-->

لماذا أزعجت مناورات تندوف إعلام وذباب الحموشي بالمغرب؟

 


سايرت وسائل الإعلام وذباب المخابرات المغربية كعادتهما، مناورات الجيش الجزائري بتندوف، ليس بالتحليل حول أبعادها، ولكن بالترويج لإشاعات وأكاذيب حولها، وأن صورها مزيفة وتعود لمناورات أمريكية مرة وروسية مرة أخرى.
 ومنذ الإعلان عن هذه المناورات الليلية، التي تعد الأضخم خلال السنوات الأخيرة، عجّت شبكات التواصل وحتى وسائل الإعلام المغربية، بتقارير ومنشورات تحاول التقليل من أهميتها، وصلت حد تداول صورها وحتى مشاهد لا علاقة لها بهذا التمرين، في مسعى لضرب مصداقيتها.
وإذا كانت منشورات شبكات التواصل مقبولة بحكم أنها لنشطاء، فإن تبني وسائل إعلام لهذه “الهرطقات” طرح تساؤلات حول السبب، بحكم أن الصور والفيديوهات الخاصة بالمناورات منشورة بصفة رسمية من قبل وزارة الدفاع الجزائرية.
ورغم أن هذه المواقع المحسوبة على المخابرات المغربية، شأنها شأن ما يسمى بالذباب المخزني، معروفة بتخصصها في نشر الإشاعات والبروباغندا، لكن بلوغها درجة الترويج لهذه “التفاهات”، يبدو بتوجيه من أصحابها الحقيقيين.
وفي ظرف أسابيع فقط أجرى الجيش الجزائري عدة مناورات بالجهة الغربية، بداية بتمارين بحرية بمشاركة الغواصات بالمرسى الكبير ووصولا إلى مناورات تندوف الليلية، وهي تمارين دورية تقوم بها مختلف القوات بمختلف النواحي العسكرية، في إطار برامج التحضير القتالي السنوي.
لكن هذه المناورات، بدت لوسائل إعلام النظام المغربي وذبابه، حدثا استثنائيا، بحكم إنه من النادر مشاهدة مناورات بهذا الحجم في المملكة، وإن حدثت تكون بإشراف من جيوش غربية بالدرجة الأولى.
الصمود 2022.. تمرين ليلي ضخم للجيش بتندوف
وأشرف رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق السعيد شنقريحة، ليلة الاثنين إلى الثلاثاء، على تنفيذ تمرين تكتيكي ليلي بالذخيرة الحية “الصمود 2022” بجنوبي تندوف بالناحية العسكرية الثالثة.
واستمع الفريق شنقريحة  إلى عرض قدمه قائد القطاع العملياتي الجنوبي بتندوف، تضمن الفكرة العامة ومراحل تنفيذ التمرين، الذي جرى على مرحلتين، الأولى نظرية شارك فيها أركانات القيادات الجهوية والوحدات المشاركة، والثانية ديناميكية أقحمت خلالها الوحدات المنفذة للتمرين.
وتابع الفريق بميدان الرمي والمناورات للقطاع، عن كثب مجريات التمرين الذي نفذ ليلا في ظروف قريبة من الواقع، من أجل بلوغ أهدافه، لاسيما فيما تعلق بتدريب القادة والأركانات على تحضير وتنظيم الأعمال القتالية الليلية، فضلا عن إكساب القادة الخبرة في السيطرة على الوحدات من خلال تحقيق الانسجام والتنسيق والتعاون بين الوحدات والوحدات الفرعية، وتمكين الأطقم من اكتساب مهارات أكثر في التحكم في منظومات الأسلحة، إلى جانب اختبار الجاهزية العملياتية ومدى القدرة على تنفيذ وإدارة الأعمال القتالية الليلية وتقييم مدى القدرة على التنفيذ الناجح للمهام الموكلة في مختلف الظروف.
وأكدت مجريات التمرين بصورة واضحة القدرة التي تتمتع بها الوحدات المشاركة في مجال التنفيذ الناجح للمهام المسندة، وهو ما يعد نجاحا آخر يجسد التحكم الجيد للأطقم في مختلف الأسلحة والمعدات الحديثة ذات التكنولوجيا العالية، ويؤكد أيضا التطور والجاهزية العملياتية التي بلغتها مختلف مكونات قوام المعركة للجيش الوطني الشعبي.
والتقى الفريق شنقريحة بأفراد الوحدات المشاركة، حيث هنأهم على الجهود الكبيرة التي بذلوها طيلة سنة التحضير القتالي وكذا خلال تحضير وتنفيذ هذا التمرين، وأكد لهم حرصه الشخصي على حضور مثل هذه التمارين، الذي يمكن من خلالها الحكم الموضوعي والصحيح، على مدى تنفيذ برامج التحضير القتالي بمختلف مستوياتها، وأيضا تقييم مدى التطبيق الميداني للمراحل المتتالية المبرمجة، حاثا الجميع على المواصلة على نفس النسق وبنفس الحرص والعزيمة.
القوات الجزائرية جاهزة لمواجهة أي طارئ بكل اقتدار
ويوم 6 جوان 2022، شرع رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق السعيد شنقريحة، الاثنين، في زيارة عمل وتفتيش إلى الناحية العسكرية الثالثة ببشار، أين سيعقد لقاء توجيهيا مع مستخدمي هذه الناحية ويشرف على تنفيذ تمرين تكتيكي ليلي بالذخيرة الحية على مستوى القطاع العملياتي الجنوبي بتندوف، حسب ما أفاد به بيان لوزارة الدفاع الوطني.
وأوضح ذات المصدر أنّ الفريق استهل الزيارة من القطاع العملياتي الجنوبي بتندوف، أين عقد الفريق شنقريحة لقاء عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد مع إطارات ومستخدمي الناحية، ألقى خلالها كلمة توجيهية أكد فيها “حرص القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي على الاستثمار في المورد البشري، من منطلق أنه الثروة الحقيقية التي تبنى على أساسها كل المقاربات الجادة”.
وقال بهذا الخصوص: “إن التحول العميق لأنماط الحروب الحديثة قد أبرز بشكل قطعي أن تحقيق النصر في المعركة لا يتوقف فقط على نوعية السلاح ومنظوماته المتطورة التي تحوزها الجيوش، بل يتوقف أيضا وبالأساس على ذهنية المقاتل ونوعية تكوينه ومستوى تحضيره البدني والنفسي وكذا قدرته على اتخاذ القرارات الصائبة في كافة ظروف ومراحل المعركة، فكما يقال المعارك تكسب أولا وقبل كل شيء في قلوب الرجال”.

