الاعتراف الدولي بالشهيد الولي كزعيم تاريخي هل يشفع له امام تنكر الرفاق
تحتفي الشعوب بزعمائها كجزء من تاريخها من خلال توثيق اثارهم ومنجزاتهم وتخليد مآثرهم وتضمين منجزاتهم وافكارهم في المناهج الدراسية لتقتفي الاجيال طريقهم والسير على نهجهم، وتختار المناسبات الوطنية لتمجيدهم وجعلهم احياء باستمرار في قلوب ووجدان الشعوب.
وفي الثورة الصحراوية بدأ النسيان يلف مسيرة مفجر الثورة الصحراوية الذي بات من الصعب الوصول الى خطاباته وتاريخه، بعد عمليات الطمس الممنهجة ومن اعلى الهرم ، حيث تم تغييبه عن وسائل الاعلام الوطنية والجرائد والمنشروات التي تصدرها مركزية التنظيم السياسي، واستبعاد فكره وخطاباته التي رسمت طريق الثورة الصحراوية وفتحت الافاف امام نجاحها وجلب التأييد الوطني والدولي لها.
اخر ممارسات الاقصاء الممنهجة لفكر وانجازات شهيد الحرية والكرامة الولي مصطفى السيد تجاهل الذكرى السنوية لاستشهاده حيث فضلت امانة التنظيم السياسي ان يمر الحدث في صمت دون اي فعالية لتخليده، في سابقة لم تحدث من قبل ، ما يطرح علامات استفهام عن التغييب الممنهج الذي بات يتعرض له مفجر الثورة الصحراوية بعد مصادرة كل ما يتعلق به من فكر ومسيرة حافلة بالعطاء والتضحية اختتمها باستشهاده وهو يقود معركة نواكشوط الاولى.
لم يكن الولي مصطفى السيد زعيما للشعب الصحراوي فقط بل ظل مثالا يحتذى به كزعيم في القارة الافريقية والعالم، ومن المحطات المهمة التي كرّست الرجل مناضلاً عالميا بامتياز، تكريم الاتحاد الإفريقي له سنة 2013 بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية، وقد تم تكريم مفجر ثورة 20 ماي الشهيد الولي مصطفى السيد، رفقة العشرات من رموز الكفاح من أجل حرية واستقلال إفريقيا، من أمثال هيلي سيلاسي وملس زيناوي من أثيوبيا وجون كينياتا من كينيا وجوليوس نيريري من تانزانيا وهواري بومدين والعربي بن مهيدي من الجزائر ونوامي نيكروما من غانا وأليفر تامبو ومريام ماكيبا من جنوب إفريقيا وأميكال كابرال من غينيا بيساو وبيتر أونو من نيجيريا وجون أيوتو من ناميبيا وسامورا ميشل من الموزمبيق وجون غارانغ من جنوب السودان ومحمد المهدي من السودان وجمال عبد الناصر من مصر وعمر المختار من ليبيا، إضافة إلى رموز عالمية من أمثال المهاتما غاندي وأولف بالم ومارتن لوثر كينغ.
هذا التكريم، الذي يتزامن مع الذكرى الخمسين لتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية والأربعين لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، يشكل وساماً وتقديراً واعترافاً بمكانة كفاح الشعب الصحراوي وصموده في سياق كفاح إفريقيا عامة من أجل تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية التي تبقى اخر مستعمرة في افريقيا.