-->

الوزير الأول "إعلان الدولة وتشكيل الحكومة الصحراوية لم يكن حدثاً معزولاً من سياقه التاريخي، بل جاء تلبية لضرورة ملحة أملاها الواقع، وتجسيداً لحلم طالما ناضلت من أجله الأجيال الصحراوية"


أكد الوزير السيد بشرايا حمودي بيون، أن إعلان الدولة وتشكيل الحكومة الصحراوية لم يكن حدثاً معزولاً من سياقه التاريخي، بل جاء تلبية لضرورة ملحة أملاها الواقع، وتجسيداً لحلم طالما ناضلت من أجله الأجيال الصحراوية على مر الزمان، وذلك خلال كلمة بمناسبة تخليد اليوم الوطني لتشكيل أول حكومة صحراوية.

وإعتبر السيد بشرايا حمودي بيون، أن حدث تشكيل أول حكومة صحراوية يكتسي رمزية خاصة ودلالة عميقة في الوجدان الوطني، كونه أرسى اللبنات الأولى لبناء إدارة وطنية صحراوية، شكلت بدورها نقلة نوعية، كان لها عميق الأثر في مسار الكفاح الوطني عبر مراحله اللاحقة.

وفيما يلي نص الكلمة:

"بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء المرسلين

أيها الاخوة والأخوات

في مثل هذا اليوم من سنة 1976، أي منذ 46 سنة مضت تم تشكيل أول حكومة في التاريخ المعاصر للشعب الصحراوي، ذلك الحدث ـ التحول الذي اكتسى رمزية خاصة ودلالة عميقة في الوجدان الوطني، كونه أرسى اللبنات الأولى لبناء إدارة وطنية صحراوية، شكلت بدورها نقلة نوعية، كان لها عميق الأثر في مسار الكفاح الوطني عبر مراحله اللاحقة، حيث تمت منذ تلك اللحظة التاريخية المزاوجة بين مهام القتال لتحرير الأرض، وتوفير شروط الآمان للمواطنين الذين يتعرضون لحرب إبادة جماعية، من طرف الغازي المغربي، إلى جانب الشروع في بناء المؤسسات والهياكل الإدارية الحاضنة للمكاسب، لمد الثورة بأسباب الصمود وطول النفس، لتحقيق الهدف الأسمى المتمثل في فرض السيادة والاستقلال الوطني.

لذلك فإن إعلان الدولة وتشكيل الحكومة الصحراوية بناء على ذلك لم يكن حدثاً معزولاً من سياقه التاريخي، بل جاء تلبية لضرورة ملحة أملاها الواقع، وتجسيداً لحلم طالما ناضلت من أجله الأجيال الصحراوية على مر الزمان.

أيها الاخوة والأخوات:

وكما قال القائد المؤسس: الشهيد الولي مصطفى رحمه الله عن الثورة الصحراوية أنها ( أعلنت اعتمادا على أشياء غير موجودة في ذلك الوقت، لكنها حتمية التحقق) فإن الحكومة الصحراوية التي تأسست في سنة 1976 وفي ظروف بالغة الصعوبة، بهياكل محدودة وإمكانيات تلامس حدود العدم والعوز المادي وضآلة الخبرة والتجربة، هذه الحكومة التي تشكلت بالحد الأدنى من الوزارات وبهياكل ومرافق صغيرة ، تطورت مع الوقت وتوسعت مجالات عملها، بشكل تدريجي، إلى مؤسسات متكاملة البرامج والأدوار، وقادرة على تلبية المتطلبات المتزايدة لحرب التحرير الوطني، في بعديها: البناء والتحرير وفي جبهاتها وميادينها المتنوعة: من جبهة عسكرية وأمنية، وعلاقات دبلوماسية واعترافات دولية كبيرة، وخدمات اقتصادية واجتماعية لعموم المواطنين، ومنشآت إنتاجية، وواجهة إعلامية وثقافية وغيرها. هذا إلى جانب ترسانة القوانين الناظمة لعمل المؤسسات، وعلاقة التكامل المطلوبة مع مختلف الهيئات السياسية والتشريعية والدستورية.

أيها الاخوة والأخوات:

إن المقام يقتضي الإشادة والتقدير لجهود وصبر واحتمال أولئك المناضلين من الرعيل الاول الذين كان لهم شرف السبق في الانتماء لتشكيلة أول حكومة صحراوية، والذين أخذوا على عواتقهم حمل هذه المسؤولية التاريخية النبيلة، رحم الله من استشهد منهم: محفوظ أعلى بيبا، بلا أحمد زين. واطال الله وبارك في أعمار الاحياء منهم ومتعهم بالصحة والعافية: الرئيس ابراهيم غالي، الأب: محمد الأمين أحمد، الأخوة: منصور عمر، محمد سالم السالك.

أيها الاخوة والأخوات:

ما كان لهذا الرصيد الهائل من المكاسب ان يتحقق في ظل الدولة الصحراوية وحكوماتها المتعاقبة لولا عطاء وتضحية واسهام ووعي كل الصحراويين المؤمنين بمشروعهم الوطني وبحتمية النصر: على رأس هؤلاء شهداء القضية الوطنية الأبرار رحمهم الله، المقاتلين الميامين في الخطوط الأمامية لجبهات القتال، يقارعون العدو ليل ـ نهار، المناضلين الصناديد الذين يتصدون للمحتل المغربي في الأرض المحتلة، يتحدون غطرسته وجبروته، وفي مقدمتهم: عائلة أهل خيا والمعتقلين السياسيين في سجون الاحتلال، المناضلين والمناضلات في مخيمات العزة والكرامة، في كل مؤسسة من مؤسسات الدولة الصحراوية يربون الأجيال أويقدمون خدمات اجتماعية وإنتاجية أو اقتصادية أو إدارية للمواطنين، الدبلوماسي والإعلامي الحامل لرسالة شعبه يطوف بها الآفاق، بفضل هؤلاء جميعاً وغيرهم تحققت المكاسب وترسخت وتقوت دعائم المؤسسات، فهم الضامن ـ بعد الله تعالى ـ لصيرورة الكفاح وتواصل زخم النضال حتى تحقيق الهدف المنشود، الاستقلال وسيادة الدولة الصحراوية على كامل ترابها الوطني. فلهم منا ـ بهذه المناسبة ـ كل التقدير والإجلال والعرفان.

كفاح صمود تضحية لاستكمال سيادة الدولة الصحراوية".

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *