-->

عشية الذكرى الـ 48 لانتفاضة الزملة التاريخية الفقيد بصيري في سطور.




الصحراء الغربية ( لاماب ـ المستقلة ـ ) تمر اليوم ثمانية و أربعون سنة على انتفاضة 17 يونيو1970 بحي الزملة وسط مدينة العيون - الحدث الذي يعتبر نقطة تحول مفصلية في تاريخ الحركة الوطنية الصحراوية الذي لعب فيه مؤسسها الفقيد الشهيد محمد سيد إبراهيم بصيري، دورا محوريا في مواجهة السلطات الاستعمارية الاسبانية بطريقة سلمية عبر مظاهرة مطالبة بالحقوق المشروعة للشعب الصحراوي ... وبالمناسبة تنشر وكالة الأنباء الصحراوية نبذة عن حياة الرجل 
من هو بصيري ؟
ولد الفقيد سيد إبراهيم بصيري سنة 1942 بمدينة الطنطان (جنوب المغرب)، درس في المغرب قبل أن يدخل جامعات القاهرة ودمشق التي نال منها شهادة الليسانس في ميدان الصحافة مع نهاية 1967و شغل رئيس تحرير جريدة الشموع التي منعت من الصدور في المغرب بسبب مقال يدعو فيه الى ان الصحراء للصحراويين
وفي تلك السنة، بادرت اسبانيا إلى طرح مشروع ضم الصحراء إليها حينها قرر سيد إبراهيم بصيري مغادرة الدار البيضاء المغربية باتجاه الصحراء الغربية وأقام بمدينة السمارة أين تقيم عائلته حيث اشتغل بتدريس العربية وعلوم القرآن
ويميز الفقيد بصيري هدوئه كما يميزه حب الاستماع للنصح قبل أن يخطو على أي خطوة حتى في القرارات الصعبة كان يفضل مشورة الآخرين عند اتخاذ القرارات، وعلاوة على معرفته بعلوم القرآن وثقافته الواسعة يعد الفقيد شخصية متميزة ومتنورة في تلك المدينة إلا أن عدم امتلاكه وثائق اسبانية حد من حركته وقلص من انتشار أفكاره ، حسب شهادات من عرفوه
ولعل العوامل التي أدت إلى بروز الرجل هي ظاهرة "الفراغ السياسي" في ظل العدمية السياسية والأمية التي كانت تضرب أطنابها وهى عوامل ايضا أفرزت تحديات ورهانات جديدة .كان في مقدمتها كيف تتم المزاوجة بين خطابين متناقضين تناقض الجديد والقديم .!؟ ،وسط أجيج حرب مشتعلة ومؤامرة دولية كانت خيوطها تنسج على نار هادئة في غياب الصحراويين وبرعاية قوى خفية تلعب على الحبلين تارة بين واشنطن ومدريد وأخرى بين الرباط وباريس والتي اتضحت معالمها خلال سنوات 1974- 1975، بحسب المراقبين
وفي أكتوبر 1969 ونتيجة سماع خبر من إذاعة البي بي سي البريطانية نقلا عن صحيفة "الابزيرفر" التي كشفت أن اسبانيا قد تقدم على تقسيم المنطقة عقب تخليها وتسليمها لمنطقة "طرفاية" للمغرب "اختمرت" فكرة تأسيس "حركة" لمواجهة تلك "المؤامرة"والتصدي لها في المهد وذلك في اجتماع موسع تواصل طوال الليل وتمخض عنه الاتفاق على تأسيس تنظيم مناهض للاستعمار الاسباني ،أطلقوا عليه اسم "حركة تحرير الساقية الحمراء ووادى الذهب" التي عرفت كذلك باسم الحركة الطليعية لتحرير الصحراء الغربية وفي الاجتماع لم يكن قد أعلن عن رئيس أو مؤسس الحركة ، لكن تم تعيينه في الاجتماعات التالية- بحسب افادات من عايشوا الحدث - رغم انه لا يملك وثائق لكن "خبرته وحنكته ودرايته" بالقضايا جعلت أعضاء الحركة ينتخبونه على رأس المنظمة
