خطاب نسخ و لصق
لم يكن مخطئا ذلك الذي ، وصف خطاب ما يسمى العرش في المغرب هذه السنة بنسخ ولصق لما تعودنا عليه من تعنت ومعاندة للشرعية الدولية في الصحراء الغربية ، فكل ما تقوم به الرباط من ممارسات تدل على أنها تستوفي شروط دولة الاحتلال ، التي لا يمكن أن تجد في تاريخها الداخلي ولا الخارجي نقطة واحدة مضيئة ، فهي تمارس العدوان بكل شروره وآثامه وفوق هذا وذاك تتباكى على العالم كما تدعي ، مع الجزائر الشقيقة التي تتوسل اليها بفتح الحدود .
ملك المغرب وبتلكؤه المعهود وصف العلاقات مع الجزائر بالمستقرة ، لنتساءل هل الاستقرار مع زعزعة أمن واستقرار المنطقة من خلال جلب احتلال دأب الظلم والجور والتطاول على الشرعية الدولية ، وهل عبارة المغرب لن يكون مصدر شر للجزائر يمكن أن تنطلي على أحد ، واسرائيل تعزز تواجدها في المنطقة ؟ وهل تدفق المخدرات المغربية برعاية مخزنية ينم عن صدق النية وحسن الجوار؟
وحين ادعي ملك المغرب أنه يتطلع الى مستقبل أفضل ، هل هذه الرؤية هي أن ينوب عن الإسرائيليين في تلميع الصورة واصفا اياهم بالدولة الحليفة التي ساعدته في الاعتراف بسيادته المزعومة على الصحراء الغربية ، فهل وجود دولة الاحتلال رقم واحد الى جانب دولة احتلال اخر مصدر استقرار وأمن وتنمية ورخاء ؟
وهل تغذية ومساندة التوتر عبر التورط في احتلال الصحراء الغربية ، وما يرافق ذلك من حرب اعلامية ، فضلا عن استمرارها في نشر الأضاليل والأكاذيب والمتاجرة بالمبادئ الإنسانية، سيعزز الثقة بين بلدان المغرب العربي ؟ طبعا حان للعالم الحر أن يعلن بكل قوة أن اسرائيل وربيتها المملكة المغربية هما الخطر الأكبر على الأمن والسلم العالميين .
خطاب ملك المغرب الفارغ ألبسه جنابه لبوس الحلول والمقترحات الجريئة تحت يافطة حصان الجدية التي تكررت في خطاب الوهم أكثر من خمس مرات ، ضاحكا على شعبه بما وصفه من تنمية وازدهار ، والحقيقة ما وصل اليه من حالة التراجع التي تصاعدت بشكل متواتر اقتصاديا وخدماتيا ومعيشيا، والتي لم تكن مخالفة للتوقعات المسبقة ، وهو ما تغلي قدوره بالشارع المغربي المغلوب على امره .
خطاب نسخ ولصق لدرجة أن المواطن المغربي حفظه عن ظهر قلب بكل حروفه وكلماته وما بين سطور جمله وعباراته ، كتبه متملقون بحبر مشروع الهيدروجين الاخضر ، وبأقلام انبوب الغاز النيجيري كتبوه على خارطة الوهم وتسويق الاضاليل .
بقلم عالي احبابي .