بوذيموس يجدّد دعمه لكفاح الشعب الصحراوي وللجبهة الشعبية ممثله الشرعي والوحيد
تتّسم الحالة السياسية بإسبانيا حاليا بوضعية ملفتة للنظر، على أساس أن تحالفات الأحزاب السياسية اليسارية لم تتّضح معالمها بعد، ومختلف التشكيلات السياسية مازالت تطرح شروطها في ضوء إختيار الحكومة التي تفوز بسدّة الحكم، وذلك بزعامة الحزب الإشتراكي العمالي الإسباني .
وعلى الرغم من أن الملك الإسباني فيلبي السادس إنطلاقا من دوره كرئيس أعلى للبلاد، فإن هذا الأخير يعطي الأسبقيّة للحزب الحائز على أغلبية الإصوات خلال الإنتخابات الأخيرة وزعيمه السيد آلبيرتو نونييث فيخو من أجل الشروع في عملية الترشّح لرئاسة الحكومة الإسبانية خلال الأيام المقبلة، وفي المقابل يواصح رئيس الحكومة السابق السيد بيذرو سانتشيث العمل بلا هوادة بغية الحصول على أغلبية بديلة تكون قادرة على التأثير على قرارات مختلف التشكيلات السياسية داخل البرلمان.
وهذه القوى السياسية سبق للسيد بيذرو أن لجأ إليها ساعيّا الى كسب أصواتها للبقاء في سدّة الحكم أربع سنوات أخرى، وهي القوى التي ما فتئت تطرح شروطها وترسم خطوطها الحمراء لمنح دعمها الى التيار الإشتراكي، الشيء الذي يصعّب العملية السياسية برمتها بما في ذلك المفاوضات للتوصل الى إجماع قوي يأخذ بعين الإعتبار مختلف المصالح.
وتأتي القضية الصحراوية في مقدمة القضايا التي يدور حولها النقاش منذ فترة زمنية ، وهذه القضية لم تنتزع الأهمية فقط على الساحة الدولية، بل أيضا وجدت مكانها الكبير على مستوى الساحة الوطنية الإسبانية، وهذا يصبّ في خانة المسؤولية السياسية والقانونية والأخلاقية لمدريد بشأن تصفية الإستعمار من الصحراء الغربية.
على أن موقف الحزب الإشتراكي العمالي الإسباني من النزاع بالصحراء الغربية كان وما زال محلّ إنتقاد شديد، وشكّل النقطة الأضعف في سياسة الحزب على الصعيد الخارجي، ودعمه للنظام المغربي التوسعي، والرسالة التي بعث بها السيد سانتشيث الى ملك المغرب، كلّها زادت الطّين بلّة وخلقت نقاشا عميقا داخل أوساط الحزب الإشتراكي، وبين صفوف أحزاب اليسار مجتمعة، الشيء الذي مسّ مصداقية الإشتراكيين.
ولهذا، وبالنظر الى شروط حزب بوذيموس خلال فترة الحكم السابقة، فإن الحزب يحوز على خمسة مقاعد بالبرلمان ضمن المقاعد 31 لتشكيلة صومار ، وها هو يجدّد دعمه وتضامنه مع الشعب الصحراوي والجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب بدون لبس.
فخلال الحدث الذي نظمه بوذيموس السبت بمدريد ، أعلن مؤازرته الكاملة للشعب الصحراوي، وذلك بمشارك الأخ عبد الله العرابي ممثل الجبهة الشعبية بإسبانيا، وذلك بقاعة المسرح فيرناندو دي روخاص بمعهد الفنون الجميلة، الى جانب حضور أكثر من ألف شخص، ما بين منخرطين ومتعاطفين مع القضية الصحراوية.
وقد رحبت الأمينة العامة للحزب إيوني بيلارّا بالممثل الصحراوي، مشيرة الى تعاظم العطف والمساعدة داخل قواعد الحزب لفائدة الشعب الصحراوي، وعلى المستوى السياسي العام وبأوساط هيئات المجتمع المدني على العموم.
يذكر أن موقف حزب بوذيموس بقيّ ثابتا وقويا عبر المراحل حول طالب الشعب الصحراوي في تقرير المصير والإستقلال، بحيث يبذل الحزب قصارى الجهود لمواجهة خطوات زعيم الحزب الإشتراكي الداعمة للنظام المغربي
وردّا على تواجد بيذرو سانتشيث بساحة جامع لفنا بمراكش المغربية، كانت البرلمانية عن حزب بوذيموس السيدة إيدوويّا بيّانويبا واضحة: " ها هو بيذرو سانتشيث يظهر داخل المغرب، يوما بعد آخر، في حين يواصل المغرب إنتهاك الحقوق بلا حسيب ولا رقيب، وبناءا على ما قدّم، نجدّد دعمنا للشعب الصحراوي والجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب في كفاحهما من أجل التعبير الحر والوقوف ضد نهب الخيرات الطبيعية للصحراء الغربية ".