وقد اختار بصيري أن يكون عمل الحركة سلميا من خلال تقديم مذكرة تتضمن مطالب الحركة وفي مرحلة ثانية يتم اللجوء للقوة في حال رفض الحلول السلمية لهذا اتصل بصيري بالطلبة الصحراويين خاصة في مدينة العيون متخذا من الخطاب "الديني" وسيلة لمواجهة المستعمر الغربي والمطالبة بنصر المسلمين، بينما الهدف كان سياسي وهو خلق إجماع صحراوي لطرد الاستعمار الاسباني، بنظر المراقبين
اتفق الحاضرون على توجيه مذكرة عنوانها "رسالة مفتوحة من الشعب الصحراوي إلى الحاكم العام الاسباني في الصحراء الغربية" كتبها بصيري في السمارة وسلمها أعضاء من الحركة يوم 17يونيو إلي الحاكم الاسباني في العيون-ديلما - الذي كان ساعتها في اجتماع للإعلان بان الصحراء هي المقاطعة الاسبانية رقم 53
وطالما عبر بصيري في مذكرته عن رغبته الواضحة في حرية الشعب العربي الصحراوي الذي لم يخضع في يوم من الأيام لسلطات شعوب أخرى،- على حد قوله- و يرفض الانضمام لأي دولة مجاورة من الشرق أو من الشمال أو من الجنوب. وطالب من الحاكم الاسباني الاتفاق المشترك مع الشعب الصحراوي على منحه الحق في أن يحكم نفسه بنفسه بشكل تدريجي
وفي ليلة 18 يونيو 1970تم إلقاء القبض على قائد حركة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب- التي أسسها الفقيد ديسمبر1969، حيث ما فتئت جبهة البوليساريو منذئذ تطالب الحكومة الاسبانية بالكشف مصيره...
ولازال محمد سيد إبراهيم بصيري في عداد المفقودين إلى حد الساعة ولازالت المعلومات حول مصيره متضاربة، ولا احد في اسبانيا يتجرأ على قول الحقيقة لكنه يظل رمز قضية على رأس قائمة تضم المئات من المفقودين ومجهولي المصير واسرى الحرب الصحراويين في السجون المغربية.! ويظل بصيري على ذمة التحقيق وعلى مسؤولية اسبانيا مثل قضية تقرير مصير شعب وارض سلمت على طبق من ذهب للمغرب في صك اتفاقيات مدريد في خيانة القرن التي ارتكبتها الدولة الاسبانية في حق الصحراويين ..!!
وتوضح معلومات أقارب الفقيد ومن اتصل به منذ أن بات في قبضة الأسبان في ليلة 18 يونيو 1970، أنه أودع السجن المركزي في العيون منفردا تحت حراسة الشرطة والجيش الاسبانيين يحمل الرقم : بي 2875، وقد وجد نفسه مهددا بالتصفية الجسدية تحت الاستنطاق الشديد والتحقيق العميق حتى انه تمت الاستعانة بسبعة محققين كل واحد في قضية مستقلة عن الآخر ،الرابط بينهم إدارة التحقيق ورجال الاستخبارات الكبار في الدولة الاسبانية، بحسب شهادات
"ومن غير المنطقي ولا من المستساغ أن يكون بصيري قد هرب أو سلم لجهات خارج اسبانيا، بل من المنطقي أن يكون قد لفظ أنفاسه الأخيرة تحت التعذيب وبقي مجهولا مطمورا في حديقة من حدائق النظام الديكتاتوري الاسباني الرهيب، لكن ذلك لا يعفي اسبانيا من المسؤولية ليس فقط فيما بخص بصيري بل مصير قضية برمتها.." بحسب مسؤولي من جبهة البوليساريو
"انه أقدم مفقود على وجه الأرض" كما صنفته جمعية اولياء المعتقلين والمفقودين الصحراويين ... ليبقى قميص بصيري لعنة تلاحق اسبانيا لا يعادلها إلا تصفية الاستعمار المصادر منذ أزيد من أربعين سنة..!؟" بحسب المراقبين والدارسين من الصحراويين والاسبان .
بقلم: السالك مفتاح

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *