-->

ملك المغرب يختفي والعرش يسيل لعاب الجميع

 


الجزائرالآن_ في الوقت الذي تعيش الديبلوماسية المغربية حالة من البهرجة الزائفة، واللغط المتواصل من تلك البيانات التي تصدرها جماعة وزير الخارجية ناصر بوريطة من يوم لآخر، فإنّ القصر الملكي يعيش حالة هدوء غريبة جدا، حيث لم يعد هناك حديث عن الملك منذ مأدبة الإفطار التي أقامها على شرف الوزير الأول الإسباني بيدرو سانتشيز شهر رمضان الماضي، فمنذ أكثر من شهر لم تتحدث وسائل الإعلام المغربية عن أي نشاط للملك محمد السادس، فما سر هذا الاختفاء غير المعلن؟ هل بسبب مرضه؟ أم بسبب العودة القوية لطليقته أُم ولي العهد “لالا سلمى”، وتجدد الصراع على العرش؟ أم أنّ سيطرة الصهاينة على مفاصل الدولة، له دور في هذا الاختفاء غير المبرر لأمير المؤمنين في دولة التطبيع؟
يذهب الكثير من المراقبين إلى الاتكاء على عذر المرض لتبرير غياب محمد السادس عن الأضواء مؤخرا، فالرجل يعاني أمراضا مزمنة قاتلة، أبرزها التهاب الرئتي، وقد ظهر مرض الملك لأول مرة سنة 2009 بإصابته بـ”فيروس الروتا”، وهو نفس المرض الذي كان يعاني منه والده الحسن الثاني الذي استسلم في النهاية بعد أنّ تدهورت حالته الصحية فأصيب بالسرطان وتآكل الرئة والتهاب في الحنجرة ومجرى التنفس، ووصل هذا الأمر إلى التهاب وتلف الجهاز التنفسي.
وفي عام 2014 أصيب محمد السادس بأعراض زكام شديد مصحوبًا بحمى والتهاب في الشعب الهوائية، وفي عام 2017 خضع الملك لعملية جراحية في عينه اليسرى، وعام 2018 خضع لجراحة في القلب بسبب عدم انتظام ضرباته.
الظروف الصحية الصعبة التي يعاني منها الملك المغربي والتي لم تعد تخفى على هذا، فتحت الصراع على أشده داخل الأسرة الحاكمة، خاصة أنّ ولي العهد يبلغ من العمر 19 سنة فقط، ولهذا ترى بعض أجنحة الصراع بأنّه غير مؤهل لاستلام السلطة، يحدث هذا في الوقت الذي عادت “لالا سلمى” إلى الواجهة، لتحاول منع خطف السلطة من نجلها، وهذا على طريقة المسلسل التركي “حريم السلطان”، فطليقة الملك التي طالتها الكثير من الشائعات في السنوات الماضية، مباشرة بعد طلاقها من محمد السادس، تحاول استغلال مرض هذا الأخير للانقضاض على السلطة، والثأر من كل الذين حاربوها، فالسيدة التي تصغر الملك بـ15 سنة (من مواليد 10 ماي 1978)، قيل عنها أنّها غادرت المغرب إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وقال آخرون أنّها غادرت إلى منفاها الاختياري بجزيرة كيا اليونانية، وأكثر من ذلك فقد كان لغيابها الطويل منذ 2017 تبريرات غريبة، حيث قيل أنّها قتلت، قبل أن تعاود الظهور شهر ماي من سنة 2021، ولكنها بقيت بعيدة عن تفاعلات القصر الملكي، وهذا يعود إلى خلافات عميقة بينها وبين الملك وعائلته، هذه الخلافات التي جعلها لا تحضر حتى حفل زفاف شقيقة الملك “لالا نهيلة”.
الخلافات الحادة بين “لالا سلمى” وشقيقات الملك، خاصة “لالا حسنة”، يقال أنّ سببها الأول الظهور العلني لزوجة الملك، فهي الزوجة الأولى لملك مغربي تظهر بين الناس وتحضر الحفلات، كما أنّ هنّاك غضب عائلي غير معلن على الملك منذ أن قرر تعيين نجله وليا للعهد، خلفا لشقيقه رشيد، وهذا ما جعل المملكة دوما على صفيح ساخن، ويحاول كل طرف استغلال مرض الملك للاستلاء على السلطة، حتى وإن كان ذلك بصورة شكلية كما يحدث الآن، من خلال تغييبه عن الأضواء، وبعث رسالة للشعب المغربي، بأنّ الملك لم يعد قادرا على تسيير شؤون المملكة، وهو ما يكون تمهيدا لتغيير من الممكن أن يحدث مستقبلا.
ولكن هذا التغيير، هل يكون لصالح “لالا سلمى” التي ستصبح أم الملك، في حال وصوله نجله إلى العرش خلفا لأبيه؟ أو لصالح معارضيها، وخاصة شقيقات الملك، الذين سيفقدون كل شيء في حال حدوث ذلك؟ ووسط كل هذا، سيكون السؤال الأهم، ما موقف الصهاينة من كل ما يحدث؟، فالكل يعرف أنّ القصر الملكي يديره اليهودي أندري أزولاي، فهو المستشار الأول للملك محمد السادس، ويبدو أنّ الصهاينة، لا يهمهم من سيخلف محمد السادس، بقدر أهمية سيطرتهم على كل مفاصل الدولة، وهو ما يحدث حاليا وبسرعة أكبر، وتغييب محمد السادس سيجعلهم يتخذون أهم القرارات التي تخدم اليهود ودولة الكيان الصهيوني، بما فيها تعيين يهودي على رأس الحكومة، والأخبار التي تتحدث عن إمكانية خلافة بنت مستشار الملك أودري أزولاي لعزيز أخنوش، لا يمكن أن تأتي من فراغ، كما أنّ الملك يبدو غير قادر على توجيه البلاد باتجاه آخر، خاصة أنّ كل أسرار القصر الملكي بيد الموساد، حتى أنّ هناك من يرى أنّ الفضائح المالية والجنسية للملك، تعتبر ورقة تهديد قوية بيد الصهاينة، ومن مصلحته هو أن يبقى بعيدا عن الأضواء، ولا يهم كيف تسير البلاد.
غياب الملك وإن كان مقلقا للمغاربة، فإنّ الكثير منهم يتخوفون أكثر من الحرب غير المعلنة داخل القصر الملكي، خاصة أنّ هناك بعض المؤشرات، تتحدث عن جهة ثالثة داخل الصراع، وهو الجيش الذي يرفض جزء من قيادته، توجهات القصر الملكي، وسعيه نحو “صهينة” المملكة، وهو نفس توجه أغلبية الشعب المغربي

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *