-->

20 ماي العظيم هو يوم الشعب الصحراوي

 


بقلم: خطاري سيديا.
لقد مر نضال الشعب الصحراوي منذ البداية بحداث مختلفة في مقدمتها إنتفاصة الزملة التاريخية بقيادة الفقيد محمد سيد إبراهيم بصيري، ثم تأسيس جبهة البوليساريو و بالرغم من كل التحديات و المؤامرات و الهيمنة الاستعمارية، فإن العطاء كان كبيرا و البذل بلاحدود من الشعب الصحراوي بأسره، ثم جاء ذلك الموعود الذي ضرب فيه البطل الشهيد الولي مصطفى السيد موعدا مع التاريخ ليطلق الشرارة الأولى في 20 ماي 1973م و هو يوما مشودا من أيام الشعب الصحراوي الإبي و هو بداية المرور إلي زمن جديد، زمن الحرية و الكرامة.
ترك ذلك اليوم في نفوس و عقول الصحراويين فكرا جديدا، بل كان محطة فاصلة و نقطة تحول كبيرة في خط السير نحو المستقبل، في ذلك اليوم تلاشت أجواء الخلافات و القبلية التي كان يؤججها الاستعمار الإسباني و عملائه و توحدت صفوف و قلوب الشعب الصحراوي تحت راية الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و واد الذهب رائدة النضال الوطني الصحراوي.
بهذه الوحدة و القوة و الإيمان الراسخ بضرورة الكفاح المسلح من أجل تحرير الأرض و الأنسان الصحراوي، حمل الشهيد الولي مصطفى و رفاقه أروحهم على الأكف و بدؤ مسيرة الكفاح المسلح ضد الجيش الإسباني الذي يدعي آنذاك أنه ربح 99 حربا، و مواجهته و كسرو درب العنف الإستعماري بالعنف الثوري و النضال الشعبي، الشعب الذي كان يأئسا من تحقيق مطالبه بالنضال السلمي، و حققها بتنفيذ عملية الخنݣة التاريخية ليلة 20 ماي 1973م، و العملية الفدائية نسف الشريط الناقل للفوسفاط 20 ماي 1974م و عملية أݣجيجمات 17ديسمبر1974م و التي لغنت جيش الاستعمار درسا قويا، ثم العملية نوعية 10ماي1975م التي تم اعتقال فيها كل من الملازم فرانسيكو لورونصو، الملازم خوسي بيسكاس، رقيب خوسي بنوروس و اخرين، هذه العمليات كسرة إرادة الاستعمار الإسباني و حطمت قواها و تهالكت و تفككت بنيتها و أجبرت تحت وقع ضربات أسود الثورة الصحراوية على الخروج من وطننا الحبيب وهي تجر حر الهزيمة و الخزي، هذه التطورات دفعت إسبانيا إلي تنفيذ اتفاقية مدريد المشومة و تقسيم الصحراء الغربية بين حلفائها المغرب و موريتانيا، و مجي القوات المغربية في 25000 ألف جندي و مايعرف بالمسيرة السودة في 35000 ألف مدني، و قوات المخطار داداه و تكرر نفس الشئ خلال الحرب ضد الجيش المغربي و المورتاني.

خرج الشهيد الولي مصطفى مع ثلة من رفاقه الابطال ليواجهوا تلك العقلية القادمة من عصر الظلام و السيطرة على الآخرين و إلحاقهم تحت أسنة الحرب أو إبادتهم و تهديدهم و الاستحواذ على أرضهم.

و إستمر الكفاح الذي أشعل أوار باكورة أيامه الزعيم البطل الولي مصطفى السيد عقود من الزمان إلتحق به عشرات الألوف من أبناء شعبنا من كل أرجاء الوطن ، رجلا و نساءا و شبابا و شيوخا، و بذلك عم الكفاح المسلح كل ربوع الوطن الصحراوي الغالي، و دفع شعبنا الكريم خلال المسيرة النضالية ثمنا كبيرا، و قتل من المواطنين الأبرياء العزل. علقت أجساد و أستشهدت الاعشرات من الأنفس الأبية من خيرة من أنجبت الصحراء الغربية.

اكذا جاء الجيش المغربي الجبان، مستفزا بذلك الشعب الصحراوي في حقه الوطني المشروع و ماسخا هويته، لغة و الثقافة و الدين و طامسا للثوابت الوطنية ركيزة الحفاظ على الكيان الصحراوي، و رغم كل تلك الالآم و الآمال الفرح و الحزن، الملل و الياس و الاحباط أحيانا، تكلل مسعى شعبنا التواق للحرية و الاستقلال باولدت الدولة الصحراوية من بين الركام، تماء إعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.




دخلت مورتانيا الحرب مكرهة حيث كان من المستحيل في تلك الآونة أن تميز بين الصحراوي و المورتاني، و اسماحولى هنا عدم الحديث عن أيام عصية بين الأخوة و بالتفاق الجزائر يكون قد وضع نقطة النهاية لحرب ذوي الغربي الاغير مأسوف عليها.

وصلوا الصحراويين كفاحهم المسلح ضد القوات المغربية، بكل شجاعة و بسالة مسجلين أجمل و أصدق قصص التضحية و الأنفة و شجاعة من أجل الكرامة و مازلت مستمرة تكتب حاليا من طرف مقاتلي جيش التحرير الصحراوي بعد استناف الكفاح المسلح منذ 13 نوفمبر 2020م .

الحديث عن الكفاح المسلح الصحراوي ضد النظام الملكي المغربي و قواته الجبانة لاينتهى دربه و لن يتسع المقال ذكره كله، و لكنني بهذا القدر اكتفي.




في مثل هذه الايام تطل علينا الذكرى 49 للكفاح المسلح، و تحمل في طياتها عبق الماضى و عظمته معطرة بروائح الشهداء و حلم الشعب الصحراوي و تضحياته و معززة بايمان الشعب الصحراوي في الحياة الحرة الكريمة مثل سائر شعوب الأرض.

و بهذه المناسبة العظيمة صدمنا كغيرنا من الصحراويين ونحن نطالع بادرة الحكومة الاسبانية الأخيرة، و في توقيت كان مستفزا للأمة الصحراوية، و خطير على أدبيات النضال الوطني الصحراوي.

اننا نستنكر جميعا العمل المشين الذي بدر عن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، أن العقلية التي تمارسها الملكة الاسبانية ذات الوجهين. وجه تمارسه في مصلحتها. و وجه سياسي تمارسه في المجتمع الدولي. فالوجه السياسي لاخلاف على الرجوع الي المنتظم الدولي و قرارات الأمم المتحدة ، بينما الوجه الثاني المشوم غير مقبول ، و على النخب الاسبانية عليها رفضه و أن تلعب دورها في مواجهة بيدرو سانشيز و حكومته، بل فرض عليها لغة الحق و القانون، إنني و من خلال هذه المناسبة العظيمة أقول للشعب الإسباني عليكم أن تحذو حذو البرلمان الباسكي، بدل دفن الرؤس في الرمال و مجاراة حكومة بيدرو سانشيز و تأييدها لخطة المغرب، هذا القول أقل مايقال عنه أنه استغفال و ضحك على عقول الاخرين و تبرئة الحتلال المغربي الظالم الذي يمارس جميع أنواع الاضطهاد جهارا نهارا.

و ليس هناك أكثر منكم أيها الشعب الإسباني الصديق أهلية لاعادة الأمور الي نصابها الصحيح، على الأقل في الوقت الراهن من خلال تسمية الأشياء بمسمياتها، كما هي على أرض الواقع و في مقدمتها الاعتراف بما هو قائم من ظلم و ضطهاد و إقصاء يقع بالاخص على الصحراويين منذ الحتلال المغربي للصحراء الغربية، و حتى اليوم من قبل النظام الملكي المغربي الجبان، و عليكم أيضا أن تدركوا أن للشعب الصحراوي حقوق و مشاعر لاتحتمل مزيدا من الإذلال و الإهانة و الضحك على الذقون.

إن نار الحقد الذي تولده ممارسات و سياسات الحكومات الإسبانية المتاعاقبة منذ تسليم الصحراء الغربية 1975م الي يومنا هذا ستطال الجميع و عندها لن ينفع الندم، أن حرائر بوجدور المحتل و العيون المحتلة و كل الصحراء الغربية لهن الشرارة التي ستحرق المنطقة بكملها، كما ان أستلاب كرامة أهل خيا في بوجدور المحتل، لن يهنأ من يسلبها و إنما هي لعنة ستلاحق المحتلين الحاقدين جيلا بعد جيل، و سنرد الساع، ساعين في الوقت المناسب.




إن الدولة الصحراوية مستمرة في نضالها الشريف و الرصيدها الكبير في كافة المجالات و هي تتوارث بطلا بعد بطل، و ليس ملكا لاحد ملك للشعب الصحراوي المكلوم و المظلوم و الذي شردا من وطنه و ارضه.

الدولة الصحراوية قد تتعرض الي ظروف قاهرة و مؤمرات صعبة، قد تهدأ الوتيرة المتصاعدة لنضال اليومي، و لكنها لاتنتهى كما كان رهان ضعاف النفوس، و متساقطى المسيرة، نقول في الثورة الصحراوية تحدث استراحة محارب، و لكن لايحدث الانكسار و الهروب من المسؤولية، ففي الدولة الصحراوية الراية يستلمها جيل بعد جيل، و قيادة الجبهة قائد بعد قائد، و هذا هو أروع ما في الجبهة الشعبية الوضوح في الرؤية و الصمود في المبدأ، و مثل هذا النهج لا يمكن أن يصمد فيه إلا الوطنين المخلصين، الذين عركتهم أيام و سنيين النضال الطويلة و الصعبة، الثورة الصحراوية لايقودها مسؤلو الأجر المدفوع، لأن الثورة الصحراوية بدأت فقيرة، و ولدت من رحم الفقراء و انتصرت للفقراء، و مازالت تقود الفقراء، العمال و الفلاحين و الاجئين و الرعاة.
نعم نحن شعب كتب علينا الابتعاد و الرحيل من أرضه و اهله، بيد عدوا خارجي جبان، نحن نعيش حالة شتات لامثيل لها، في دائرة اللجؤ و استمر الحال الي مايغارب خمسون عام و هذا ليس بالامر السهل، نعم ستترتب على ذلك اثار نفسية و مادية و حتما ستؤثر على نمط تفكيرنا و طريقة تعاطينا مع الواقع السياسي، و يومياته.
لاشك أن هذه الاخطار و صبر على هذا المنفى و على العزلة و الفقر، تنجب التعاون و تنبت الإلفة و التوادد بين من جمعتهم تلك الظروف، رغم تباين أفكارهم و إختلافها و مللهم في تجاوز تلك المخاطر، و نحن كشعب صحراوي صارت المخاطر تداهمنا من كل إتجاه و نوع، كل ذلك يستدعى النفير و إستحضار الهمة للتوافق و الوحدة الوطنية، و لفظ كل مادون ذلك من شعار المصلحة ذاتية على الوطن أو القبلية على الشعب، و جمود الحس و المشاعر الوطنية، كأننا لسنا شعبا واحدا تجمعنا أرضا واحدة،
كما علينا ان نحذر كل الحذر لقاء التهم الجزافبة التي تلقى على عواهنها على بعضنا البعض مهما كانت، لأننا جميعا أبناء هذا الوطن و لنا جميعا القدح المعلى في النضال السياسي و الكفاح العسكري الذي عانينا منه و قاسينا على طول غرابة نصف قرن من الزمان، فتؤخو العدالة و المساوات في كل شاردة و واردة، تخص هذا الوطن، و لاتنسوا عهد الشهداء، الذين تركوا لنا هذا المكسب الوطني الذي يقتضي من جميعا المحافظة عليه، تحت رائدة نضاله الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و واد الذهب، و يفخر كل مناضل شريف بإنتماءه للجبهة البوليساريو و لو ليوم واحد، و هذا يكفي لأنه دخل التاريخ من أوسع أبوابه و هي أيضا الممثل الوحيد و الشارعي للصحراء الغربية و شعبها، لأن الجبهة الشعبية مولود طبيعي و شرعي لها، و لهذا