-->

رمضان في مخيمات اللاجئين الصحراويين دروس في الصبر ويقين بالنصر

مخيمات اللاجئين الصحراويين ـ وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة ـ ياتي شهر رمضان الكريم هذه السنة في فصل الصيف حيث تتجاوز درجات الحرارة بمخيمات اللاجئين الصحراويين 45 درجة ، يقضي الصائمون يومياتهم الرمضانية وهم يعدون الدقائق والساعات يبللون ثيابهم بالماء، يصبرون انفسهم حتى مغيب الشمس ليفطروا على ماتسير من طعام وشراب يسدون به رمق يوم لم يكن بالقصير في واقع مرير فرضه الاحتلال المغربي الذي شردهم من وطنهم منذ اكثر من ثلاثة عقود، فمنذ سنة 1975 وهم يعانون مرارة الغربة عن وطنهم وقساوة اللجوء في هذه المخيمات.
صلاة التراويح في مخيمات اللاجئين هي الاخرى فرصة للتلاقي واستدراك النفحات الربانية في حضور الخير واغتنام الذكر وصلاة الجماعة والاستزادة من الهدي الذي يبث عبر المحاضرات الدينية التي تعقب الصلاة والتي تشهد إقبالا كبيرا من سكان المخيمات، الذين انهكهم يوم من الصوم في ظروف اللجوء القاسية ، ووجدوا في الخروج للصلاة في الهواء الطلق وتحت ضوء القمر فسحة للتخفيف من معاناتهم ، في مشهد تمتزج فيه المشاعر الدينية بالقضية المصيرية لشعب تعلم من دروس التاريخ انه ماضاع حق وراءه مطالب ،  وبالرغم من صعوبة الظروف السالفة الذكر إلا أن الصحراويين يمارسون جميع الشعائر الدينية في المساجد والمدارس القرآنية والساحات التي لايخلوا منها أي مخيم .
وامام هذه الوضعية التي يعيشها مسلمو الصحراء الغربية تتجاهل المنظمات الاسلامية والتي تحكم في الغالب باللعبة السياسية الوضعية الحرجة التي يعيشها الشعب الصحراوي في المناطق المحتلة ومخيمات اللاجئين والشتات .
ويبقى رمضان في مخيمات اللاجئين الصحراويين يعلم مزيدا من دروس الصبر نحو تعزيز اليقين بالنصر الراسخ لدى ابناء الساقية الحمراء ووادي الذهب في مخيمات اللجوء إذا ما شاهدنا عجائز وشيوخ في سن الثمانين لم يمنعهم الكبر والعوز من الاصرار على صوم رمضان، يرفعون اكف الضراعة عند كل إفطار الى العلي القدير يشكون من ظلمهم ويطلبون النصر لقضيتهم وشعبهم .

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *