خيمة على ضفاف المجد
استيقظت باكرا، جهزت اطفالها الى المدرسة، حملت ادوات الخياطة وما بحوزتها من تمر ولبن وذهبت الى موعد المهمة التي تداعت لها نسوة الحي عبر مجموعة الوتساب، وفي تلاحم وطني مؤثر عكفن على خياطة خيمة للمقاتلين.
كانت الاجواء مشحونة بالحماسة تعالت اصوات النساء بالأهازيج والأغاني الثورية، فتحت احداهن الباب امام التغني بالامجاد الوطنية، تحولت الجلسة الى مسابقة للتبارى في احس بيت او تبريعة في حب المقاتلين، ظلت الابتسامات تعلو شفاههم الرطبة بالشعر والادب الثوري.
زوجة مقاتل تحاول نظم قافية عن ملاحم وبطولات جيش التحرير ، قطع حبل تفكيرها صوت انثوي عذب يرتل كلمات تتنفس من عبق التاريخ وتغرس في اجيال الثورة حب التضحية وامتشاق البندقية، ام شهيد تطلق زغرودة، تحرك الحماس الفياض.
عقارب الساعة هاربة نحو المساء ونشوة العمل انست مشاغل البيوت ويوم انقضت ساعاته مع اكتمال بنيان الخيمة، التي حلقت بمشاعر نسوة الحي الى ساحات المعركة وتخوم المرابطين بالجبهات الامامية، يتفيأ الجميع بظلالها فقد صمتت خصيصا لتقي حر الصيف وبرد الشتاء.
تعاون الجميع على تشييد الخيمة وتجهيزها بكل مستلزماتها على وقع التصفيق والزغاريد انتهت المهمة مع اختفاء قرص الشمس مؤذنا بليل جديد ومشاريع عمل لنصرة المقاتلين.
م . مولاي احمد