-->

رغم درجات الحرارة المرتفعة لاجئو الصحراء الغربية يؤدون الصيام والقيام رغم كل الظروف

الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) بين راغب في الحديث عن
الصيام والتحضيرات والسلوكيات التي يتطلبها الشهر الكريم و الممتنع عن الحديث , استطعنا أن نحصل على انطباعات لمواطنين حول استقبال الشهر الكريم , حديث مع أناس وجدناهم أمام محلات تجارية يتبادلون الحديث وبعضهم الآخر كان في طريقه لقضاء حاجاته المختلفة يظهر لك اهتمام المجتمع وحرصه على الصيام رغم الظروف الصعبة ودرجات الحرارة العالية وارتفاع أسعار المواد الغذائية .
تحضيرات للشهر الكريم
تم التحضير على مستوى وطني بتنظيم محاضرات أشرف عليها أئمة ومبعوثون من وزارة العدل حيث مهدت للأجواء الرمضانية وما تتطلبه من سكينة وخشوع وعبادة وتطرقت إلى فضائل الشهر الكريم وما يجنيه المؤمن من الصيام حيث أنه مناسبة للتقرب إلى الله وغفران الذنوب ,
وقد وضع برنامج يشمل محطات هامة كالمحاضرات الليلية والخطب الدينية التي توضح الطريقة الصحيحة للصيام وكيفية استفادة الصائم من صيامه في الدنيا والآخرة وتتطرق إلى قضايا تتعلق بحياة المؤمن .وهناك مسابقات قرآنية في تلاوة القرآن .وقد تم إعداد المساجد كي تستقبل أعداد المصلين الذين يزداد عددهم وقت صلاة التراويح .
العائلة الصحراوية تحضر لشهر الصيام
اقتراب شهر الصيام يجعل العائلة الصحراوية تبحث عن حاجيات الشهر الكريم قبل قدومه بأيام , فتستقدم تلك الحاجيات وتقوم النسوة بترتيب المطبخ وتجهيزاته التي يتطلبها إعداد وجبة الإفطار. إحدى المواطنات تقول عن هذا الموضوع :
باقتراب شهر الصيام نقوم بتحضيرات هامة لاستقباله حيث نذهب إلى السوق لاقتناء بعض الحاجيات الهامة كالأواني , ونشتري أيضا دقيق الشعير الذي نصنع منه الحساء وأشياء أخرى ضرورية .
رؤية هلال الشهر
تتجه الأنظار ليلة الشك إلى السماء لمراقبة هلال الشهر الا أن وسائل الاتصال الحديثة قد اعتمد عليها الناس كثيرا حيث يقول أحدهم :
نتابع وسائل الإعلام من إذاعة وتلفزيون التي تنقل خبر بداية الصيام , كما أننا نفطر ونمسك حسب التوقيت المعلن عنه في وسائل الإعلام , وهناك من يفطر بمجرد سماع صوت الآذان المدوي من المساجد المحلية المنتشرة بالدوائر.
أجواء حارة
أحمد يقول عن أجواء رمضان : رمضان جاء هذا العام في قمة الحرارة والناس تحاول الاستمرار في الصيام رغم الحرارة المرتفعة والشعور بالعطش وأتمنى من الله أن يساعدنا على أداء الفريضة , قبل أيام من قدومه قمنا بالاستعدادات اللازمة واشترينا بعض المواد الأساسية كالشعير المطحون والتمر وبدأت الأسرة تحضر للجو الرمضاني بصفة عامة 
غلاء أسعار بعض المواد
ويرى محمد أن ارتفاع أسعار بعض المواد أثر سلبا على القدرة الشرائية للكثير من الأسر خاصة في مواد كالسكر والتمر والفاكهة والألبان , ويقول أن البعض لجأ إلى استعمال مواد بديلة لصنع الشراب " أزريك" كمادة الكاوكاو المطحونة "كرتة" ومادة الشعير المسخن .
ننتظر عونا من الدولة
سالم يلاحظ أن المواد الغذائية التي توزع كل سنة قبل رمضان جاءت متأخرة بعض الشيء , وهذا فرض على بعض الأسر شراء مواد كالتمر والخضر بأسعار غالية ومازالت ترجو أن يكون هناك عونا استثنائيا من قبل الدولة في هذا الشهر خاصة أن هناك أسرا قدرتها الشرائية ضعيفة .
شهر توبة وغفران
أما سعيد فإنه يقول : انه شهر كريم وعلينا أن نتمثل سلوكياته , ونقبل على المساجد وقراءة القرآن وأن نبتعد عن النميمة , لقد تعودنا على الصوم في هذه الظروف الصعبة ونرجو من الله أن يعيننا على أداء هذه الفريضة . إنه شهر توبة وغفران وفرصة لكي يتدارك المرء أخطاءه ويصححها ويسأل الله المغفرة.
ويقول سلامة: لدي محل تجاري للملابس ومنذ بداية رمضان أحضر إلى السوق , بعد مرور اليوم الأول يتعود الجسم وتصبح الأمور روتينية. المواطنون يشترون أكثر المواد الغذائية خلال شهر رمضان ويضعف شراء الألبسة .
رغم قساوة الطبيعة .. حرص على الصيام
محمد لمين يقول أن الصحراويين يستقبلون رمضان كل سنة وبما يليق به من مظاهر الحشمة والعبادة رغم قساوة الطبيعة ويضيف قائلا :
