كاتب مغربي يدين خيانة المخزن ويخاطب محمد السادس: “أنت غبي لو توهّمت أن الصهاينة سيقاتلون الجزائر”
أكد الكاتب والمحلل السياسي المغربي سعيد الوجاني، أن “النظام السلطاني المخزني المغربي تلقى صفعتين مدويتين، لم يكن ينتظرهما على الإطلاق”، وشدد أن الكيان الصهيوني الذي ارتمى المخزن في أحضانه، لن يرسل جنوده للقتال نيابة عنه مثلما يتوهم، على اعتبار أن “دولة الاحتلال حريصة على سلامة جنودها”.
عدد الكاتب المغربي في تحليل مطول، نشره موقع “صمود” الصحراوي، الخيبات والانتكاسات التي اعترت الدبلوماسية المغربية، وقال “الصفعة الأولى قيام رئيس الدولة الكولومبية الجديد، اليساري Gustavo Petro باستقبال مبعوث إبراهيم غالي وزير الخارجية الصحراوية، التي اعترف بها النظام المغربي في 31 يناير 2017، ونشر اعترافه في الجريدة الرسمية للدولة عدد 6539”.
وأوضح الوجاني، أن تجديد “الرئيس الكولومبي ربط علاقات بلاده مع الجمهورية الصحراوية، لم يكن مفاجئا كمفاجأة الصفعة الثانية الأكثر من قوية، لأن لها دلالات تعبيرية واضحة، كون الرئيس اليساري الكولومبي، من المناضلين الثوريين الذين انتموا باكرا إلى تنظيم حرب العصابات المدنية الثورية”.
وتوقف الكاتب الوجاني عند الصفعة الثانية كما سماها، وهي “قيام الولايات المتحدة الأمريكية بالشروع في بناء قنصليتها على مساحة 2،8 هكتار بالدار البيضاء، وبتكلفة 300 مليون دولار”، وتابع في هذا الخصوص “الخطورة فيما أقدمت عليه الولايات المتحدة الأمريكية ليس البناء لقنصليتها، بل إن الخطورة هي أن بناء قنصلية أمريكية بالدار البيضاء، هو موقف صريح وواضح من واشنطن من نزاع الصحراء الغربية، وأهم ما يستفاد منه، هو التخلي النهائي لواشنطن عن اعتراف ترامب بمغربية الصحراء، الذي وعد بفتح قنصلية أمريكية ولو افتراضية بمدينة الداخلة”.
وعن المقايضة الرخيصة التي عقدها المخزن عبر تطبيعه العلاقات مع الكيان الصهيوني مقابل اعتراف هذه الأخيرة بـ”مغربية الصحراء”، أورد الكاتب الوجاني “ورغم ذهاب النظام السلطاني المخزني في علاقاته مع الدولة الصهيونية بعيدا، عند إبرام تلك الاتفاقيات المرفوضة، فتمسك الساسة الإسرائيليون بحل الحكم الذاتي، لا يعني أنهم ضد المشروعية الدولية التي تتمثل في القرارات التي اتخذها مجلس الأمن من النزاع، بل إن تل أبيب التي تؤيد حل الحكم الذاتي لا تنفي تشبثها بالقرارات الأممية، وبالأجهزة الدولية التي تنظر في حل النزاع المعلق”، وتابع “ولو افترضنا أن الدولة العبرية، اعترفت صراحة بمغربية الصحراء فهذا الاعتراف في حقيقته سيبقى لترطيب خاطر النظام المغربي الذي تهدد وجوده قضية الصحراء، بل ماذا سيجني النظام المغربي من اعتراف صهيوني بمغربية الصحراء، وغطاء الدولة العبرية، الولايات المتحدة الأمريكية لا تعترف بمغربية الصحراء، بل ما هي القيمة المضافة التي سيضيفها الاعتراف الصهيوني للموقف الأوربي الداعي إلى التمسك بالمشروعية الدولية؟ بل ماذا سيغير الاعتراف الصهيوني من موقف الاتحاد الإفريقي الذي يعترف بالجمهورية الصحراوية التي ساهمت في تحرير قانونه الأساسي؟”.
وشدد الكاتب أن الكيان الصهيوني لن يبعث بجنوده للقتال مع المغاربة، وقال “النظام المخزني الذي يراهن على دور إسرائيلي عسكري في الذود عن مغربية الصحراء، يجهل تماما أنه إذا قدر الله واندلعت حرب بين النظامين الجزائري والمغربي، فإن أقصى ما تستطيع إسرائيل فعله، لن يتعدى بيع أسلحتها إلى النظام المغربي، أما إذا اعتقد النظام السلطاني أن تل أبيب ستهِب جنودها للموت في حرب مع الجزائر، وهي التي تحرص على سلامة جيشها ومواطنيها، فهذه قمة الغباء”.
المصدر: الشروق اونلاين