وفي هذا الصدد بالذات – يضيف الفريق شنقريحة – “يحوز الجيش الوطني الشعبي على مورد بشري متفرد، يملك من الخصائص النفسية والمعنوية ما يؤهله لأن يكون من أفضل المقاتلين الذين يحسب لهم ألف حساب، وذلك بحكم الرصيد التاريخي للإنسان الجزائري الحافل بالبطولات والأمجاد عبر العصور، وبحكم كذلك ترسخ أفكار العزة والإباء والحرية في ضميره الجمعي”.
وأشار بهذا الخصوص أنه “لهذا الغرض، ومن أجل بلوغ التطلعات المشروعة للجيش الوطني الشعبي في تحقيق أعلى درجات القوة والجاهزية العملياتية، فقد حرصت القيادة العليا، طبقا لتوجيهات رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، على الاعتماد على مبدأ الاستثمار المربح في هذا العنصر البشري من منطلق أنه الثروة الحقيقية وحجر الزاوية التي تُبنى على أساسها كل المقاربات والاستراتيجيات الجادة”.

وفي سياق متصل، أكد الفريق شنقريحة أن “نجاح التمارين المختلفة المستويات هو انعكاس حقيقي لصوابية المقاربة الواقعية المتبناة في هذا الإطار، والهادفة إلى تحضير قواتنا المسلحة لمواجهة أي طارئ بكل اقتدار وفي كل الظروف والأحوال”.

واستطرد قائلا: “من هذا المنطلق، فإن صوابية هذه المقاربة الواقعية لترقية قدرات المورد البشري في الجيش الوطني الشعبي تتجلى على وجه الخصوص في نجاح التمارين المختلفة المستويات التي تنفذ في ختام برامج تحضير القوات لكل سنة”.
وتابع قائلا: “هذه التمارين التي نرمي من خلالها إلى تحيين وتكييف برامج التحضير القتالي مع التحديات المستجدة والتحسين المتواصل لمستوى التمرس المهني للأفراد العسكريين، بمختلف فئاتهم ورتبهم، والارتقاء بقدراتهم المعرفية والنفسية والبدنية إلى ما يتوافق مع مبتغانا الأسمى، ألا وهو تحضير قواتنا المسلحة لمواجهة أي طارئ بكل اقتدار وفي كل الظروف والأحوال”.
الفريق شنقريحة يشرف على تمرين تكتيكي بالذخيرة الحيّة في وهران
وفي 24 ماي 2022، أشرف الفريق السعيد شنقريحة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي يوم الثلاثاء، على تمرين تكتيكي بالذخيرة الحيّة، في الناحية العسكرية الثانية.
وحسب بيان لوزارة الدفاع، فقد أجري التمرين من طرف وحدات من اللواء الـ36 من قوات المشاة الآلية، مدعّمة بوحدات من مختلف الأسلحة.
وتمّ ذلك بميدان الرمي والمناورات للناحية العسكرية الثانية بوهران، يضيف ذات البيان.
إعصار 2022.. تمرين للبحرية الجزائرية بالغواصات والصواريخ (صور)
وفي 23 ماي 2022، تابع الفريق السعيد شنقريحة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، في اليوم الثاني من زيارته إلى الناحية العسكرية الثانية تمريناً تكتيكياً للقوات البحرية تحت عنوان “إعصار 2022”.
وجاء في بيان لوزارة الدفاع الوطني “في اليوم الثاني من زيارته إلى الناحية العسكرية الثانية، تنقل السيد الفريق إلى القاعدة البحرية الرئيسية المرسى الكبير، أين كان في استقباله السيد اللواء محفوظ بن مداح، قائد القوات البحرية، ليستمع بعدها وبحضور اللواء جمال حاج لعروسي، قائد الناحية العسكرية الثانية واللواء حسنات بلقاسم، رئيس دائرة الاستعمال والتحضير لأركـان الجيش الوطني الشعبي بالنيابة، إلى عرض حول الفكرة العامة ومراحل تنفيذ تمرين تكتيكي للقوات البحرية مع الرمي بصاروخ مضاد للسطح تحت عنوان “إعصار 2022”.
وتابع البيان “تنفذه وحدات من القوات البحرية بما فيها الغواصات والطيران البحري ووحدات برية، ليقوم بعد ذلك السيد الفريق بتفتيش التشكيلات البحرية المشاركة وزيارة بعض الوحدات العائمة، للوقوف على درجة جاهزيتها والاطلاع عن قرب على مختلف مكوناتها والتجهيزات العصرية وأنظمة الأسلحة المتطورة التي تحوز عليها”.
واوضح في ذات السياق “ومن على متن سفينة القيادة ونشر القوات “قلعة بني عباس” رقم المتن 474 ، تابع السيد الفريق، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، عن كثب مجريات الرمي بصاروخ مضاد للسطح من غراب قاذف للصواريخ على هدف بحري، وذلك بمضلع الرمي للواجهة البحرية الغربية. ليتابع بعدها، تنفيذ مختلف الأعمال القتالية البحرية المبرمجة، لاسيما منها تنفيذ رمايات نيران مدفعية”.
بالمقابل فان التمرين تم تنفيذه باحترافية كبيرة من قبل الوحدات البحرية المشاركة، وهو ما ظهر جليا من خلال التنسيق الجيد بين مختلف التشكيلات والتنفيذ الدقيق لمختلف المراحل المسطرة للتمرين، حيث تم بنجاح تدمير الهدف السطحي بدقة عالية، فضلا عن إجراء رمايات النيران المدفعية على الهدف البحري بكفاءة عالية، وهو ما يُعد نجاحا آخر وثمرة من ثمار التحكم الجيد للأطقم في مختلف الأسلحة والمعدات، ما يؤكد التطور والجاهزية العملياتية التي بلغتها وحدات القوات البحرية الجزائرية خلال السنوات الأخيرة.
المصدر: الشروق الجزائرية

Contact Form

Name

Email *

Message *