-->

سنة 2011 محطة لإنتصارات قضية الشعب الصحراوي


وكالة الغرب العربي للأنباء المستقلة
في نهاية سنة عرفت الكثير من الانتصارات للشعب الصحراوي و قضيته العادلة عاش الصحراويين فيها أيام تاريخية برهن الشعب و إنتفاضته السلمية في المناطق المحتلة عن رفضه للإستعمار المغربي و كل ما يقدمه من حلول يلتف من خلالها على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير , و لعلا أبرز تلك المحطات ملحمة أقديم إزيك التاريخية التي عصفت بالمقترح المغربي الجبان الحكم الذاتي إذ كيف يقدم حكما ذاتيا في أرض غير أرضه , و يقدمه للشعب الصحراوي و يعمد و بكل همجية و وحشية إلى إرتكاب جريمة إنسانية مفككا فيها ذلك المخيم في منطقة أقديم إزيك بالغرب من مدينة العيون العاصمة المحتلة , في صمت من الدول العربية و إعلامها المنحاز إلى الطرح المغربي التوسعي الغاشم , ملحمة كان لها الفضل في إنطلاق شرارة رياح التغيير و الربيع العربي .
سنة لم تكن كغيرها من السنين و إن كانت لا تقل عن ما سبقها من ماضي الظلم و الإستعمار , حيث شهدت المناطق المحتلة من الصحراء الغربية تحول كبير في مسار الإنتفاضة السلمية ذلك أنها لم تعد إنتفاضة أشخاص أو شباب و إنما أصبحت إنتفاضة شعب يخرج فيها و في كل المدن الصحراوية المحتلة الشباب و النساء و الشيوخ و الأطفال هكذا أراد الشعب أن تكون سنة 2011 سنة التحدي و كسر حاجز الخوف مع العدو المغربي الذي لا زال يعمل و بكل الطرق الخبيثة إلى إجهاد هذه الإنتفاضة السلمية المتواصلة حتى نيل الحرية و الإستقلال .
سنة مارس فيها المستعمر المغربي أبشع أساليب الظلم و الإتطهاد في حق الصحراويين العزل الذين ملئت بهم السجون و شردت عائلات بأكملها و قتل ظلما و عدواننا الكثير من الأبرياء المطالبين بحقهم في العيش الكريم و الحرية و الإستقلال , و نحن هنا في هذا المقام الحزين لا يسعنا إلا أن نرحم على أرواح الشهداء البررة و نسأل الله العظيم أن يتغمدهم في واسع جناته و نحن نقول : إنا لله و إنا إليه راجعون , وبقدر ما نرحم عليكم نندد بالجريمة العار مقتل الشهيد سعيد دمبر الذي لازال محروما من قبره الذي كتب له أن يدفن فيه تحت رصاص الإحتلال المغربي الغازي المحتل و نتضامن مع أسرة الشهيد في تحقيق مطالبها اللامشروطة لمعرفة تفاصيل الجريمة و تحمل المستعمر كامل المسؤلية في قتل الشهيد سعيد دمبر .
و غير بعيد عن المناطق المحتلة لازال الصحراويين بمخيمات تندوف صامدون رغم الطبيعة و تجاهل معاناتهم من طرف المنتظم الدولي و العالم العربي في وقت يوسع العالم العربي من مجال الحرية و الديمقراطية , وهو ما يعزز حق الشعب الصحراوي في نيل حريته و إستقلاله .
سنة حملت معاها الكثير من التحول داخل مخيمات العزة و الكرامة , بظهور أصوات منادية للحرب و العودة للكفاح المسلح الأمر الذي يجعل البوليساريو أمام أمر الواقع في مراجعة أساليب الكفاح المشروعة للشعب الصحراوي لتحقيق الإستقلال , غير أن حرص البوليساريو على تطبيق توصيات المنتظم الدولي في مصار التفاوض و السلم , يترك فجوة داخل الصف الواحد بين اصوات تريد العودة للكفاح المسلح و تشبث الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و واد الذهب بالخيار الأممي الذي لم يحقق أي تقدم منذ إبرام إتفاق وقف إطلاق النار سنة 1991 بين البوليساريو و الإستعمار المغربي الظالم , كما عرفت هذه السنة محاولة المحتل المغربي عن زعزعت الأمن و زرع الرعب و الاتهام بالأرهاب و دعمه من خلال عملية إختطاف المتضامنيين الأوروبين المساندين للقضية الصحراوية و هي عملية من ضمن عمليات فاشلة كانت ترمي إلى النيل من وحدة الشعب الصحراوي و التشويش على مؤتمره الثالث عشر .
سنة شهدت إنعقاد المؤتمر الثالث عشر للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و واد الذهب مؤتمر الشهيد المحفوظ أعلي بيبا رحمة الله عليهم جميعا , في جو من الانتصارات الدولية و الأقليمية تدعم الموقف الصحراوي في تقرير مصيره التام , مؤتمر تمنى الكثير من الصحراويين لو أنه أغر الرجوع إلى الكفاح المسلح لكن البوليساريو الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الصحراوي لا زالت متمسكة بمشروع السلام و هو دليل ساطع على نية البوليساريو في إيجاد حل عادل للقضية الصحراوية من خلال المنتظم الدولي و بحثها عن كل الخيارات السلمية مع تمسكها بخيار العودة إلى الكفاح المسلح في حالة نفوذ كل الخيارات السلمية و هروب المغرب من تطبيق الشرعية الدولية .
وقد نقول بما لا يضع مجال للشك أن سنة 2011 هي سنة إنتصارات الشعب الصحراوي الصامد المقاتل من أجل حقه في الحرية و العيش الكريم , فيما يعاني المغرب الإستعماري أصعب أيامه عبر تاريخه المظلم حيث يواجه الكثير من الضغوط الدولية و الأقليمية خاصة في مجال حقوق الأنسان الذي لا يعرف المغرب غير عكسه من ظلم و تسط يمارسه العرش الملكي حفاظا على عرشه الضعيف , و إنتهاك لحقوق الإنسان داخل المناطق المحتلة من الصحراء الغربية .
الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل .

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *