البوليساريو : موقف رئيس الحكومة الإسبانية الجديد ضربة غير مسبوقة لإجماع القوى السياسية والمجتمع المدني الإسباني
قال المستشار لدى رئاسة الجمهورية الصحراوية، البشير مصطفى السيد لمنصة أوراس، إن مدريد أصبحت تشبه جمهوريات الموز التي تخضع بسهولة إلى الابتزاز، مؤكدا أن قرار رئيس الحكومة الإسباني الأخير يمكن التراجع عنه في حال رمت الجزائر بثقلها وقاتل الصحراويين ببسالة.
ما مستقبل العلاقات الصحراوية الإسبانية بعد موقفها الجديد اتجاه القضية الصحراوية؟
موقف رئيس الحكومة الإسبانية الجديد والمخالف لكل تأكيداته من تشبث بالشرعية الدولية والإطار الأممي لاستكمال تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، ومن دعم لمساعي المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، السيد دي ميستورا، تؤكد أن خرجته جاءت عكس المنطق وعكس موقف بقية الائتلاف الحكومي، بل ومن وراء ظهر الحكومة ومن دون سابق إنذار للبرلمان، ناهيك أنها ضربة غير مسبوقة لإجماع القوى السياسية والمجتمع المدني الإسباني بكل منظماته الاجتماعية الحقوقية والثقافية.
برأيك هل مدريد ضعيفة لدرجة خضوعها لضغوطات الرباط لتغيير موقفها التاريخي من الملف الصحراوي؟
الموقف هو موقف فردي وتصرف معزول ضرب مصداقية إسبانيا في الصميم وأظهرها كجمهورية موز وقيادتها كمجموعة من عديمي الضمير ضعيفي النفوس بائعي الذمم يهمهم غدا تقاعدهم في مملكة الفساد المخزنية أكثر من السهر على مصالح وسمعة بلدهم، الموقف المخزي يعطي أخطر الرسائل لشعوب المنطقة وأول سطر فيها أن الابتزاز يكافأ وأن من يحسن استغلال أدوات الجريمة المنظمة ومكوناتها من هجرة ومخدرات وإرهاب باستطاعته تطويع بلدان مثل إسبانيا والعبث بسيادتها ومصالحها.
هل تعتقد أن موقف الحكومة الإسبانية الجديد يمكن التراجع عنه؟
الظرفية الحالية فيها الكثير من أوجه الشبه مع مرحلة 1975-1976 حينها مورست مثل هذه الضغوط على إسبانيا وعلى موريتانيا، فاختارا الحلف المعادي للصحراويين والجزائريين اقتناعا منهم بأن الصف الآخر أقوى، إلا أن مدريد اليوم لا تواجه وضعا سياسيا داخليا كما كان الحال مع مرض ديكتاتورها فرنكو واحتياجها لصداقة الجزائر اليوم والصحراويين غدا لا يعوضها أي حلف آخر. ولكنها الحسابات الخاطئة والتقديرات الخرقاء تصنع الخوف مما لا يشكل تهديدا وإغراء. يمكن تماما أن تتراجع الحكومة الإسبانية عن خطئها وخطيئتها إن ضغطت الجزائر بقوة وقاتل الصحراويون ببسالة وعاملنا وتعاملنا مع القوى السياسية الإسبانية وأطراف الائتلاف الحكومي بما هو أنسب.
كيف يمكن تفسير رفض مدريد اعتراف ترامب بمغربية الصحراء أمس، ثم تأييدها اقتراح الحكم الذاتي اليوم؟
لا شك أن الموقف الأمريكي وما سمعه وزير خارجية إسبانيا في واشنطن وما أسمعته مساعدة وزير الخارجية الأمريكي ويندي شارمان للمسؤولين الإسبان مؤخرا، كان الحافز لتأدية مدريد لهذه الرقصة في راحة محمد السادس.