-->

حركات التحرر والمقاومة في عصر التكنولوجيا العسكرية الخارقة

 


اعتمدت حركات التحرر والمقاومة عبر التاريخ في حروبها غير المتكافئة مع قوى الاستعمارية على العديد من الخطط القتالية الذكية كحرب الاستنزاف وعمليات الكر والفر في مواجهة الجيوش النظامية المدربة و المسلحة بأحدث ادوات التكنولوجيا العسكرية، فهل في رأيكم مازالت هذه الخطط العسكرية تجدى نفعا في عصر المسيرات والاقمار الصناعية و الحروب السيبرانية.؟
سنحاول من خلال عرض هاتين الحالتين المختلفتين أن نفهم هذه الإشكالية:
حركات المقاومة (حركة الحوثي وحركة حماس وحزب الله)
نجحت هذه الحركات في مواكبة منطق الحروب العسكرية في عصرنا هذا و تخلت عن عقلية الجندي الكمي المكلف واعتمدت على الجندي النوعي الفعال المزود بالتكنولوجيا العسكرية المتطورة و اقتحمت مجال التصنيع العسكري كما في حالة حماس واستفادت من حلفائها كما في حالة الحوثي وحزب الله رغم أنها تواجه أقوى الجيوش العسكرية في منطقة الشرق الأوسط كالجيش الاسرائيلي(18) والسعودي(22).
تمكنت هذه الحركات من إثبات نفسها وقد رأينا كيف نجح الحوثي في إرغام إدارة بايدن على حذفه من قائمة الحركات الإرهابية والجلوس معه كطرف رئيسي في الأزمة اليمنية.
الجبهة الشعبية لتيغراي وجبهة تحرير ايلام
دخلت الجبهة الشعبية لتيغراي ذات التاريخ الاسطوري في المقاومة ضد الحكومة الإثيوبية،  معتمدة على سمعتها و بسالة وشجاعته مقاتليها في حروبهم السابقة، حرب جديدة ضد الحكومة المركزية لابي احمد غير أنها وجدت نفسها  هذه المرة في مواجهة جيش إثيوبي مزود بمسيرات إماراتية حديثة ساعدت الجيش الاثيوبي في إسقاط عاصمة الإقليم مقلي وأسرى عدد من شخصياته التاريخية قبل أن تتدخل إدارة جون بايدن لتهدئة الوضع  وقف إطلاق النار من جانب واحد.

كما ساعدت التكنولوجيا الحربية الصينية الجيش السريلانكي في اختراق الجغرافيا الوعرة لواحدة من أشهر حركات التحرر في آسيا نمور التاميل و محت وجودها من التاريخ(1983-2009) رغم أن قوامها البشري يقارب 30% (6 مليون) من مجموعة سكان سيرلانكا.
لكل عصر عبر التاريخ منطق حربي فالاسكندر الأكبر أعظم محارب في التاريخ صنع مجده بالسيف وحركات المقاومة في الفيتنام وامريكا اللاتينية وافريقيا حررت بلدانها بالكلاشنكوف واليوم لا وجود لمن لا يملك القدرة على التكيف مع تحديات التكنولوجيا الحديثة كالطائرات المسيرات والاقمار الصناعية.
ان المفهوم العميق لمصطلح الإرادة في الصراع و حرب البقاء والوجود أعمق بكثير مما يبدو لنا فالإرادة هي نتاج لتفاعل جملة من الارادات(إرادة التخطيط الاستراتيجي وإرادة التسليح الجيد، وإرادة القرار المدروس، وإرادة الوقت المناسب وإرادة الجبهة الداخلية القوية و المحصنة وإرادة الدبلوماسية الفعالة وإرادة القيادة الموحدة والمتكاتفة وإرادة الجماهير الواعية).
الاستاذ علالي محمود

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *