-->

هكذا تحاول المخابرات المغربية إختراق البوليساريو

(وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة ) كشف حوار نشره الكاتب والصحفي الجزائري انو مالك مع مصدق ميمون دبلوماسي مغربي أسبق، اشتغل كعميل لمخابرات بلاده بأوروبا لسنوات على  موقع صوت المنفى جزء من نشاط المخابرات المغربية في محاولة اختراق الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب "البوليساريو"
حيث تطرق الحوار الى جملة من الاسئلة عن نشاط المخابرات المغربية في متابعة نشاطات البوليساريو ومحاولة التشويش على تلك النشاطات واعاقتها .
هل يمكن أن تحدثنا عن بعض المهام التي قمت بها في الخارج في إطار عملك كعميل إستخباراتي؟

المهام كثيرة جدا، وأذكر لكم على سبيل المثال ما قمت به خلال عملي في روما مطلع عام 1981 لما تمكّنت من إختراق جبهة البوليساريو. هذه الأخيرة التي كانت تقوم بتحركات كبيرة مع الحزب الشيوعي الإيطالي الذي نظّم له إجتماع جدّ مهم في فندق ليونار دوفانسي بالعاصمة الإيطالية. جاءنا الأمر من عند الجنرال أحمد الدليمي لما تلقّى الخبر، حيث أمرت بضرورة إختراق اللقاء عن طريق الإقتراب من البوليساريو بصفة معارض مغربي، وذلك من أجل محاولة الإلتقاء بالرئيس محمد عبدالعزيز وبعض قيادات الجبهة الأخرى، وهذا حتى نتمكّن من معرفة أسرار الإجتماعات ونوايا البوليساريو تجاه المغرب. ذهبت للفندق والذي كان تحت حراسة أمنيّة مشدّدة، وكنت أنتحل هوية معارض مغربي حقيقي يدعى ميري محمد والذي كان ينتمي لمنظمة معارضة ويعيش فارّا بالخارج.
- تقدمت منهم من دون تمهيدات ولا محاولات تسبق ذلك؟
نعم… تقدمت منهم وتمكنت من إقناعهم لما أتمتع به من مميزات خاصة في ذلك، ووصل بهم الحال إلى درجة أنهم لم يطلبوا منّي أيّ وثيقة لما عرفوا بإسمي، ويبدو أنّ لهم لوائح أو إحاطة بالمعارضين المغاربة في الخارج.
- وكيف سارت الأمور بعد دخولك الفندق؟
وصلت لقاعة الإجتماعات بالفندق وإخترت مكانا شاغرا بالصفوف الأمامية حيث يجلس الشخصيات الحزبية الإيطالية ونشطاء المنظمات الحقوقية وقيادات جبهة البوليساريو. سلّموني دفترا وقلما ككل الحضور وجرى الترحيب بي. بعد حوالي ساعة من دخولي المكان ومتابعة المناقشات رفعت الجلسة لإستراحة قصيرة فتقدم مني أحد الضباط الأمنيين الصحراويين وأخبرني أن الرئيس محمد عبدالعزيز يرحّب بي ويدعوني لوجبة عشاء بمحلّ إقامته.
-هل إلتقيت بالرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز؟
عدنا لمتابعة الإجتماعات وبعد حوالي ثلاث ساعات أعلن عن إستراحة أخرى، فخرجت من الفندق مع ضيوف آخرين رأيتهم يغادرون لقضاء بعض حاجاتهم في الخارج. إغتنمت الفرصة وخرجت أنا لألتحق بسيارة تابعة للمخابرات المغربية وتحمل ترقيما ايطاليا، كانت متوقفة في أحد الشوارع خلف الفندق وعلى متنها رئيس المركز الإستخباراتي بالسفارة، وبرفقته عميل آخر يدعى لبيض في نفس الجهاز. نقلت إليهم تقريرا عن ما جرى في الفترة الصباحية، ثم أخبرتهم أن الرئيس محمد عبد العزيز دعاني لوجبة عشاء على الساعة العاشرة من مساء ذلك اليوم.
- وماذا جرى بعدها؟
رجعت مجدّدا لإكمال مهمتي في متابعة حيثيات النشاط وكل ما يجري في الداخل وهويات الضيوف وما يدور من كلام وغير ذلك، أم سيارة المخابرات فغادرت  نحو السفارة من أجل تبليغ التقرير إلى الجنرال أحمد الدليمي والذي كان مهتمّا كثيرا بتحرّكات البوليساريو في الخارج. بعد حوالي ساعتين أو أكثر خرجت مجدّدا وإتجهت نحو السيارة التي كانت في إنتظاري، وحينها أخبروني أن الجنرال أحمد الدليمي أمرني بإنهاء المهمة لأسباب لم يوضّحوها لي وأعتقد أنه خاف من حدوث أي شيء لي أو أن أمن البوليساريو قد كشف أمري.
- ماهو الهدف من كل ذلك؟
في عهد الجنرال الدليمي كان متابعة نشاطات البوليساريو هو من أجل إفسادها ومعرفة خفايا المساندة وشبكات التدعيم لدى الشخصيات الأجنبية حتى تتمّ قطعها بأي طريقة كانت. أما الآن سارت الأمور تعمل على غير ما كان عليه الدليمي فالجهاز تلاحقه الإخفاقات كثيرا وصارت تنفضح أموره في كل خطوة يخطوها.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *