تركيا تطالب فرنسا بمواجهة ماضيها الاستعماري
أنقرة (رويترز) - قالت تركيا ان فرنسا يجب ان تواجه ماضيها الاستعماري قبل ان تقدم دروسا للاخرين بشأن كيفية مواجهة التاريخ وذلك في رد فعل غاضب يوم الجمعة على دعوة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لانقرة بالاعتراف بأن مذبحة الارمن في عام 1915 كانت ابادة.
ودعا ساركوزي خلال زيارته لارمينيا يوم الخميس تركيا التي تسعى للحصول على عضوية الاتحاد الاوروبي بأن تواجه ماضيها وهدد بأن فرنسا ستقر قانونا يعتبر انكار هذه المذبحة جريمة.
وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في مؤتمر صحفي "اولئك الذين لا يستطيعون مواجهة تاريخهم المتمثل في تطبيق النهج الاستعماري لقرون ومعاملة الاجانب كمواطنين درجة ثانية ليس لهم الحق في اعطاء دروس لتركيا أو مطالبة تركيا بمواجهة تاريخها."
وتقول أرمينيا التي يدعمها الكثير من المؤرخين والبرلمانات الاجنبية ان 1.5 مليون من الارمن قتلوا خلال الاضطرابات التي واكبت الحرب العالمية الاولى وانهيار الامبراطورية العثمانية. وتضيف ان الاحداث ترقى الى حد الابادة.
وتنفي تركيا أن يكون مقتل الارمن في عام 1915 ابادة. وتقول ان الارمن المسيحيين والاتراك المسلمين لاقوا حتفهم بأعداد كبيرة عندما انهارت الامبراطورية العثمانية.
وقال داود أوغلو ان تركيا وأرمينيا تعملان سويا بشأن سبل تطبيع العلاقات وان تصريحات ساركوزي سيكون لها تأثير سلبي على جهود المصالحة.
واتفقت أرمينيا وتركيا عام 2009 بتأييد الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا على اقامة علاقات دبلوماسية وفتح حدودهما المشتركة خلال شهرين من موافقة برلماني دولتيهما.
ومنذ ذلك الحين تبادلت أنقرة ويريفان الاتهامات بتغيير الاتفاق مما وضع عملية المصالحة في حالة من الشك.
والجانبان على طرفي نقيض بشأن ناجورنو قرة باغ وهي منطقة جبلية صغيرة يقطنها أرمن مسيحيون. وانفصلت المنطقة عن اذربيجان المسلمة واعلنت الاستقلال بعد حرب في التسعينات شهدت مقتل 30 ألف شخص.
ويطالب ساركوزي بمنح تركيا عضوية خاصة داخل الاتحاد الاوروبي بدلا من العضوية الكاملة. وينظر اليه الكثير من الاتراك على انه يمثل التجسيد الاوروبي للتحامل ضد دولة مسلمة