رغم قساوة الطبيعة وتواضع السلة الغذائية فإن ذلك لم يمنع الصحراويين من الصيام , فعندما يقترب الشهر ترى العائلات تعد العدة ولا تبخل بشيء من اجل الفوز بفضائل الشهر, أما فيما يخص مواد الإفطار فان الناس تختلف وكل حسب قدرته.
المدخنون .. في صراع مع النفس
الحرمان من التدخين والشاي في نهار رمضان من الأمور التي تعاني منها فئة من الناس والتي تقاوم للتغلب على الرغبات , فبعض المدخنين يقولون أنهم يقاومون بصعوبة للامتناع عن التدخين خلال أيام رمضان وبشكل خاص اليوم الأول , وكذلك الذين يصيبهم وجع الرأس عندما لا يشربون الشاي باكرا فهم يعيشون في صراع مع النفس وينتظرون بفارغ الصبر لحظة الإفطار , أحمد مدخن يتحدث عن رمضان والصيام ويقول : أصوم رمضان وفيه أجد الفرصة الوحيدة للتقليل من التدخين حيث ابتعد عنه خلال أيام الصيام وغالبا ما يؤلمني رأسي في أول يوم وأرغب في التدخين, لكن مع مرور الأيام أتعود على قهر النفس وعندما يحين الفطور بالكاد أتناول تمرات وشراب ثم أقوم بالتدخين . فيما يخص ظروف الصيام , أقول أنها صعبة هذا العام لان قدوم الشهر تزامن مع الصيف وارتفاع كبير في درجات الحرارة لكن ماذا يفعل المرء, فهذه سنة الله و علينا أن نتقبل ما شاءه الله لنا.
كثيرون حاولوا صيام الشهر لكن درجات الحرارة المرتفعة منعت بعض منهم من الاستمرار في الصيام , عن هذا الموضوع تقول مواطنة :
رمضان هذه السنة لا يختلف كثيرا عن السنة الماضية , واشد ما يؤثر على الصائم هو ارتفاع درجات الحرارة حيث اضطر عدد من الصائمين إلى الإفطار وخاصة من الذين يعانون أمراضا مزمنة أو كبار السن رغم رغبتهم في الصيام.
إقبال على صلاة التراويح
مشهد إيماني يتكرر أيام الشهر الكريم في كل الدوائر يتمثل في الحرص على حضور صلاة التراويح ,أحد المصلين تحدث الينا وقال :
بعد الإفطار نقوم بصلاة العشاء وصلاة التراويح وهناك إقبال كبير, فتكتظ الباحة والمحيط المجاور للمسجد بالمصلين وتسجل النساء حضورا معتبرا لصلاة التراويح ويتخذن مكانا منزويا عن الرجال خارج المسجد , فالمهم عند المصلين جميعهم هو أن لا تفوتهم صلاة الجماعة وصلاة التراويح .
الجانب الروحي ..هو لأهم أحد الصائمين يركز في حديثه على الجانب الروحي للشهر ويقول :
شهر رمضان الكريم فرصة للتخلص من الخطايا والسعي إلى غفران الذنوب , أحرص على التوجه إلى عملي وعند الانتهاء فإنني استعد لأداء الصلاة واقرأ القرآن يوميا , ويضيف قائلا : يلاحظ تزايد عدد المصلين وخاصة الشباب والاطفا ل في المساجد حيث تضيق هذه المساجد بعدد المقبلين على الصلاة وهذا يفرض على المصلين الصلاة خارج المسجد , وهو إشارة جيدة على رغبة الناس في عبادة الخالق وطلب المغفرة .
مواد غذائية أساسية قليلة
محمد يقول عن بعض المواد الغذائية التي يصعب الحصول عليها ما يلي :
كالعادة في كل رمضان يجلب التجار المواد الغذائية التي يحتاجها الصائم من خضر وفواكه والبان , الا أن ما يلاحظ هذه السنة هو غلاء أسعار تلك المواد وعدم توفر بعضها للغالبية حيث يشترط بعض باعتها ورود اسمك في اللائحة التي يعدها لكي تحصل على كمية قليلة منها واخص بالذكر لبن الإبل ,تلك المادة الأساسية خاصة بالنسبة للمرضى و العجزة والتي كثر الطلب عليها حتى أن الناس تتنقل من ولاية إلى ولاية للحصول عليها , فالمنظمات الإنسانية لم تساعد باللبن الجاف, ونحن بالنسبة لنا استغنينا تماما عن لبن الإبل واستعملنا بدائل تقليدية , ويقول أحدهم عن مصروف الشهر : إن مصروف الشهر هذا العام منهك بسبب غلاء كل شيء وعدم توفر المساعدات في بعض المواد وضعف النصيب الفردي في الأشياء التي تم توزيعها .
هكذا يعيش الصحراويون أجواء رمضان جديد وهم تحت الخيام يكابدون ظروف اللجوء الصعبة ورغم ذلك فإنهم يحرصون على صيام الشهر الكريم والقيام بكل ما يقربهم إلى الله صابرين وساعين إلى بلوغ مرضاة الله وجني حسنات وفضائل الشهر الكريم .
المصدر : اسبوعية الصحراء الحرة

Contact Form

Name

Email *

Message *