زيارة علماء شنقيط الى الشعب الصحراوي صلة للرحم ومؤازرة للحق
على مدار اسبوع من الزمن طاف وفد هام من علماء بلاد شنقيط على مؤسسات الدولة الصحراوية للإطلاع على تجربتها الفتية في إدارة وتسيير الشأن الديني، من خلال ترسانة النظم والقوانين التي تؤطر المساجد والمدارس القرآنية وتضبط المنهاج التربوية والتعليمية المعتمدة، مع الاهمية التي يوليها المجتمع الصحراوي لتحفيظ القرآن الكريم وهو ما يترجمه الاقبال الكبير لأولياء الامور على تأطير ابنائهم في هذه المدارس.
وفد علماء شنقيط نظم زيارات ميدانية الى مختلف الولايات وعقد لقاءات مع الائمة ومسيري الشؤون الدينية بالمديريات الجهوية في حلقات نقاش مثمرة وهادفة الى تعزيز التعاون ومد جسور التواصل بين شعبين يشتركان الهوية والمصير المشترك.
زيارة الكوكبة التي جمع اصحابها بين القضاء والفتوى والتدريس المحضري والأدب والعمل الدعوي الذي تجاوز جغرافيا موريتانيا الى السودان والخليج العربي في رحلات علم وعمل لهؤلاء العلماء الذين اجتمعوا بمخيمات اللاجئين الصحراويين على مؤازرة الحق وصلة رحم العروبة والإسلام التي قطعها الاحتلال المغربي بعدوانه السافر واحتلاله الظالم للصحراء الغربية وتشريد شعبها.
ارتقت المجالس في حضرة هؤلاء العلماء بجواهر العلم وإشعاع المعرفة ونوادر الادب والحكمة وطرائف القضاء والفتوى، وكان تأثرهم باديا على تفريط الامة الاسلامية في جزء اصيل من جسدها المثخن بجراح الغدر والخيانة ومكابدة عدوان ظالم ارتمى في احضان الصهيونية والدوائر الاستعمارية لتعميق مأساة شعوب المنطقة وجرها الى عدم الاستقرار والتكامل.
لقد كان احساسهم مرهفا وشعورهم بالمسؤولية قويا تجاه اشقائهم الصحراويين في زمن تجردت غالبية النخب العربية والاسلامية من المسؤولية الاخلاقية والانسانية تجاه حالات الظلم والاضطهاد في عالمنا العربي الذي يعيش حالة من التشرذم وغياب العدالة بسبب التخلي عن قضايا الامة العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والصحراوية في مواجهة وجهان لعملة واحدة هي الاحتلال.
ودعنا هؤلاء العلماء على امل وصل الزيارة بمثيلاتها في المستقبل وان تتوسع لتشمل اخرين يحذوهم الامل بربط الوصال مع اشقاء الدين والعروبة واللهجة الحسانية لمجتمع البيظان الذي يعيش في بلدين كما شبهه مفجر الثورة الصحراوية بالبيضتين في عش واحد.
بقلم: حمة المهدي