خيانة سانتشيز وإبتزاز المخزن
إن إفتعال الأزمات وأساليب زوايا الحشر وسياسات الإبتزاز التي يتقنها نظام المخزن ؛والتي تستهدف النيل من سمعة وعدالة كفاح الشعب الصحراوي تتجسد هذه المرة في توريط إسبانيا مجددا في تنصلها عن مسؤولياتها القانونية والتاريخية تجاه الشعب الصحراوي ،بإعتبارها القوة المديرة للإقليم والمسؤول الأول عن معاناة هذا الشعب بسبب الجرح النازف الذي تركته منذ سنة 1975.
لاعجب في أن يتبنى رئيس الحكومة الإسبانية “بيدرو سانتشيز ” خطة ترامب الأحادية ،الجنونية في صيغة وعد من لايملك لمن لايستحق ، بتصريح دعم فيه الحكم الذاتي المغربي معتبرا إياه القاعدة الاكثر جدية وواقعية ، وذات مصداقية لحل النزاع في الصحراء الغربية .وهي مبادرة يائسة توحي بشرعنة الإحتلال ،ونهب الثروات،والقمع، وإرتكاب جرائم ضد الإنسان الصحراوي ،والدوس على القانون الدولي ،وتأجيج التوترات في المنطقة وإحتقار حق الشعوب في تقرير مصيرها .
وقد كانت ردود الطبقة السياسية والإعلامية الرسمية الإسبانية وحتى النخبوية حادة ،حيث نعتت هذا العمل بالفضيحة التاريخة ، والتحول الغير مقبول من موقف سياسي توافقي ،تقليدي بإعتباره سياسة دولة لايمكن التلاعب بها . جراء إستسلام وركوع ” ساتنشيز ” للمملكة المغربية بسبب المطالبة بسبتة ومليلة وملف الهجرة الغير شرعية . وهو مادفع ب 11 حزبا سياسيا داخل البرلمان في إطار إستدعائه للمسائلة . لإنتهاكه قرارت الامم المتحدة و الجمعية العامة ومجلس الامن ،ضاربا إياها عرض الحائط .في محاولة منه لمنح الشرعية للإحتلال المغربي .ومساومة على تضحيات ومكاسب شعب يتعرض للنهب والتنكيل .
وهو مادفع أيضا المتحدث بإسم الأمم المتحدة “ستيفان دوجاريك ” الى التأكيد على أهمية الحفاظ ،والإلتزام الكامل للأطراف بالعملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة بمايتماشى والقرار رقم 2602/2021 الذي ينص على دعم حل واقعي ودائم ومقبول من جانب الطرفين .وهو الحل الذي يكفل حق تقرير مصير الشعب الصحراوي في إطار أحكام ومبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة .
إن خرجة “سانتشيز الجنونية ” ومثلها من التصرفات المغربية الكيدية والمؤامرات والدسائس ، لم ولن تنطلي على أي كان ذا بصيرة وسيكون مصيرها الفشل كسابقاتها .ولن تزيد الشعب الصحراوي إلا إصرارا على تحقيق هدفه المنشود في الحرية والإستقلال التام ،وبناء الدولة الصحراوية على كامل ترابه الوطني .
ممادفع بوزير الخارجية الإسباني” خوسي مانويل الباريس” الى التراجع عن تصريحات رئيس الحكومة (مصححا الخطأ) عبر تغريدة له عبر منصة تويتر .مؤكدا دعم إسبانيا لجهود الامم المتحدة في إيجاد حل يرضي طرفي النزاع .وأن نظام المخزن يعتبر طرفا غير موثوق ولايؤتمن .وسياساته قائمة على لي الذراع والإبتزاز وشراء الذمم ولن تؤدي في النهاية الى أية نتيجة . وسياسة إسبانيا قائمة ولايمكنها أن تسقط بمواقف سياسية أحادية .وبالتالي يبقى الشعب الصحراوي وقضيته العادلة هو الرابح لأن خياراته الإستراتيجية تتضح يوما بعد يوم .
وفي الأخير لا إسبانيا ولا المملكة المغربية بمقدورهما تغيير الوضع القانوني للإقليم ، المصنف وفق اللوائح الأممية كقضية تصفية إستعمار حلها الوحيد هو تمكين هذا الشعب من حقه في تقرير المصير .
بقلم الكاتب والاعلامي الاستاذ :بابا السيد لعروسي