أموال القطريين ليست لتنظيف نجاسات المخزن والتطاول على الجزائر!
تواصل صحيفة “القدس العربي” الإساءة إلى الجزائر من خلال بعض الكتاب المأجورين الذين يفتقدون إلى أخلاقيات المهنة والمشبعين بنزعة ممارسة التضليل خدمة لأجندات بلادهم المطبعة.. الدور هذه المرة جاء على المسمى بلال التليدي، الذي “كان” يقدم نفسه على أنه كاتب صحفي من المغرب.
الصحفي إياه وتحت عنوان مثير للسخرية “خلفيات اختيار أبوجا لمشروع أنبوب الغاز النيجيري المغربي”، راح يتطاول على الجزائر، ويكذب على قراء هذه الصحيفة الذين هم ليسوا مغربيين فقط، وراح يتحدث زاعما بأن نيجيريا اختارت المغرب لتمرير أنبوب الغاز العابر نحو أوروبا، وهو يعلم أن وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب عاد الأربعاء من العاصمة النيجرية وفي جعبته اتفاق ثلاثي يقضي بالشروع في إنجاز هذا الأنبوب من نيجيريا ثم النيجر فالجزائر قبل الوصول إلى إيطاليا.
أنبوب الغاز العابر للصحراء: حكومتا نيجيريا والنيجر تستعجلان تجسيد المشروع
“التليدي” الذي اعتاد أن يوقع مقاله بـ “كاتب وباحث مغربي”، ولأنه خرج هذه المرة عار من أية مصداقية، سحب توقيعه وترك اسمه فقط، حتى لا يعرف القراء بأنه مغربي، إمعانا في التضليل، لأنه لو كشف عن هويته كمغربي، لزال مبرر نشر المقال، ولجلب له متاعب مع مسؤولي هذه الجريدة التي هي قطرية وليست مغربية، وهذا المعطى يفرض عليه أن يكون موضوعيا، لأن أموال القطريين ليست موجهة لتنظيف قصر الخيانة في الرباط، من نجاسات التطبيع والخيانة والانبطاح وكل الموبقات السياسية التي اشتهر بها نظام المخزن.
“أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا”.. “إسبانيا”.. و”روسيا”: عرقاب يكشف عدّة حقائق
الأمر لم يتوقف هنا، بل إن هذا الصحفي المشبوه بتهمة ممارسة التضليل الإعلامي خدمة لأجندات بلاده التي باعت العرض والشرف والمقدسات، راح يتحدث عن “تعثرات الدبلوماسية الجزائرية كثيرا في مواجهة نظيرتها المغربية”، وتحدث عن خلافات لا توجد إلا في دماغه العفن، مع تونس ومع موريتانيا ومع ألمانيا وليبيا وفرنسا، وهي خلافات من نسج خيال هذا التليدي الموهوم بانتصارات نظام المخزن، الذي بات قريبا من الانهيار بسبب الاحتجاجات الشعبية المتعاظمة ضد الغلاء الفاحش.
عندما يتحدث هذا التليدي عن خلافات بين الجزائر وموريتانيا، هل يعلم متى كانت آخر زيارة بين مسؤولين من البلدين؟ ألم تكن قبل نحو أسبوعين؟ ثم كيف هي علاقات بلاده مع نواكشوط؟ ومتى كانت آخر زيارة بين الرباط ونواكشوط؟ وبالنسبة لتونس، هل يعلم هذا التليدي أن وزيرة الطاقة التونسية كانت في الجزائر قبل أسبوعين فقط وعادت بما جاءت من أجله، فمتى كانت آخر زيارة بين بلدكم وتونس؟ أما بالنسبة لفرنسا، فآخر مكالمة كانت بين رئيسي البلدين قبل ستة أيام فقط، فمتى كانت آخر زيارة أو مكالمة بين عاهلكم ورئيس فرنسا.. ألا يوجد ملك المخزن منذ ثلاثة أسابيع في فرنسا ولم يستقبله ولو حارس بوابة هناك. ماذا بقيت من كرامة لمخزنكم؟
بلاني يُعلق على دعاية مخزنية جديدة حول وقف مشروع طريق تندوف زويرات
وبالنسبة لألمانيا ألم تزر كاتبة الدولة الألمانية، كاتيا كول، الجزائر قبل أقل من أسبوعين، وعادت بما جاءت من أجله باتفاقيات كما قالت بلسانها، فمتى زار آخر مسؤول ألماني الرباط؟ وفيما يتعلق بليبيا فآخر زيارة لرئيس حكومتها المعترف به دوليا، عبد الحميد الدبيبة، إلى الجزائر فكانت قبل نحو شهر، فمتى زار مسؤول ليبي كبير نظامكم المخزني؟ ألا يشتم الإسبان مسؤوليكم صباحا ومساء بسبب تورطهم في إفساد علاقة بلادهم مع الجزائر، وما ترتب من ضياع لمصالحهم؟
الذي لا يزال يزوركم هم الصهاينة وفقط، وآخرهم وزيرة داخلية الكيان، أيليت شاكيد، التي جاءت قبل يومين من أجل نقل العمال المغاربة لتشييد المستوطنات وبناء منازل لقطعان المستوطنين على ما تبقى من أراضي الفلسطينيين المغتصبة، بعد بيع عاهلكم للقدس مقابل تغريدة من الرئيس الأمريكي السابق.. هل تنكرون هذا؟
لماذا لا تجرؤ يا أيها التليدي على قول مثل هذه الحقائق التي لا تحتاج إلى عناء كبير، فبنقرة فقط على محرك البحث “غوغل” تجد كل هذا، أما ما كتبته أنت فلا يوجد سوى في مخيلتك، مدفوعا بالتملق لنظام عميل حول مملكتكم المتهالكة إلى دولة وظيفية وخنجر في جسد الأمة منذ تأسيسها، لتكون معولا للهدم وأداة للفرقة.. ألم يرسل الصليبيون فيالق للحفاظ على نظامكم العميل ومحاربة الجيش العثماني على حدود الجزائر الغربية، بينما كان يسعى لاسترداد الأندلس.. فكُتُب التاريخ شاهدة على عمالتكم.
زيارة شاكيد إلى الرباط: تجنيد عمال المغرب لبناء المستوطنات الاسرائيلية
التوقف هنا أحسن، لأني أفضل ألا أجاريك في التعليق على أكاذيبك، فذلك من شأنه أن يعطيك بعضا من المصداقية التي تسعى إلى ترسيخها بـ “خربشاتك” المسمومة.
وفي الأخير يجب عليك أن تدرك بأنك تكتب في صحيفة قطرية وليس في جريدة مغربية، وهذا يدفعك للتفكير ألف مرة قبل أن تتطاول على شعب أشرف منك وعلى دولة تضحي حتى بمصالحها دفاعا عن القضايا العادلة ولا تتخلى عن مبادئها وهذا مستوى من “الشهامة” لا يعرف نظام المخزن لونه ورائحته.
يجب عليك وأمثالك يا أيها التليدي أن تتذكر أن الجزائريين ضحوا بأكثر من سبعة ملايين من الشهداء من أجل استقلاله، أما بلادك فحصلت على حريتها بفضل تضحيات الجزائريين، لأنه لولا الثورة التحريرية لما زلتم تترنحون تحت سيطرة الفرنسيين، ولعل في بقاء مدينيتي سبتة ومليلية تحت الاستعمار الإسباني إلى اليوم، خير دليل على أن نظام بلدك عميل ومتخاذل وفي خدمة أجندة أسياده الغربيين.. تجرأ وقل هذا الكلام إذا كنت شجاعا..
بوق آخر للمخزن يطلّ برأسه من “القدس العربي”
وفي مقال سابق على صحيفة “القدس العربي”، ادّعى المغربي بلال التليدي أنّ الجزائر ستدخل في عزلة دولية، بعد ردود فعلها “الحازمة” تجاه الحكومة الإسبانية، عقب تغيير الأخيرة لموقفها إزاء قضية تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية.
وحسب التليدي الذي يعرّف بنفسه ككاتب وباحث في العلوم السياسية، فإن الجزائر “مقبلة على مرحلة عزلة كاملة، بعد أن أدخلت معامل قضية الصحراء (الغربية) في تكييف علاقاتها الخارجية”، على حدّ تعبيره.
لكن في الواقع، يبدو أنّ النظام المغربي هو الذي يعيش مرحلة العزلة الكاملة بالفعل. ففي حين يتوافد ممثلو الدول الأجنبية الصديقة على الجزائر من جميع قارات العالم، لا يزال الملك المغربي متواريا عن الأنظار منذ عدّة أشهر.
فمنذ مأدبة الإفطار التي أقامها محمد السادس لرئيس الحكومة الإسباني بيدرو سانشيز، شهر رمضان الماضي، عقب إعلان مدريد عن دعمها لمقترح الحكم الذاتي الذي تطرحه الرباط كحلّ لقضية تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية. لم يظهر الملك المغربي في أي نشاط دولي.
بل إنّ مجرد استلام سفراء الدول الأجنبية لمهامهم في المغرب، أصبح يتطلب نصف العام من الزمن قبل أن يتمّ بشكل رسمي، بسبب الغياب المستمرّ للملك السادس.
وقد أشارت صحيفة “إل كونفيدونسيال” الإسبانية في وقت سابق، إلى أن المغرب أصبح يعاني من حالة شلل في العديد من القطاعات، بما في ذلك العلاقات الخارجية للمملكة، لنفس السبب.
بالمقابل، تؤكد الحكومة الإسبانية نفسها بشكل متكرّر، على محورية دور الجزائر في المنطقة، وعلى أهمية العلاقات معها بالنسبة لمدريد، كشريك اقتصادي وسياسي قويّ وموثوق.
وفي وقت نشر مقال التليدي، يشارك وزير الخارجية الجزائري في اجتماع ثلاثي يجمع وزراء خارجية الجزائر وتونس وليبيا في تونس.
وقبل ذلك، استقبل لعمامرة في الجزائر المستشارة الأممية الخاصة المكلّفة بحلّ الأزمة في ليبيا، ستيفاني ويليامز. وهو ما يؤكد أهمية دور الجزائر في حلّ أزمات المنطقة.
وللجزائر دور في حلّ أزمات مناطق أخرى من العالم أيضا، فهي بين 7 دول تشكّل مجموعة الاتصال العربية حول الأزمة في أوكرانيا، التي لا تضمّ المغرب في صفوفها.
كما أنّ زيارات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الأخيرة إلى كلّ من إيطاليا وتركيا، واستقباله هنا بالجزائر لمسؤولي دول أجنبية عديدة، على غرار روسيا والولايات المتحدة وفنزويلا، مؤشر على الحركية التي تتمتّع بها الدبلوماسية الجزائرية.
وفضلا عن كلّ ذلك، تستعدّ مدينة وهران الجزائرية لاحتضان دورة الألعاب المتوسطية، بمشاركة 26 بلدا من حوض المتوسط، بضفافه الثلاث: الإفريقية والأوروبية والآسيوية.
فهل تليق بصحيفة القدس العربي العريقة، مثل هذه المغالطات والخرجات غير المهنية، التي يطلّ بها أبواق النظام المغربي بين الحين والآخر؟.
نزار بولحية… كاتب تونسي لا يجرؤ على نقد التطبيع!
وفي 3 جوان 2022، تفاعل الصحفي التونسي المثير للجدل، نزار بولحية، مع المقال الذي كتبته “الشروق” تحت عنوان “نزار بولحية كاتب تونسي مخزني الهوى.. ما مشكلته مع الجزائر؟”، فجاء مقاله الأسبوعي في صحيفة “القدس العربي” تحت عنوان “لماذا يهتم التونسي بالجزائر والمغرب؟”.
حاول نزار بولحية تبرير انخراطه بشكل مثير للانتباه في الكتابة عن الجزائر والمغرب فقط، وراح مدافعا عن نفسه، بأن ما قام به نابع من إيمانه بسمو قيم الوحدة المغاربية.. شيء جميل لو يكون صاحبنا صادقا، لكن ما لم يقله نزار بولحية هو لماذا يكتب متملقا دوما لنظام المخزن المغربي، ولماذا يتطاول دائما ومن دون مبرر على الجزائر في المقال الواحد إلى درجة أن الأمر أصبح بمثابة متلازمة بالنسبة إليه (يمكن الاطلاع على مقالاته الأسبوعية في صحيفة القدس العربي للتأكد).
من حق أي صحفي ولو كان نزار بولحية، أن يكتب ما يشاء طالما التزم بالأخلاق المهنية والموضوعية، ولم يطوّع قلمه ليكون بوقا لنظام باع شرفه وفرط في مقدسات الأمة مقابل وعود زائفة، ثم لماذا لا يكتب عن بلاده تونس وهي قلب الحدث هذه الأيام خاصة؟ فالأقربون أولى بالمعروف كما يقال، لكن صاحبنا يبدو أنه لم يجد في تونس من يدفع له.
