-->

تحقيق خاص / المغرب والدرون “الإسرائيلية”.. سلاح “الجبناء” لقتل الابرياء

 


قبل أيام معدودة زار قائد سلاح الجو للاحتلال الإسرائيلي المغرب، في سابقة هي الأولى من نوعها، في تاريخ التطبيع، لبحث ما قال أنه “حماية السماء وإجراء تدريبات جوية مشتركة، بهدف الحفاظ على الاستقرار الإقليمي”!!.
وقبلها بنحو أسبوع واحد فقط، أطلق الجيش المغربي سربا من الطائرات المسيّرة “درون” مصنّعة في الاحتلال الإسرائيلي، في سماء الصحراء الغربية المحتلة، لاستعراض عضلاته بسلاح “الجبناء”، غير القادرين على حسم المعركة في المواجهة الميدانية، في ظل تنامي هزائمه العسكرية على يد الجيش الصحراوي، الذي استأنف الكفاح المسلح بتاريخ 13 نوفمبر 2020، لتحرير أراضيه.
واللافت أن المخزن لم يجد من بدّ لحفظ ماء وجهه، من الهزائم المتتالية، وتكريس احتلاله للصحراء الغربية إلا الارتماء في أحضان الكيان الاستيطاني، في محاولة لقلب موازين القوى، في سيناريو مشابه لما حدث في سبعينيات القرن الماضي، عندما لجأ المخزن الى طائرات “الجاكوار” الفرنسية، للقضاء على انتفاضة الشعب الصحراوي، لكن التفوق المغربي كان ظرفيا، حيث أجبره مقاتلو جبهة البوليساريو على الاستسلام, والتوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار، والموافقة على تنظيم استفتاء تقرير المصير.
والملفت أيضا أن المخزن الذي رهن أمنه وأمن كل المنطقة المغاربية لكيان محتل ما حلّ بمحلٍّ إلا وخرّبه، عبر إبرام اتفاقيات عسكرية، تجاوزت كل الخطوط الحمراء.
ويستهدف من خلال استخدام هذا النوع من الطائرات المسيرة، قتل المدنيين العزل، وليس الجنود والمقاتلين كما يروّج له, وأيضا محاولة إلحاق الضّرر بدول الجوار, من أجل تنفيذ مخططات خبيثة، الهدف منها جر هذه الدول إلى الحرب، وترهيب وتخويف الموّالين والمنقبين عن الذهب، والتجار الذين يستهدفون السوق الأفريقية، عبر البوابة الموريتانية.
مع بداية العام الجاري، أصدر المكتب الصحراوي لتنسيق الاعمال المتعلقة بالألغام، تقريره الثاني حول الجرائم التي ترتكبها طائرات “الدرون” تحت عنوان “جرائم ترتكب صمت.. الطائرات المسيرة المغربية واستهداف المدنيين في الصحراء الغربية”, والذي تناول بالتفصيل, التصعيد المخزني الجديد في المنطقة, واستخدام هذا النوع من طائرات الموت بعد تجدّد الحرب مع بهة البوليساريو، في 13 نوفمبر 2020، عقب الخرق المغربي السافر لاتفاق وقف إطلاق النار, والاعتداء على مدنيين صحراويين، كما تطرّق بالتحليل لأهم آثار استخدام الجيش المغربي للطائرات المسيرة على الضحايا المدنيين.
وأكد التقرير الصحراوي، أن المغرب بعد إعادة العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني، أصبح الكيان المحتل أحد أهم موردي العتاد والتكنولوجيا العسكرية للمغرب، والتي تشمل الطائرات بدون طيار، الخاصة بالمراقبة والاستطلاع وغيرها من الاستخدامات والوظائف المتعددة وحتى “الانتحارية”، مشيرا الى ان هذه التكنولوجيا الرائدة والمتطورة أججت أكثر فأكثر الحرب في المنطقة، والأخطر من ذلك هو نقل واستنساخ مشكلة الشرق الأوسط إلى دول شمال إفريقيا وعلى أبواب أوروبا, ما يهدد هذه المنطقة بحرب مفتوحة .
و ذكر ذات المصدر, أنه خلال شهر نوفمبر 2021 وبعد اقل من شهرين من استلام المغرب, لأول دفعة من طائرات “Bayraktar TB2″ ” خلال شهر سبتمبر 2021, قام المخزن بقتل ما لايقل عن 19 ضحية اغلبها صحراوي , و هو ما يمثل 16 في المائة, من مجموع ما قتلت إدارة أوباما خلال 8 سنوات, و اكثر الضحايا الذين تم استهدافهم بهذه الطائرات هم المسافرون، البدو، المنقبون عن الذهب، التجار والرعاة و مربو الماشية, و الأخطر, ان المغرب و من خلال هذه الطائرات استخدم اسلحة محرمة دوليا ضد المدنيين, و منها قنابل حرارية.
و ابرز ذات التقرير, أن اغراض هجمات هذه الطائرات تتجاوز الأهداف العسكرية, حيث أن هذه الهجمات تمت في مناطق لا ينشط فيها الجيش الصحراوي, و تقع على بعد عشرات الكيلومترات من الجدار الرملي ( الذل و العار ), و أن هؤلاء المدنيين لا يشكلون أي تهديد للجيش المغربي, حيث لم يكونو بالقرب من مكان الاشتباكات العسكرية, مؤكدا أن 65٪ من الهجمات وقعت مباشرة على خطوط الحدود الدولية ، مشيرا الى أن العديد من الضحايا مكثوا لعدة ساعات وأيام دون أن تقدم لهم خدمات المساعدة الطبية والإجلاء.
و أشار الى أن هذه الاعتداءات والهجمات تسببت في نزوح جماعي للسكان الأصليين, باتجاه مناطق أكثر أمانًا، فوفقا للحكومة الصحراوية، كان حوا يلى 30 إلى 40 ألف شخص يعيش ون بشكل مستمر أو متقطع في الأراضي الصحراوية المحررة، واضطرت هذه المجموعات من الناس الى مغادرة خيمهم ومنازلهم , بسبب هذه الهجمات العشوائية, بينما فر آخرون إلى الأراضي الموريتانية, نتيجة العنف الذي مورس ضدهم من خلال هجمات الطائرات بدون طيار من المغرب، و التي تسببت بالرعب لدى سامنة المنطقة, و هذا الى جانب الخسائر في السيارات و الشاحنات.

المغرب أصبح يشكل خطرا على كل دول الجوار
و حول الاهداف التي يرمي إليها المخزن من وراء استخدام هذا النوع من الطائرات، أكد مسؤول العمليات بالمكتب الصحراوي لتنسيق الاعمال المتعلقة بالألغام, غيثي النح في تصريح ل ” الشبكة الجزائرية للأخبار”، أن الحرب العدوانية التي يشنها الاحتلال المغربي ضد الشعب الصحراوي ” تشكل خطرا فعليا على دول منطقة شمال افريقيا، و أن خطورة هذه الحرب زادت أكثر بعد إبرام المغرب لشراكة امنية و دفاعية مع الكيان الصهيوني على إثر “الاتفاقات الابراهيمية”، لان المغرب يبحث عن توسيع رقعة الحرب.
و نبه في السياق الى أن المتمعن في جغرافية الاماكن و طبيعة الأهداف التي تعرضت لهجوم الطائرات المسيرة المغربية يستشف أن ابعادها سياسية، و ان الهدف من هذه العمليات العسكرية هو زرع الرعب و الهلع في أوساط الأبرياء و محاولة يائسة لجر دول المنطقة الى حرب مفتوحة، لا يعرف أحد كيف ستنتهي، كما يؤكد المراقبون، مشيرا الى أن المغرب لم يحترم ولم يعمل في هذه الهجمات بمبدأ التمييز و التناسب، ولا الغاية و الضرورة العسكرية لشن هذه الهجمات “.
كما نبه الى ان استيراد المغرب لأحدث الطائرات المسيرة، و الزيارات المتكررة و المتعاقبة لكبار الضباط الإسرائيليين, و التي تعتبر حسبه, ” مؤشر واضح على النوايا الخبيثة لدولة الاحتلال المغربية،و تدعوا فعلا القلق حول التهديدا المباشر الذي اصبح يشكله هذا النظام المارق على المنطقة برمتها.
و أضاف ” شبح الموت يحوم فوق شعوب المنطقة و التكامل السياسي و الاجتماعي الذي تطالب به شعوب المنطقة تقريبا في خبر كان “.
و تساءل في السياق، لماذا كل هذه الاتفاقيات الامنية مع كيان منبوذ من كل شعوب المنطقة، و لماذا كل هذه الهستيريا لاقتناء و صناعة طائرات مسيرة ، و لماذا كل هذه الزيارات المتتالية للضباط الاسرائيليين للمغرب منذ مارس 2022 و الى غاية الزيارة الأخيرة التي لقائد سلاح الجو الإسرائيلي للمغرب, اواخر شهر فبراير 2023″ مردفا ” هذا التعاون المشبوه المعلن و غير المعلن، و الذي يشمل كذلك الشراكة في العمل الاستخباراتي والامن السيبراني يدل ان هناك شيء يطبخ .
و يرى السيد الغيثي، أن الاحتلال المغربي لجأ الى هذا النوع من الاسلحة، نتيجة فقدانه لميزان القوة لصالح الدولة الصحراوية، و التي تناضل منذ سنوات طويلة من اجل الحرية و الاستقلال، مذكرا بانتصارات الجيش الصحراوي خلال الحرب التحربرية الاولى، و التي اضطر معها المغرب لدخول المفاوضات و التوقيع على اتفاق وقف اطلاق النار و الموافقة تنظيم استفتاء تقرير المصير، لكن للاسف – يضيف- ” مخطط التسوية الأممي – الأفريقي كان مناورة كيدية من المغرب اضطر لها عام 1991، لربح الوقت و هو ما دفع الشعب الصحراوي الى العودة الى الحرب مجددا.
و هو ما ذهب اليه الكاتب الصحراوي المتخصص في الشؤون الامنية و السياسية أندسعد ول هنان، في تصريح ل ” الشبكة الجزائرية للأخبار”، حيث أكد أن التصعيد المغربي الخطير عبر اللجوء الى الطائرات المسيرة، جاء بعد فقدانه ميزان القوى لصالح الدولة الصحراوية في الحرب الدائرة رحاها في الصحراء الغربية منذ 13 نوفمبر 2030، ردا على الخرق المغربي السافر لاتفاق وقف اطلاق النار ، مؤكدا أن ما يحدث يؤكد ان المخزن في حالة ضعف و تخبط، و الا بماذا نفسر استنجاد المغرب بطائرات” درون ” الذي يعرف الجميع أنها سلاح الضعفاء الذين لا يستطيعون المواجهة الميدانية.
