة الكريمة» ،  حتى إرتفعت وتيرة التكهنات بوجود مؤامرة تحاك ضد الشعب الصحراوي .

لقد أثار كلام رئيس الدبلوماسية الإسبانية بواشنطن الكثير من  الشكوك؛ ف«توحيد الجهود» يعني تقاسم الأهداف وامتلاك الإرادة للعمل معًا.؛لكن النقطة المهمة هي أنها لا تقول شيئًا عن طبيعة هذه الجهود : هل هي من أجل إضفاء الشرعية على سياسة الأمرالواقع التي يسعى البعض فرضها؟أم في سياق إحترام نصوص القانون الدولي التي تكفل للشعب الصحراوي العيش الكريم  بعد تكريس  حقه في  تقرير المصير؟ لذلك فالأسئلة الأكثر حضوراً  اليوم  تتعلق بجوهر النيات التي تعمل عليها تلك الاطراف سرا و علانية وهل حقيقة تترجم رؤية أو نية جادة بالبحث عن الحل العادل المبني على القانون الدولي؟ .

و بالتجربة يبقى الحماس الإسباني حسب البعض غاية في المكر، علما أن  دروس التاريخ.. قديمها وجديدها، أثبتت حتى اليوم  أن دور مدريد في المساعي الدولية ذات الصلة بالقضية الصحراوية  يغلب عليه  طابع رجع الصدى في أحسن حالات سوء الظن وتحت عناوين كادت أن تكون واحدة، وفي بعض الأحيان مستنسخة من تجارب سابقة منذ عهد حكومة أدولفو سواريز في 1976؛ولا يستطيع أحد أن يجادل في هذه المسألة بحكم القرائن المتعددة منذ وفاة أفرنكو ….

في وقت  يتساءل فيه البعض ، إذا كان هذا المعلن فما هو المخفي؟ ترى فيئة ليست بالقليلة من الشعب الصحراوي أن تصريح  رئيس دبلوماسية مدريد بواشنطن  ليس بريئاً،و اليوم ترى الفيئة المتبقية بعد تصريح السيدة ويندي شيرمان، أنه لا يمكن أن يكون كذلك،  بل هو محاولة واضحة  للعب على حواف منزلقة تجاه المجهول و بعيدة عن نصوص القانون الدولي  ، ولاسيما بعد أن تناقلت مؤخرا بعض المصادر الإعلامية و خاصة الإسبانية ، الحضور الفرنسي فيما يتبخ لتحقيق أهداف  وغايات ليست بعيدة عن الأجندات و الحلول المبتورة  أصلا التي عهدها الشعب الصحراوي.

وعلى المقلب الاخر، يرى بعض الملاحظين أن عبارة «الحياة الكريمة» التي أصبحت مرتبطة بتصريحات الإدارة الامريكية الجديدة فيما يخص حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، فكأنها  قاعدة أميركية جديدة تؤشر إلى ما هو جديد فعلاً في طريقة تفكير العقل  الأميركي الجديد خاصة تجاه تغريدة أترامب.


أما فرنسا فلا يهم معرفة ما لديها لأن تفاهم فرنسا أصلا مع الإحتلال المغربي  ليس موضع نقاش أو جدل، بل هو في سياق الدور المنصوص عليه  داخل منظومة العدوان الفرنسي المغربي المتواصل على الشعب الصحراوي و حتى إستهداف الجيران.


واضح أن الصمود الصحراوي المرتكز في كفاحه الشرعي على قرارات دولية لا تزول بالتقادم ، فرض على تلك الأطراف أن تفصح مبكرا عن وجهها الحقيقي و ما تخفيه ؛ فمانوقن به أن قرار الثالث عشر نوفمبر، دفع  الإحتلال المغربي  أن يحاول رسم  معالم مرحلة جديدة  من التمرد على الشرعية الدولية و بقواعد اشتباك تختلف عن سابقاتها،‏بالإستقواء بإسرائيل وإستغلال تثاوب إدارة بايدن فيما يخص تغريدة أترامب.


والمحسوم بالنسبة للبوليساريو التي لم تكن أبدا طرفا ضعيفا يمكن بلعه أو ترويضه و قدمت الكثير من أجل السلام ،و بين المعلن والمخفي، لن تمر تلك  المناورات تحت أي عبارات كانت ،بصرف النظر عن قوتها أو تأثيرها أو مصدرها ؛فمن المذهل أنه بعد مرور نصف قرن من المقاومة الصحراوية، ثمة من لا يزال يتحدث  اليوم عن  حل واقعي أو حكم ذاتي أو قسمة و إقتسام .! وواهم من يظن أن قفزاته بارعة، وغير مقروءة للشعب  الصحراوي أو قد تمنع الطرف الصحراوي من استشراف ما يحاك خبثا من مؤمرات ضد حق شعبنا الثابت الغير قابل للتصرف والتقادم في الحرية والاستقلال ؛وواهم الإحتلال إن ظن أن هناك عوامل خارجية متصلة بتغيرات دولية وإقليمية ،ستجعله في موقف قوة وستعيد ميزان القوة لصالحه كي يفسر نصوص ومضمون القرارات الدولية على هواه

الصحراويون وعلى مدى عقود خلت أسسوا  لكفاحهم إنسجاما مع نصوص الشرعية الدولية ، بتضحياتهم ودمائهم ،ليسوا اليوم بوارد المساومة أو المجادلة في مسلمات ثابتة  لا يصح تجاوزها تحت أي مسمى ولا ذريعة أو حجة من أي نوع كان و من اي جهة كانت …

يبقى علينا كطرف صحراوي أن نفهم و نأخذ في الحسبان تلك المستجدات الطارئة إقليميا و دوليا حتى نضمن أن كل تلك المسالك كانت مبهمة او التفافية تبقى دوما بيد الشعب الصحراوي مهما تشابكت خيوط المتآمرين

Contact Form

Name

Email *

Message *