حاول نزار بولحية التنصل من الاتهامات الموجهة إليه في الجزائر والتي مفادها أنه قصد بلد المليون ونصف المليون شهيد بائعا قلمه فلم يجد من يشتريه، فغير الوجهة ووجد للأسف من يدفع له، لكن بأموال المخدرات.
يقول إنه يتعرض للتجريح في الجزائر، طيب، لماذا لم يتعرض غيره من كتاب الصحيفة لما تعرض له هو كما يزعم؟ لماذا لم يتجرأ ويقدم مبررات دفاعه عن المخزن المغربي، في الوقت الذي تحول هذا النظام هدفا لكل الشرفاء في الأمة بسبب خيانته القديمة المتجددة؟ هل النظام المغربي وصل إلى المثالية، وأية مثالية، التي تجعله محل ثناء من قبل نزار بولحية؟
لماذا لم يتجرأ الصحفي نزار بولحية على انتقاد نظام المخزن المغربي، على الأقل تحت داعي مبرر التطبيع ليرفع الحرج عن نفسه، ناهيك عن بقية السقطات الأخرى؟ أم أن التطبيع أصبح من المواقف القومية عند نزار بولحية ما دام أن النظام المغربي أقدم على ذلك؟
لو كانت فيك ذرة من الموضوعية والمهنية، ولو كنت حريصا حقا على قيم الوحدة والتآخي في المغرب العربي، كما تقول، لكنت انتقدت التطبيع المغربي مع الكيان الغاصب، وأنت تعلم أن من بين الأسباب الرئيسة التي كانت وراء قطع العلاقات الجزائرية المغربية، تلك الفاحشة (التطبيع).
على كل حال، لا زال أمامك فرصة لتقنعنا بموضوعيتك وأخلاقك المهنية، فالتطبيع لا زال حدثا، لأن وتيرته تتسارع في المملكة التي تدافع عنها، وآخرها فتح مكتبين لقناة صهيونية. أفعلها يا نزار بولحية وتجرأ وانتقد تطبيع الرباط، وحينها سنصدقك، وإلى اللقاء في انتظار مقال منك عن تطبيع المخزن..
نزار بولحية: كاتب تونسي مخزني الهوى.. ما مشكلته مع الجزائر؟
أثار نزار بولحية الكاتب التونسي في صحيفة القدس العربي، موجة تساؤلات واستهجان في الجزائر وحتى في بلاده تونس، بحكم توجهه المفضوح في التملق للنظام المغربي في كتاباته، التي يتجاهل فيها حتى قضايا بلاده، وأكثر من ذلك فإن حضرت الجزائر في كتاباته، فإنها تكون بغرض الإساءة كما هو حاصل دوما.
ومنذ مدة تتداول الأوساط الإعلامية في الجزائر إن هذا الكاتب، زار الجزائر ذات يوم متسولا، أي عارضا قلمه للبيع، يكتب عن الجزائر مقابل المال، غير أنه لم يحصل على ما كان يبحث عنه، وعاد من حيث أتى خائبا. وقد يقول البعض هذا مجرد كلام لا يستند إلى وقائع. لكن واصل قراءة المقال لتتأكد أو تقتنع.
من خلال هذه الحادثة الموثقة، يمكن فهم لماذا لا يكتب هذا “الصحفي المشبوه”، عن بلاده تونس، ويقحم مملكة المغرب في كل مقالاته مداهنا ومدافعا عن أطروحات هذا النظام المنبوذة شعبيا في المغرب وفي العالم العربي.
والواقع إنه ليس هناك أسوأ من المتاجرة بالقضية الفلسطينية، ورهنها باعتراف جاء عبر تغريدة لرئيس لم يعد في الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية.
قد يشكك البعض في هذا الكلام ويعتبره مجرد تجن على هذا الكاتب، لكن هناك قرينة بسيطة يمكن لأي كان أن يتأكد منها، وهي تصفح كل مقالاته في صحيفة “القدس العربي”، وهذا ممكن من خلال كتابة اسمه “نزار بولحية” في محرك البحث بالصحيفة ذاتها، وحينها سيتأكد أن كل كتاباته دون استثناء، تدافع عن المواقف المخزية للنظام المغربي دون حياء، وبالمقابل يتجاهل فضائع وفضائح التطبيع مع الكيان الصهيوني.
