قراءة في البرنامج السنوي للحكومة ....2024
صادق المجلس الوطني الصحراوي يوم 20 يناير 2024 على مشروع البرنامج السنوي الذي قدمته الحكومة ،ومع الإحتفاظ بخصوصية الواقع الذي تبدو بصمته واضحة في كل فقرات البرنامج ، وبالرغم من (الجهد )المبذول في إعداده ، والمحاولة (الجادة )لجعله شاملا لكل مناحي الفعل الحكومي من خلفية الإرتقاء بالعمل التنفيذي ليواكب آمال وآلآم الصحراويين ،وبعد مصادقة المجلس الوطني على هذا البرنامج وبعد الإنتهاء من تعميمه على مختلف الجهات الوطنية مما أتاح لعموم المواطنين الإطلاع على الوثيقة التي تبين أنها تضمنت جملة من الملاحظات الجوهرية سأذكرها تباعا والتي تعطي الإنطباع بأن أعداد الوثيقة و المصادقة عليها تمت من خلفية ( أستروي ) فالجهاز التنفيذي إعتاد تقديم هذا البرامج ، والمجلس الوطني إعتاد المصادقة ، ومن أبرز الملاحظات مايلي :
وثيقة برنامج الحكومة تتكون من 52 صفحة من القطع الكبير A4،مقدمة من 21 جهة تنفيذية ، لتحقيق حوالي 10 أهداف أسمتها الحكومة الاهداف الكبرى للبرنامج والتي جاء أولها حسب الوثيقة مانصه ( مرافقة كافة اوجه الاداء الحكومي للعمل القتالي لجيش التحرير الشعبي ، والإستثمار في نتائج الانتصارات العسكرية .....الخ) ص 2 ، النقطة الاولى .
1/ خلت جميع برامج وأنشطة الجهاز التنفيذي الواردة في الوثيقة على كثرتها وتنوعها من أية علاقة بغض النظر عن طبيعتها سياسية ، إعلامية أو خدماتية بجيش التحرير الشعبي أو هياكله التخصصية تصريحا ولا تلميحا بإستثناء:
- تنسيق وزارة التعليم والتربية مع وزارة الدفاع ( ص 15 تحت عنوان التعليم العالي النقطة الخامسة ).
- ورد ذكر جيش التحرير الشعبي بشكل عرضي في برنامج وزارة الشباب والرياضة ص 22 ،النقل والطاقة ص 38 ووزارة الجاليات والمدن المحتلة ص 8.
2/ بإستثناء كلمة الجرحى التي وردت في برنامج الهلال الاحمر ،في باقي ال 52 صفحة لم ترد إطلاقا كلمات من قبيل التطوع ، المقاتلين أوالشهداء أو عائلات الشهداء وهي الكلمات التي إرتبطت بجيش التحرير الشعبي وتمليها المرحلة ، ويفرضها إلتزام الحكومة السياسي والاخلاقي وحتما ستجد لها متسعا في البرنامج الممتلئ بالفقرات الموجهة للعامة كالتحسيس ، المنابر والايام الدراسية والندوات .
أمام هذا الشح 04 وزارات من 21 وزارة ، أريد ان أعرف كيف ستتمكن الحكومة من مرافقة العمل القتالي ؟ وكيف ستتمكن من الإستثمار في الانتصارات العسكرية ؟ ماهوتفسير الحكومة لهذا التناقض من حيث تحديد مرافقة الجيش كهدف أول مقابل إنعدام البرامج الحكومية التي تعكس المرافقة وتمكن من الاستثمار في الانتصارات ؟ .
3/ إنعدام كلي للعلاقة التنظيمية والوظيفية في برنامج وزارة الشباب والرياضة مع إتحاد شبيبة الساقية الحمراء ووادي الذهب ، وكذلك برنامج وزارة الشؤون الاجتماعية وترقية المرأة مع الاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية مع إن هناك أكثر من سبب تخصصي يدعو لإبراز تلك العلاقة خصوصا في قضايا الشباب و ترقية المرأة .
4/ إذا كانت الاهداف الكبرى للبرنامج السنوي للحكومة هي التي وردت كعوارض في ص 2 ، فكيف نفهم ما أسمته الوثيقة محاور البرنامج السنوي ؟ مع أن هذا العنوان التعرض الجهاز التنفيذي وفق تسمياته التخصصية ( القطاع السياسي، القطاع الاجتماعي ....الخ) ولكنه لم يشكل إضافة من حيث المضمون للوثيقة خصوصا أن بعض النقاط التي وردت تحت العنوان المشار اليه مكررة مما يجعل من ( محاور البرنامج السنوي ) أقرب للنسخة المفصلة للاهداف الكبرى للبرنامج ، أو نسخة مختصرة من البرنامج التفصيلي للوزارات .
5 / ورد تحت عنوان ...محاور البرنامج السنوي ...القطاع الاجتماعي ...النقطة الاخيرة ، تجسيد العمل بقرارات وتوصيات الندوة الوطنية للصحة .
لماذا ذكرت الوثيقة حصرا في محاور البرنامج مقررات ندوة الصحة ، ولم تذكر الندوة الوطنية للتعليم وندوة العلاقات الخارجية ؟ هل لعيب في القرارات أم لعيب في التوصيات ؟ وكيف تفسر الحكومة ذكر الوزارتين لضرورة العمل بقرارات وتوصيات ندوتيهما في برنامجهما المفصل ؟
هذه بعض الملاحظات التي إستوقفتني و أنا أتصفح وثيقة برنامج الحكومة لهذه السنة 2024 ، ولم أجد سببا مقنعا في أن يغفل الفريق الحكومي مثل هذه الملاحظات خصوصا و أن أغلب أعضائه ظل حاضرا في إعداد وثيقة العمل الحكومي طيلة الثلاثين سنة الاخيرة ، ولم أجد سببا مقنعا في عدم توقف الاخوة في المجلس الوطني عندها أيضا ، و أختم بقول أحدهم في اللجنة التحضيرية للمؤتمر الرابع عشر 2015 بعد عرض التصميم الهندسي للقاعة التي ستحتضن أشغال المؤتمر ، قال في معرض حديثه قبل تقديم التصميم على اللجنة للمصادقة ( السياسين جابو اللا ذاك اليعرفو ، المهندسين أملي جابو اللا ذاك اليعرفو ، أنت أملي يالشعب عدل ذاك التعرف و أرفدونا أيدينا رانا امصادقين اعلى ذا كامل ) ، إرتفعت الأيدي ومن يومها لم تنزل ومؤخرا إرتفعت معها الحناجر .
حمدي أبة .......فبراير2024