-->

العلاقة الجدلية بين الكرامة و الوطن

 


لا شك أن صور ألسنة النيران الغادرة التى إلتهمت خيم المواطنين الصحراويين و مساكنهم الهشة، هذه الأيام، تحيل إلى القناعة الطبيعية أن من ليس له وطن بات مشردا.
قرار المحتل المغربي مصادرة الاراضي الصحراوية من اهلها، عبر ابشع الصور، بالإضافة إلى كونه خرقا سافرا لكل القوانين و المعاهدات و البروتوكولات الدولية، فإنه يؤشر على أن الإحتلال الاستيطاني المغربي دخل في مرحلة متقدمة من مشروعه الرامي إلى الاستحواذ النهائي على البلد و القضاء التام على اهله بمختلف الوسائل.
المشروع الإستيطاني المغربي يتم تنفيذه على مراحل ستكون آخرها هي التخلص حتى من أولئك الذين تواطؤوا معه، عن وعي او عن جهل، مقابل الأغراءات المختلفة والاستفادة المادية.
الإحتلال الاستيطاني بطبيعته يهدف إلى اجتثاث الشعب المالك الأصلي للبلد المحتل و استبداله برعاياه و خدامه لأن ما يهمه هو الأرض و خيراتها.
من واد نون و امحاميد الغزلان إلى منطقة الݣرگرات لا يهم المحتل المغربي سوى الأرض و خيراتها.
لقد فرضت خمسة عقود من الحرب و المقاومة التاريخية و إستئناف القتال على المحتل التوسعي المغربي أن يسقط القناع، مكرها، عن حقيقته التى حاول أن يخفيها عن جزء من الشعب الصحراوي.
المقاومة العنيدة للشعب الصحراوي و استحالة إعتراف المجتمع الدولى للمغرب بالسيادة على الصحراء الغربية و حقيقة الجمهورية الصحراوية التى يجلس المغرب إلى جانبها اليوم فى المحافل الدولية تعد الأوضاع و الحقائق الملموسة التى دفعت المحتل المغربي إلى انتهاج سياسة الهروب إلى الأمام عبر إتخاذ القرار الإستعماري، الإجرامي العدواني و كأنه يقول للصحراويين عاليا و بكل وضوح: " إن الأرض ملك للمخزن و من لا يرضيه ذلك فليتجرع كؤوسا من مياه الأطلسي" !.
هذا هو المغرب، ايها الصحراويون، لمن منكم لا يعرفه أو غابت عنه طبيعته التى ظهرت معالمها الأولى بدءا من الاختفاءات السرية و الاغتيالات فى آگدز و قلعة مگونة و مخابئ السيمي و المقابر الجماعية و الرمي من الطائرات إلى ترحيل الشباب و اغراق المدن المحتلة بالمخدرات و الخمور مرورا بحرق المتظاهرين السلميين باگديم ازيك و المحاكمات الصورية و الأحكام الاستعمارية المليئة بروح الإنتقام و وصولا إلى سحل الماجدات الصحراويات و التنكيل بهن و الإغتصاب و هتك الحرمات. 
 و ها هو اليوم يقوم بالاستيلاء على القطع الأرضية و الأبار و ينتزع الخيم و المساكن و يقوم بحرقها لبث الرعب و الفزع فى اوساط العامة من الناس لعله يرهب الضمائر و يقتل الكرامة فى الإنسان الصحراوي.
لا، لن يسمح الشعب الصحراوي الأبي لهذا المخطط الاستعماري الإستيطاني أن يتحقق.
بهذه التصرفات المنحطة، المتهورة و الحقيرة يظهر أن فريق محمد السادس يرتكب خطأ قاتلا فى تقدير الأمور.

فلا نشوة المقايضات البائسة و التحالف مع الشيطان و الحصول علي التكنولوجيا التى توحى بتفوق مؤقت و زائل و لا القبب الحديدية الوهمية ستتفوق على الإرادة القوية للشعب الصحراوي و جيشه الباسل المغوار الذى تعرفه أركان جحافل القوات الغازية و شركاؤها القدامى و الجدد.
يظهر أن من يقرر باسم القصر الملكي المغربي لم يجد مخرجا سوى الهروب إلى الأمام و الإستمرار فى محاولة تشريع الإحتلال و المزيد من التعنت.
إن هذا المسار و هذا النهج ستكون خاتمتهما خروج الأوضاع السياسية و الاجتماعية فى المغرب عن السيطرة و نكسة اكيدة للنظام الملكي المغربي الذى لا بد أن يدفع الثمن غاليا نتيحة لتخليه عن فرصة السلام التي وفرها الإتفاق الموقع مع الطرف الصحراوي سنة 1991.
إستهتار النظام الملكي المغربي بالشرعية الدولية و اعتدائه على الحدود الدولية المعترف بها و محاولة تغييرها و ضمه لاجزاء من أراضي الجمهورية الصحراوية بالقوة و ربط إحتلاله بالمصالح الأجنبية سياسة لا مستقبل لها على الإطلاق و ستكون نتائجها كارثية على القصر الملكي المغربي. 
إن الشعب الصحراوي الذى يتهيأ لتخليد الذكرى ال48 لإعلان دولته المستقلة مصمم أكثر من أي وقت مضى على طرد الإحتلال الاستيطاني المغربي.
ستسترجع ام الشهيد و اخته قطعة الارض التى انتزعها المحتل الغاشم و ستشيدان فوقها بيتا كريما تشتم فيه رائحة الكرامة أفضل من بيت الخشب الذى اضرمت فيه النار ايادي العدو الدخيل.
إن اهل الخيمة سيقتصون لا محالة و سيسترجعون كل شبر و قطعة أرض من وطنهم لانهم يفهمون أن كرامتهم متلازمة مع الوطن الذى سيبرهنون على ولائهم الابدي له بتضحياتهم الجسام و بدمائهم الزكية الطاهرة اليوم و غدا كما بالأمس.
لا حرية و لا كرامة إلا بالدولة الصحراوية المستقلة 
امحمد /البخاري 18 فبراير 2024

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *