-->

بين الحيلة والوسيلة

 


بين الحيلة والوسيلة
وضعنا العام وآفاقه لايجب ان يشغل البال غيره او يلهي عنه ذكر او تدبر الا بما يعود على مفرداته من تقييم يفيد في تحسين وترقية الفعل والاداء والخروج من دائرة الاكتفاء بالقليل او الدوران في الفراغ والمكان والاختباء وراء اصبع التبروء من المسؤولية بتواضع الرتبة او تسكين وخز الضمير ومنغصات تساؤلات العقل بمفعول شعارات مثل طول امد الثورة والعدل في توزيع أثقال التحرير على كل الاجيال.
*الحيلة* هي الفكرة وهي تسبق الوسيلة غير الموجودة او التي تجاوز مفعولها التطور لتعوض عن فقدانها او تحدثها وتحسنها وترقي مفاعيلها لتعطي النتائج المتوخاة التوخاة منها.كما تعقب الحيلة الوسيلة وتتعقبها تقييما ونقدا بقياس النتائج وسجل تحصيل المنافع او درء الاضرار المطلوبة بالمقارنة مع قريناتها ومستوى نجاحها او اخفاقها في تجاوز المضادات والتغلب على عناصر الاعاقة قصد تحسين الاداء وتعظيم العطاء وكسب السبق الى التفوق.
*الوسيلة* منتوج الفكرة لسد حاجة وتلبية ضرورة لجلب منفعة وربح او منع ضرر وخسارة كل ذلك لتحقيق غايات مادية او مقاصد معنوية واهداف سياسية او كل ذلك مجتمعا في مرامي جغرافية سياسية.
والوسيلة وجدت اولا خاما في الطبيعة فاعتنت الفكرة بتطويرها لتعظيم المنافع وتضخيم الاضرار.
وان كان ما يهمنا هنا ليس المحراث للزرع او المنجل للحصد وانما الحيلة والوسيلة في *ميدان القتال*،فالحيلة قفزت بأداة واسلوب القتال من الحجارة الى الخناجر والسيوف ومنها الى البارود.ومن هذا الاكتشاف المفصلي والقفزة التاريخية في الحروب عكفت الحيلة على القفز بالوسيلة في كل اقتتال الى تطوير قدرة القتل والفتك للسلاح وزيادة مداه سواء بتكبير عيار المدفع او تطوير الذخيرة وحشواتها قصد مضاعفة القدرة التدميرية مساحة وعمق والقتل لاكبر جماعة بكثرة الشظايا والتشظي اضافة الى العمل على المدى المجدي والاصابة من مسافات ابعد باستمرار.
*الحيلة* تنتج الوسيلة وتطورها وأساليب استعمالها كما تبتكر اساليب الوقاية من الوسائل والإجراءات المضادة والحماية منها حتى تحييدها بابتكار الوسائل والاساليب. عتبة الهزيمة وبوابة الاستسلام هو حبس امكانات الحيلة اللامحدودة تحت سقف العجز الموقت للوسيلة وقصورها.
البشير مصطفى السيد

Contact Form

Name

Email *

Message *