البوريطية : دبلوماسية الرشوة،البلطجة والعنف
ربما ستدرس في كليات العلوم السياسية نظرية “البوريطية” كفن مستحدث في ممارسة الدبلوماسية ذات القطب الثلاثي : الرشوة/ البلطجة/ العنف.
إن المتتبع للنهج الذي تسلكه الدبلوماسية المخزنية منذ أن خطفها الثنائي سي “بوريطة” وهلال و الاربعين حرامي، لاحظ التجسيد الفعلي للفكر الميكافيلي “الغاية تبرر الوسيلة” مع رشات من توابل ساحة “جامع لفنا”.
فما حدث أمس بطوكيو من اعتداء جسدي ولفظي من وفد المروك على سيادة السفير الصحراوي ورئيس البعثة الدائمة للجمهورية الصحراوية لدى الاتحاد الإفريقي لمن أبا أعلى، أمر مقزز،دميم وبشع لم تعرفه الساحة الدبلوماسية الدولية ، حتى في أقصى حالات التوتر والصراع والحروب فما بالك في اجتماع اقتصادي يهدف إلى تطوير العلاقات الإفريقية اليابانية من أجل التنمية والسلام.
لقد تصرف الوفد الدبلوماسي المروكي طبقا لعقيدته الرعناء البلهاء، معتقدا أن أي وسيلة مهما كانت ِخستها ودناءتها على شاكلة محاولة أحد أعضائه، الغدر بالسفير الصحراوي أثناء اجتماع ممثلي الدولة اليابانية و سفراء
الإتحاد الإفريقي في العاصمة طوكيو في جلسة رسمية وتحت أعين كاميرات، هي مبررة وتحقق الغاية لكن العكس هو الذي حصل وكانت من بين نتائج هذه الحماقة التي ليست الأولى من نوعها بل سبقتها حادثة مابوتو
في الموزمبيق بنفس المناسبة:
أولا: عكس الصورة الحقيقة للمروك كدولة مارقة تتصرف بدون ضوابط.
ثانيا: إعطاء دعاية مجانية للقضية الصحراوية التي قفزت إلى الواجهة الإعلامية الدولية
ثالثا: وعي السلطات اليابانية و تفطنها بأن المغرب ربما يخدم أجندات لصالح قوى أخرى لا تريد لليابان موقع قدم في القارة الإفريقية ويأخذ قضية المشاركة الصحراوية عذرا لذلك.
رابعا: ما لم يكن في حسبان وفد المروك هو إقدام الدولة اليابانية بصورة فورية بنزع تأشيرات المشاركة لعدد من أعضائه و طلب منهم مغادرة البلاد في 24 ساعة.
خامسا: الإعلام الياباني يتناول فضيحة المروك بتجاوزه للبروتوكول والاعراف الدبلوماسية بتحويل قاعة إجتماع رسمي تعلق عليه طوكيو الكثير إلى حلبة مصارعة الشيء الذي صدم العقلية اليابانية التي لم تتعود على هذا النوع من التصرف الشاذ من لدن دبلوماسيين يفترض أن يكونوا قمة في الرصانة و الهدوء.
سادسا: فتح أعين الأسيوين على القضية الصحراوية والبحث عن جذور الصراع المغربي الصحراوي وحضور الجمهورية الصحراوية في القمم الإفريقية اليابانية و الإفريقية الأوروبية و غيرها.
سابعا و هذا هو الأهم هو إدراك المغاربة كشعب ومجتمع مدني بأن الثنائي بوريطة و هلال و الأربعين حرامي إنما يبيعون لهم الوهم و الإفتراء ، فالجمهورية الصحراوية حقيقة لا رجعة فيها وعلى صخرتها يتكسرعنف و
بلطجة و رشاوي المروك. فإلى متى ياترى تبقى عقول المغاربة مدجنة و محاصرة بفعل الدعاية البوريطية الفاشلة؟
إن التصرف الأحمق والذي وصف بتجاوز الخط الأحمر في الدبلوماسية ، استنكره الدبلوماسيون الأفارقة و اشمأز منه المنظمون اليابانيون، ستكون له بدون شك انعكاسات مستقبلية على دولة المروك التي أصيبت بالهستيريا والجنون بإتكالها على الكيان الإسرائيلي؛ راهنة مصير نظامها السياسي بالحماية الصهيونية في المقابل الإتزان الرصانة التي اتسم بها الدبلوماسي الصحراوي وحفاظه على هدوء الأعصاب مع حماية العلم الوطني و يافطة الجمهورية لجمهورية الصحراوية بينت البون الشاسع بين من سلاحه الحجة الدامغة و الحق و العدالة و من ليس له سوى خلق الفوضى و التهريج و الغدر من الخلف، الشيء الذي يؤكد أن شرعية كفاح الشعب الصحراوي و عدالة قضيته المشمولة بالقانون الدولي تبقى الحائط الذي تصطدم به كل مؤامرات الأعداء مهما تعددت أوجهها وتطورت أساليبها ، فلا الرشاوي تنفع و لا شراء الذمم، و لا البلطجة، و لا “العنف الدبلوماسي” هذا المصطلح الجديد الذي أضيف إلى معجم الدبلوماسية البوريطية ستنفع في تغيير واقع القضية الصحراوية كقضية تصفية استعمار، شعبها سينال جزاء تضحياته عاجلا أم آجلا …
بقلم: محمد فاضل محمد سالم الهيط