إصابات في مواجهات بين الشرطة الاسبانية والشباب الساخطين وسط مدريد
مدريد ـ وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة ـ احبطت الشرطة الاسبانية محاولة للشباب المتظاهرين السيطرة على ميدان بويرتا ديل سول وسط مدريد للمرة الثالثة في اليومين الماضيين.
وأدت الاشتباكات بين الشرطة ومئات الشباب المتظاهرين إلى إصابة عشرين شخصا على الأقل بجروح من بينهم سبعة من أفراد الشرط عندما حاول المحتجون " الساخطون" معاودة احتلال الميدان عنوة في موجة احتجاج متزايد ضد آثار الأزمة الاقتصادية وسياسات التكيف التي تطبقها حكومات بلادهم، ولعرض مطالب الشعب الإسباني على البرلمان الأوروبي ومساندة مطالب الشعوب في البلدان المجاورة.
كما يحتج المتظاهرون الذين يمثلون حركة "15 مايو" على البطالة المرتفعة وما يصفونه بالفساد في البلاد.
وكان عشرات الآلاف من الشباب الإسبان انطلقوا في 28 جويلية الماضي في مسيرة سلمية من مدريد سيرا على الأقدام باتجاه مقر الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل وهتف المتظاهرون قائلين "حقوقنا تنتهك"، وربط بعضهم الإجراءات الأمنية بالزيارة المقبلة لبابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر الذي من المقرر وصوله إلى إسبانيا في 18 أوت الجاري.
وجرى نصب مخيمات احتجاجية في ميادين المدن في جميع أنحاء إسبانيا بعدما تصدرت حركة "15 مايو" عناوين الصحف في 15 مايو الماضي عندما خرج عشرات الآلاف إلى الشوارع.
وقال ناطقون باسم المشاركين إن المسيرة التي انطلقت من ميدان بويرتا ديل سول المركزي في مدريد ستصل إلى بروكسل بحلول الثامن من أكتوبر المقبل، أي قبل أسبوع من انطلاق مظاهرات الاحتجاج العالمية التي دعت إلى تنظيمها حركة "الديمقراطية الحقيقية الآن" في مختلف أرجاء الأرض، مشيرين إلى أن مؤيدي "حركة 15 مايو"، التي نشأت قبل أكثر من شهرين في 52 بلدة ومدينة إسبانية، سينضمون إليهم في مختلف المدن والقرى التي سيتوقفون فيها خلال مسيرتهم بدعوة نشرت على صفحات "فيس بوك" و"تويتر" ولقيت صدى واسعا في مختلف المناطق وإقبالا متزايدا من المواطنين، تعبيرا عن سخط وغضب الشعب على الوضع في إسبانيا والمطالبة بتغيير النظام السياسي والاقتصادي.
ويتوقع أن يصل المتظاهرون إلى العاصمة الفرنسية باريس في 17 سبتمبر المقبل حيث سيجتمعون بـ "الغاضبين" الوافدين من الدول الأوروبية المجاورة مثل اليونان وإيطاليا وألمانيا لمتابعة المسيرة معا إلى بروكسل.
وتهدف المسيرة إلى إحياء التنديد بالأوضاع التي تعيشها إسبانيا وغيرها من الدول فضلا عن المطالبة باتخاذ تغييرات جذرية في الأنظمة السياسية وقرارات من شأنها تحسين ظروف معيشة المواطنين وتوفير وظائف عمل للشباب. وكانت مسيرات حاشدة من المتظاهرين التقت في مدريد قادمة من مختلف أنحاء إسبانيا حيث قطع "الساخطون" آلاف الكيلومترات سيرا على الأقدام خلال شهر كامل احتجاجا على السياسات السائدة في البلاد، فيما عمت المظاهرات الشعبية شوارع مدريد وأحياءها لمواصلة الاحتجاجات.