قمع وحشي لمظاهرة سلمية عارمة تدعو لتقرير المصير بالصحراء الغربية

هاجمت قوات الاحتلال المغربية مساء اليوم الثلاثاء عشرات المتظاهرين الصحراويين بالعيون المحتلة بالقمع الوحشي والعنيف، مستخدمة الضرب العشوائي بالعصي والهراوات مما الحق جروحا متفاوتة الخطورة في صفوف المتظاهرين.

وأفادت مصادر حقوقية صحراوية ان المتظاهرين الصحراويين بصفة سلمية حملوا الأعلام الصحراوية وهتفوا خلال المظاهرة العارمة التي نظمت بشارع سيدي محمد ددش بحي معطى الله برحيل الاحتلال المغربي من الصحراء الغربية.

وحسب المصادر ذاتها فإنه من بين المتظاهرين المصابين أعضاء الوفد الحقوقي الصحراوي الذي زار مؤخرا مخيمات اللاجئين الصحراويين والاراضي المحررة ويتعلق الأمر بكل من الصبار ابراهيم، الذي أصيب بجروح بليغة على مستوى الرأس واليد اليمنى والقدمين والكتف.

كما تعرض النعمة الأصفاري وازانة اميدان واحمد حميا لاصابات متفرقة على انحاء الجسم، فيما حرج عدة مواطنين اخرين بينهم المواطنة الصحراوية دكنة منت محمد فاضل ولد الحبيب التي أصيبت على مستوى الفم الى جانب كل من مريم امغيزلات وهدي منة اللتان أصيبتا على مستوى العينين والفم.

وفي هذه الأثناء باشرت قوات الاحتلال المغربية من درك وقوات مساعدة ومخابرات تنفيذ عمليات دهم واسعة لمنازل المواطنين الصحراويين بالعيون المحتلة، غير انه لم يتسنى بعد معرفة عدد المنازل التي تم تخريبها والاعتداء على أصحابها.

من جهة اخرى، افادت لجنة الدفاع عن حق تقرير المصير في الصحراء الغربية ان الناشط الحقوقي الصحراوي التهليل محمد اعتقل مساء اليوم الثلاثاء عند نقطة التفتيش والمراقبة بمدينة بوجدور المحتلة، والتهليل محمد هو رئيس فرع الجمعية الصحراوية لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان المرتكبة من طرف الدولة المغربية، كما انه عضو الوفد الحقوق الصحراوي الذي زار مؤخرا مخيمات اللاجئين الصحراويين والأراضي المحررة.

وكانت مدينة العيون المحتلة قد شهدت انتشارا مكثفا للمئات من رجال الأمن والمخابرات المغربية بالموازاة مع عودة هؤلاء الـ11 ناشطا حقوقيا صحراويا من زيارة قاموا بها للمناطق المحررة ومخيمات اللاجئين الصحراويين.

ولدى وصول هؤلاء الى إلى مطار مدينة العيون المحتلة احتفل حشد من عائلات النشطاء بعودتهم في وقت منعت فيه سلطات الاحتلال العديد من النشطاء الحقوقيين والمواطنين الصحراويين من دخول المطار.

وقد انتشر العشرات من رجال الشرطة على طول الطريق الرابط بين مطار المدينة ومنزل الناشط الحقوقي إبراهيم الاسماعيلي أين خصصت الجماهير الصحراوية استقبالا حاشدا رددت خلاله العديد من الشعارات المطالبة بتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير والاستقلال.

وقد حل الوفد الحقوقي الصحراوي بمنزل عائلة الناشط الحقوقي احمد السباعي أين وجد عشرات المواطنين الصحراويين في انتظاره لتهنئته على زيارته الناجحة للمخيمات والأراضي المحررة من الصحراء الغربية.

وقد تناوب العديد من المناضلين بمن فيهم شباب الانتفاضة والفعاليات النسوية والنشطاء الحقوقيين على المنصة لإلقاء مداخلات انصبت على أهمية الزيارة خاصة في وقت تعيش فيه سلطات الاحتلال وضعا حرجا على المستوى الدولي.

وثمن هؤلاء جهود المدافعين الإحدى عشر بمن فيهم الرضيعة العزة الصالح الزيغم اللذين استطاعوا بفضل زيارتهم تحقيق مكسب سياسي مهم ينضاف إلى الانتصارات التي تم تحقيقها مؤخرا.

وبمنزل الناشط الحقوقي سيد احمد لمجيد، حيث حج عشرات المواطنين الصحراويين توالى الحديث والنقاش السياسي حول أهمية المقاومة المدنية ودورها الهام في تحقيق مكاسب سياسية، وفضح مؤامرات المحتل المغربي.

وفور انتهاء اللقاء توجه النشطاء إلى مقر ما يسمى الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، حيث عبروا عن تضامنهم مع أمهات 15 مختطفا سياسيا صحراويا لدى الدولة المغربية وأكد الناشط الحقوقي النعمة الاسفاري على تضامن الصحراويين في مخيمات اللاجئين وفي المناطق المحتلة معهم.

وبعد ذلك تم تقديم ملخص عن الزيارة التي قام بها النشطاء الحقوقيون، الذين ابرزوا المعجزة الصحراوية في تحدى الغزو وكذا ظروف الطبيعة القاسية، مبدين إعجابهم بتطور المؤسسات الوطنية ووحدة الشعب الصحراوي وكذا جاهزية جيش التحرير الشعبي الصحراوي