و تابع يقول ” الامر واضح و الشيء المؤكد ان الجيش المغربي فشل في حسم الصراع، و هو يحاول اليوم تغيير ميزان القوى من خلال طائرات ” درون ” لكن ما لا يفقهه النظام المغربي، التلميذ غبي، ان التغيير في ميزان القوة تقنيا لا تقاس به ارادات الاطراف المتصارعة، و لا يستطيع أبدا حسم الصراع.
و استحضر الكاتب الصحراوي في السياق، استنجاد الاحتلال المغربي، في صراع الصحراء الغربية سنتي 77 و 78 من القرن الماضي بطائرات “جاكوار” الفرنسية، و التي رجحت موازين القوى لصالح الاحتلال ، لكن الامر كان ظرفيا فقط، حيث تكيف الجيش الصحراوي مع مقتضيات المرحلة و متطلبات المعركة الجديدة، و اجبر الاحتلال على توقيع اتفاق اطلاق النار سنة 1991، مؤكدا أن التاريخ اليوم يعيد نفسه و سيتكرر نفس السيناريو مع سلاح “درون” الاسرائيلي في الحرب الدائرة في الصحراء الغربية .
و قال في هذا الصدد ” الارادة الصحراوية خلاقة و مبدعة و موجودة ميدانيا و ستتغلب على هذا السلاح الاعمى، الذي لا يميز بين المدني و العسكري و النبات و الحيوان، و بالتالي يفتك بالضعفاء و الأبرياء، مشيرا الى ان أغلب من الذي قضاو نحبهم في هجمات هذه الطائرات من المدنيين العزل، كما أبرز في السياق أن طريقة استعماله تعبر عن منسوب و الغل الحقد و الغل لدى الاحتلال المغربي تجاه كل ما هو صحراوي، و ان المخزن مستعد لحرق الاخضر و اليابس من أجل حسم معركة الصحراء الغربية التي يتوقف عليها عرشه، لكن ما لا يعرفه نظام الاحتلال ، أن ” الشعب الصحراوي يملك ارادة حديدية و روح مبدعة و يمتلك كل الإمكانيات لتجاوز هذا الظرف بالتكيف تقنيا مع هذا السلاح الجديد، و ان المسالة مسالة وقت فقط.
و نبه في السياق الى خطر التطبيع و الاسلحة الصهيونية التي دخلت الصراع، و الذي بدات تمظهراته تتجلى، خاصة عندما يتعلق الامر باستهداف مدنيين عزل من دول الجوار ، معتبرا الارتماء في احضان الكيان الصهيوني وقاحة و فجاجة من نظام فقد كل شيء لدرجة ان وزير خارجيته، يصف دون ما خجل المقاومة الفلسطينية باوصاف يندى لها الجبين من أجل الحصول على سلاح “الدرون”، محذرا من ان المغرب رمى بنفسه و كل دول المنطقة في متاهات خطيرة حتى امام شعبه, و أن حالة الإرتباك ادخلته مرحلة الجنون فهو لا يتورع عن العبث بأمن و سلام شعوب المنطقة.
و يرى في سياق ذي صلة، أن كل ما يقوم به المخزن نابع من عقدة تاريخية تجاه الجزائر، لانه يحس بمركب النقص تجاهها، لكونها دولة رائدة، و بالتالي كل هذه الشطحات لا تجديه نفعا، لانه دخل في منافسة غير ندية لا في الإمكانيات و لا في القدرات و لا في الرصيد التاريخي، بالنظر إلى المكانة القارية و الدولية للجزائر، التي تعتبر دولة توازن و استقرار في المنطقة بعلاقاتها و بتوجهاتها و بثقلها الدبلوماسي، مضيفا ” الجزائر دولة استقرار و سند لجميع دول المنطقة، فهي تناضل من أجل استقرار شعوب المنطقة، و احترام الحدود، مفهوم اساسي في أمنها القومي عكس المغرب الذي يؤمن أن الامن القومي هو التوسع و التامر على دول الجوار، و الدليل انه و من خلال التطبيع الاعمى رمى بكل دول المنطقة في متاهات خطيرة جدا.
ليبقى الأكيد انه مع العقيدة التوسعية للمغرب و امام الصمت الدولي على جرائمه ، و السكوت على استهدافه للمدنيين العزل، و الافلات من العقاب فان المخزن لن يتورع في ارتكاب المزيد من الجرائم، ما يعني المزيد من التصعيد، و التهدد للأمن و السلم العالميين.
أعدته: فاطمة طيهار - الشبكة الجزائرية للأخبار

Contact Form

Name

Email *

Message *