-->

في المغرب الحجاب يمتع من العمل ومحجبات يحرمن من ولوج مقرات العمل بدون وجه حق

 


مع تزايد الإقبال على ارتداء الحجاب في المغرب إلا أن العديد ممن قررن ارتداءه يجدن صعوبات في دخول سوق العمل، بل فمنهن من كانت مجبرة على تقديم استقالتها لتمسكها بحجابها من جهة، وضعف منها في مواجهة أرباب العمل من جهة أخرى.
في أحد أحياء المدينة القديمة بالرباط تقطن فاطمة الزهراء، من مواليد سنة 1978 وحاصلة على الإجازة في العلوم الاقتصادية إضافة إلى دبلوم المحاسبة والتسيير الإداري. تكبد والدها مشاق تكاليف دراستها في إحدى المعاهد العليا الخاصة، فكانت تعاهد نفسها أنها ستحاول تعويضه بعد اشتغالها ولو بالقليل.حلم اصطدم بصخرة الواقع المرير تقول: "لم أكن أعتقد يوما أن حجابي سيقف حجرة عثرة في سبيل تحقيق حلم أبي والعمل في إحدى الشركات الكبرى" لقد حاولت فاطمة الزهراء منذ حصولها على دبلوم المحاسبة والتسيير إيجاد فرصة للعمل في إحدى الشركات الكبرى أو الأبناك، حتى تضمن أجرة محترمة تساعد به ا في تكاليف عيش أسرتها.إلا أنها في كل مرة كانت تجد نفسها مرفوضة بمجرد مقابلتها لمسؤولي الشركات التي تقدمت بطلب عمل لديها، والسبب دائما كان هو ارتداؤها للحجاب "قالها لي يوما مدير أحد الأبناك نتي إلى بقيتي دايرة داك الزيف ماعمرك ما غادي تخدمي فداكشي اللي بغيتي" تحكي فاطمة الزهراء وعلامات المرارة الحسرة بادية على محياها، تضيف وهي تبكي "نحن في بلد إسلامي فكيف يسمح باضطهاد المحجبات بهذا الشكل". فلم تجد أمامها سوى التخلي عن الحلم وقبول العمل كمدرسة في إحدى المدارس الخاصة بأجرة لا تتجاوز 2000 درهم، وفي مجال لا علاقة له بتخصصها.
حكاية فاطمة الزهراء واحدة من بين العشرات ممن يعانين من عدم وجود فرص عمل بسبب ارتدائهن للحجاب. سميرة 34 سنة متزوجة وأم لطفلين كانت تعمل في أحد الأبناك المغربية لمدة 5 سنوات ففي اليوم الذي قررت فيه ارتداء الحجاب كانت تعرف أنها ستجد صعوبات في تقبلها بهذا الزي في مكان عملها إلا أنها قررت أن تتحدى الوضع "كنت أعرف أنهم لن يقبلوا في البداية تغيير الزي الذي أرتديه وخاصة أنني كنت أتبرج بشكل ملفت". لم يستمر صمت مدير المؤسسة البنكية إلا بضعة أيام قبل أن يخيرها بين استمرارها في ارتداء الحجاب وبين عملها كسكرتيرة لديه "لقد كنت جريئة بما يكفي لأصرخ في وجهه وأتشبث بحجابي" ، تشبث كان ثمنه تقديم استقالتها.
أنه المغرب بلد إمارة المؤمنين التي أسقط التطبيع والارتماء الملكي في أحضان إسرائيل اخر أوراق التوت عنها.
هذا "الاضطهاد" كما تصفه المحجبات والممارس ضدهن في المغرب طال جميع ميادين العمل، ومنها أيضا ميدان الصحافة والإعلام، إذ يحضر على أي صحفية محجبة أن تظهر على شاشة لتلفاز لتقدم نشرة إخبارية أو برنامجا. بل وحتى داخل بعض الإذاعات الخاصة، فشيماء 27 سنة صحفية، اجتازت فترة تدريبية بعد تخرجها من إحدى معاهد الصحافة بإذاعة البحر الأبيض المتوسط (مي.دي.آن) بطنجة، ونظرا لتميزها في عملها قدمت لها إدارة الإذاعة عرضا للعمل شريطة أن تنزع حجابها تقول وهي تضحك ."كنت مخيرة بين أن أصبح صحفية في إذاعة معروفة ومتميزة وبأجر جد محترم، لكن في مقابل التخلي عن حجابي". فمدير الإذاعة الفرنسي كان واضحا معها مند البداية إلا أنها اختارت التمسك بحجابها "أنا اعرف أن الأرزاق قدر إلاهي فلم ولن أقبل أن يساومني أحد على حجابي لأنه التزام بيني وبين ربي". تضيف شيماء التي كان رزقها ينتظرها مباشرة بغد رفضها لهذا العرض لتجد فرصة عمل أحسن بكثير من سابقتها.

Contact Form

Name

Email *

Message *