كيف يمكن تفسير هذا؟ ليس هناك من تفسير إلا في كون هذا الصحفي المشبوه يكتب لمن يدفع له. بلاده تونس التي تعيش أزمات سياسية خانقة لم يتجرأ على أن يكتب عليها ولو مقالا في صحيفة “القدس العربي”، مساهمة منه في حل مشاكلها على الأقل لكونه تونسي، قبل أن يكون عربيا.
هل تعلم الحكومة القطرية ما يحدث في “القدس العربي”؟
في العام 2013 انتقلت ملكية يومية “القدس العربي” الصادرة بالعاصمة البريطانية لندن، إلى إمارة قطر، ومنذ ذلك التاريخ تبنت هذه الجريدة خطا تحريريا جديدا، طبعه مغادرة مؤسسها ورئيس تحريرها السابق، عبد الباري عطوان.
ورغم أن مواقف “القدس العربي”، المعروفة بمناهضتها للتطبيع مع الكيان الصهيوني، إلا أنها تبدو متساهلة مع بعض الدول المطبعة، وعلى رأسها مملكة المخزن المغربي، التي تجاوزت كل الحدود في انبطاحها للكيان الغاصب، إلى درجة أن حكومة عزيز أخنوش، تجرأت حتى على منع بعض أحزاب المعارضة للتطبيع من مناقشة هذه القضية تحت قبة البرلمان، وكان ذلك في الجلسة الأخيرة التي خصصت للرد على الأسئلة الشفوية.
يشهد لقطر بمواقفها الداعمة للشعب الفلسطيني، ليس بالكلام، كما يفعل نظام المخزن المغربي، وإنما بالأفعال أيضا (دفع الأجور وإقامة المستشفيات والتنديد بممارسات تل أبيب بحق الفلسطينيين)، إلا أن الاستمرار في تمويل مؤسسة صحفية كصحيفة “القدس العربي”، التي تحولت إلى منظف لنفايات التطبيع من أمام قصر الملك المغربي، يلوث المواقف المشهودة لحكام الدوحة في دعم القضية الفلسطينية.
السؤال الذي يطرحه كل مناصر ومحب ومدافع عن القضية الفلسطينية، هو، هل تعلم الحكومة القطرية أن فضائح التطبيع المستمرة منذ ما يقارب السنة، ممنوعة من النشر عبر صحيفة “القدس العربي”، وهي الممولة بأموال قطرية؟ (انظر: “القدس العربي يحذف مقالا عن مقري ينتقد مباركة العثماني للتطبيع”، الصادر في 12/ 12/ 2020.
هل تعلم الحكومة القطرية أن المواضيع التي يحلو للقائمين على إدارة التحرير في هذه الصحيفة نشرها، هي تلك التي تسيء إلى الجزائر، وبالمقابل، تمجد نظام جُبل على خيانة قضايا الأمة العربية والإسلامية وعلى رأسها قضية فلسطين، ليس من اليوم وإنما أبا عن جد، ولعل خيانة العاهل المغربي السابق الحسن الثاني، للعرب من خلال تسريبه معلومات خطيرة للكيان الصهيوني عشية حرب 1967، وبشهادة الصهاينة أنفسهم، خير دليل على ذلك.
هناك الكثير من الصحافيين الجزائريين الذي يشتغلون في صحيفة “القدس العربي”، بمن فيهم المراسلون، لكن أيا منهم لم يخرج عن مبدأ الحياد، ولم يتجاوز أخلاقيات المهنة، لكن بعض الصحافيين من المغرب ومن خارجها (بلال التليدي والتونسي المأجور نزار بولحية)، لم يحترموا سمعة الصحيفة، وتحولوا إلى أبواق رخيصة للدفاع عن أطروحات المخزن المغربي الملوثة بتطبيع مقزز تجاوز كل الحدود، بشكل باع معه نظام العلويين، كل ما بقي من النخوة العربية والإسلامية، وهو يسلم كل شيء للصهاينة، حتى القرارات المصيرية للداخل المغربي، والتي سيدفع ثمنها المغربيون.
محمد مسلم
الشروق اونلاين الجزائرية