-->

الحكومة الإسبانية متهمة بالكذب على مواطنيها!

  


وضعت الحكومة الإسبانية نفسها في ورطة كبيرة عندما قالت إنها أبلغت السلطات الجزائرية بتغيير موقفها المفاجئ من القضية الجزائرية، هذه المسألة تحولت إلى قضية كبيرة في بلاد الأندلس، بمجرد أن نفت الجزائر أي علم مسبق لها بما خططت له حكومة مدريد ونفذته.

ويدور في الأوساط السياسية والإعلامية في إسبانيا نقاش حاد يستهدف التأكد من كذب حكومة بلادهم على الشعب الإسباني بخصوص إبلاغ حكومة بيدرو سانشيز نظيرتها الجزائرية، بتغيير موقفها من النقيض إلى النقيض في قضية الصحراء الغربية، ما قد يعتبر سلوكا سياسيا غير أخلاقي من شأنه أن يؤدي إلى إسقاطها.

في الندوة الصحفية التي نشطها، أمس، تهرب وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، من سؤال حول ما إذا كانت حكومة مدريد قد أبلغت نظيرتها الجزائرية بتغيير موقفها قبل إعلانه. هذا هو النقاش الذي يشغل بال الرأي العام في شبه الجزيرة الإيبيرية منذ نهاية الأسبوع المنصرم، الذي شهد استدعاء الجزائر سفيرها في مدريد، سعيد موسي، احتجاجا على الخطوة الإسبانية غير المدروسة.

وليست هذه هي القضية الوحيدة التي تهز استقرار حكومة بيدرو سانشيز في علاقتها مع الجزائر بسبب موقفها الأخير، فهناك قضية أخرى تتعلق أيضا بعدم استشارة سانشيز لشركائه في الائتلاف الحكومي وعلى رأسهم “حزب بوديموس”، وبقية أحزاب المعارضة الأخرى، على اعتبار أن القضية الصحراوية لها خصوصية في مدريد، بحكم أنها كانت مستعمرة سابقة ما يترتب عنها مسؤولية تاريخية.

الحكومة الإسبانية وفي البيان الذي كشفت فيه عن موقفها الجديد من القضية الصحراوية، قالت إنها أبلغت مسبقا نظيرتها الجزائرية بهذا التحول المفاجئ، غير أن الرد جاء سريعا من الجانب الجزائري، حيث نفت وزارة الخارجية إطلاقا أن تكون مدريد قد أطلعتها أو بحثت معها هذا الملف.

ولم يرغب وزير الشؤون الخارجية الإسباني، خوسي مانويل البارس، في الإجابة عن سؤال حول حقيقة إطلاع مدريد للجزائر قبل الإعلان عن موقفها، ورغم إصرار الصحافيين تحاشى المسؤول الإسباني الإجابة، ورد بلغة دبلوماسية فيها الكثير من المراوغة والمناورة: “الجزائر شريك قوي واستراتيجي وموثوق”، قبل أن يعقب قائلا: “الاتصالات بين إسبانيا والمغرب ثنائية حصرا” بخصوص الملف الصحراوي، معللا هذا الغموض في الإجابة بما قال إن “الحذر مطلوب في الدبلوماسية”.


وبقيت أسئلة الصحافيين، تقول صحيفة “لاراثون” الإسبانية من دون إجابة واضحة، فيما بدا ارتباك كبير على وزير خارجية مدريد وهو يتملص هاربا من مضايقته بأسئلة رجال الإعلام، إلى درجة أن صحافيين برتغاليين صادفوا الوزير في الرواق، جاؤوا مسرعين (حسب الصحيفة ذاتها) إلى نظرائهم الإسبان يسألون عن سبب الارتباك الذي ظهر على المسؤول الإسباني، وما إذا كان هناك شيء خطير قد حدث، قبل أن يتفاجؤوا بأن المسألة تتعلق بصدقية إدعاء مدريد إبلاغ الجزائر مسبقا بقرارها.

ويكشف مشهد تملص رئيس الدبلوماسية الإسبانية من الصحافيين، حالة الحرج الذي توجد فيه الحكومة الإسبانية منذ نهاية الأسبوع المنصرم، ويؤكد تهرّب وزير خارجية مدريد من الإجابة عن حقيقة إبلاغ الجزائر مسبقا، على أن حكومته كذبت على الشعب الإسباني وأنها في ورطة أخلاقية قد تؤدي إلى إسقاطها إذا تواصل الضغط السياسي والإعلامي على بيدرو سانشيز وحكومته.

ويتخوف الإسبان من أن تقرر الجزائر تفعيل ورقة أسعار الغاز للضغط على بلادهم بسبب موقفها الأخير، وحينها ستتراكم المشاكل، وسينتفض الشعب على الوضع، وهو ما قد يؤدي حتما إلى سقوط الحكومة، باعتبارها أول من يتحمل مسؤولية ذلك.

المصدر: الشروق اونلاين 

Contact Form

Name

Email *

Message *