فالجميع يثقون في الجبهة الشعبية و فيما تطرحه من أهداف و ماتتبناه من أفكار و الشواهد عديدة، و منها الإستجابة السريعة التي حدثت عندما وجهت قيادة الجبهة النداء الي كل أبناء الصحراء الغربية بالتوجه الي ساحات القتال، خلال استناف الكفاح المسلح منذ 13 نوفمبر 2020م على إثر خرق المحتل المغربي لاتفاق وقف إطلاق النار الجاري به العمل منذ 1991م، فكانت المفاجأة كبيرة لموظفي وزارة الدفاع الوطني بطوابير طويلة، و كان الإحراج كبيرا فخلال تلك الايام اكتظت كل المدارس العسكرية.
إذن المطلوب من كل أبناء الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و واد الذهب، الحاملين للواءها، و الحالمين بمشروعها ان يصطفوا مع مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي ، أن يثورو ضد كل الخونة و الحاقدين على التجربة الفريدة التي سطرها أبناء شعبنا الكريم في جبهة البوليساريو،.
يجب ان نخوض المعركة بارادة و عزيمة لاتلين، و صبر قوي عند الضيق و الازمات، التي تواجهنا و أن نجتاز التحديات و العقبات التي تظهر لنا في الطريق، و أن نعيد الذكريات بالنداء الذي كان يتردد في منطقة بئرلحلو المحرارة في بواكير الثورة الصحراوية المجيدة.
إن يوم 20 ماي العظيم محمي من أبناء هذا الشعب الإبي المثابر الذي منح من خلال مسيرته النضالية المظفرة التي امتدت لاكثر من أربعة عقود الأرض الصحراوية الطيبة، أرواح أبنائه الغالية و دماءهم الزكية و تحمل أنواع شتى من العذاب، و ألوان من الحرمان و واجه صنوفا من الاضطهاد و الفقر و التشرد، مسجلا في ذلك أروع صور التضحية و الفداء و البطولة.
و نحن نخلد هذه المناسبة العزيزة على كل الصحراويين، نسطيع ان نقول و بكل فخر و اعتزاز، و بدون أدنى شك كان الشهيد الولي مصطفى السيد و رفاقه المقاتلون من الرعيل الأول الذين فجروا هذه الثورة المباركة من خيرة جنود الأرض البواسل، سطروا أروع و أصدق الملاحم البطولية و مهدوا بدمائهم الزكية الطاهرة طريق ثورة عظيمة جسدت حلم الشعب الصحراوي، في غد أكثر اشراقا فكانت بحق ثورة رئدة في مقاومة الظلم و العدوان.
و أختم حديثي و أقول أن الوطن لايعلو شأنه الا على كواهل المخلصين الأوفياء من أبنائه الذين، أتموا إعداد نفوسهم للنهوض بهامته و هيوها خالصة للمصلحة العامة.
فإن وطنكم أيها الصحراويين الشرفاء أمالا في جميع نواحي الحياة، و هيهات أن تنال أسرها مطبا إلا على أيد رجال صحاح البنياء، متان الأخلاق، شداد النفوس، لا يخشو في الحق لومة لائم، و يعرفون أن للحق طريق واضح لمن طلبه، و أن الحرية لا توهب على طبق من ذهب و لكن من أجلها المهج و الأرواح.
هذا و لكم مني خالص الشكر و وافر التقدير، و اعذروني في ختطاف وقتكم، بما يعتريني من حس وطني خالصا مخلصا لله و الوطن الصحراوي، و لهذا الشعب الإبي الذي يستحق منا جميعا كل الاعزاز و التكريم بعودته الي أرض الأجداد و الآباء حرة مستقلة، اكراما لشهدائنا الابطال، و احتراما لهذا الشعب الكريم الذي صبر هذا الصبر الجميل و الازال صابرا.
الرحمة للشهيد القائد الولي مصطفى السيد، و لكل شهداء مسيرة التحرير و المقاومة الصحراوية.
النصر لكفاحنا الوطني، و الهزيمة و لاندحار للنظام الملكي الرجعي في المغرب
عاش يوم 20 ماي العظيم.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *