-->

سكان أشرف خائفون من المصير المجهول ..



العراق ـ الوكالات ـ ( وكالة المغرب العربي للأنباء المستقلة / تقرير إخباري ) يعيش ما يقرب من 3400 معارض إيراني حالياً بالعراق في ظل حالة من الخوف المستمر خشية أن يجبروا على الاستسلام لإيران أو يتعرضون لـ "الإبادة الجماعية"، على حد قولهم.
ويقطن هؤلاء في مخيم يبعد (60) كم شمال عن بغداد يطلق عليه معسكر اشرف وأغلبهم ينتمون إلى منظمة مجاهدي خلق (الشعب) التي أسست في 1965، بهدف الإطاحة بنظام شاه إيران، ومن ثم عارضت النظام بعد الثورة الإسلامية في 1979.
وتعد المنظمة الجناح المسلح للمجلس الوطني للمقاومة في إيران، ومقره فرنسا إلا أنها أعلنت تخليها عن العنف في حزيران عام 2001. وكان كثير من عناصرها قد لجأ إلى العراق في الثمانينيات خلال الحرب بين إيران والعراق 1980- 1988.
وتتصاعد مخاوف سكان مخيم أشرف، نتيجة لعدم وجود دولة ثالثة يلجأون إليها بعد أن تنتهي المدة المحددة من الحكومة العراقية لإنهاء وجودهم في العراق نهاية عام 2011.
وتنظر الحكومة العراقية إلى "خلق" باعتبارها "منظمة إرهابية وشاركت بقتل عراقيين"، وعليه أصدرت في وقت سابق قراراً بإنهاء وجود المنظمة في البلاد قبل نهاية العام الحالي 2011.
فيما أعلن رئيس الوزراء نوري المالكي في 12 تشرين الأول الماضي، أن العراق سيتخذ القرار الذي ينهي وجود منظمة مجاهدي خلق على أراضيه في حال لم يغادر جميع عناصرها البلاد في الموعد المحدد نهاية العام الحالي 2011.
وبحسب تقرير جديد لموقع نقاش الالكتروني، يقول الناطق باسم معسكر اشرف مهدي عقباي ان "سكان المخيم ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه وهم خائفون جدا من أن تقوم الحكومة العراقية بتسليمهم إلى إيران أو إبادتهم بعد انتهاء المدة التي حددتها".
وأضاف عقباي أن "الحكومة العراقية رفضت جميع المطالب الدولية بتمديد مدة بقائهم في العراق، ريثما يجرى التفاهم مع دول أخرى لإعادة توطينهم".
وكانت منظمة العفو الدولية ومفوضية شؤون اللاجئين والاتحاد الاوربي طالبوا في تشرين الثاني الماضي في بيانات لهم، الحكومة العراقية إرجاء موعد إغلاق معسكر أشرف بعد نهاية العام الحالي بغية إنهاء قضية توطينهم في دول أخرى.
ودعت المتحدثة باسم بعثة الأمم المتحدة في العراق راضية عاشوري، أواخر آب الماضي، الحكومة العراقية إلى الالتزام بالقانون الدولي في تعاملها مع معسكر أشرف، مبينة أن الأمم المتحدة لا تزال تدعو إلى حماية سكان المعسكر من عمليات الترحيل والطرد، لتعارضها مع مبدأ عدم الإعادة القسرية.
فيما اعتبرت الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي، مطلع تشرين الأول الماضي، المهلة التي حددها المالكي لإنهاء وجود سكان المعسكر تمهيداً لشن هجمات جديدة، مطالبة الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي والأمم المتحدة بدفع الحكومة العراقية لإنهاء تلك المهلة وتوفير الحماية لسكان المعسكر، فيما دعا مسؤولون أميركيون الرئيس باراك أوباما إلى رفع أسم منظمة مجاهدي خلق من قائمة الإرهاب.
لكن الحكومة العراقية مستمرة على موقفها. ويقول وكيل الناطق باسم الحكومة العراقية تحسين الشيخلي في تصريح لوسائل الاعلام ان "الحكومة العراقية لديها نقاشات مع الأمم المتحدة وممثل الاتحاد الأوربي في العراق بشأن إيجاد حل لسكان معسكر اشرف".
وأضاف الشيخلي ان "الحكومة العراقية مصرة على إغلاق معسكر اشرف نهاية العام الحالي وستتخذ جميع الاجراءات لتنفيذ هذا الأمر على أرض الواقع في حال رفض مجاهدي خلق مغادرة العراق".
وكانت السلطات الإيرانية قد طلبت من الحكومة العراقية مرارا إبعاد سكان معسكر اشرف الى خارج العراق، لكن الحكومة العراقية لم تستجب نتيجة للضغوط الدولية التي مورست عليها من الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأميركية.
وكان الاتحاد الاوروبي قد رفع منظمة مجاهدي خلق من قائمة المنظمات الارهابية في كانون الثاني 2009 لكن مازالت الولايات المتحدة تصفها منظمة ارهابية.
وبرغم ذلك تتعاطف الحكومة الاميركية مع سكان معسكر اشرف اذ طالب رئيس الولايات المتحدة في وقت سابق الحكومة العراقية بتمديد المدة التي حددتها لمغادرة سكان المعسكر البلاد وعدم اعتماد سياسة الاقصاء بحقهم.
و يرى المحلل السياسي باسم الشيخ ان قرار الحكومة العراقية القاضي باغلاق معسكر اشرف جاء للحفاظ على علاقات متينة وقوية مع إيران خصوصا بعد الانسحاب الاميركي الوشيك نهاية العام الحالي.
ويقول إن "الحكومة العراقية الآن أمام وضع صعب فتنفيذ القرار بالرغم من انه سيرضي إيران إلا انه سيغضب المجتمع الدولي"، مشيرا إلى أن "سكان المخيم سيكون أمامهم خياران نهاية العام الحالي اما الاستسلام لإيران أو البقاء في العراق".
من جهتها عبّرت مسؤولة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون عن دعم الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لحل مشكلة معسكر «أشرف» الواقع بمحافظة ديالى شمال شرق بغداد، مجددة دعوة كل الأطراف للتعاون من اجل التوصل لحل مرضٍ.
وقالت آشتون في بيان لمكتبها إنها التقت أمس مبعوث الأمم المتحدة الخاص للعراق مارتن كوبلر، وعبّرت له «عن الدعم الكامل للجهود التي تبذلها كل من بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة (يونام)، ومفوضية شؤون اللاجئين، وان تكون سلامة سكان المخيم «محط اهتمامنا الرئيسي».
كما أدان المشاركون في المؤتمر الأول للجنة الإعلامية للدفاع عن اشرف في القاهرة بعنوان «ملالي ايران والمقاومة الشعبية وجها لوجه» بحضور نشطاء سياسيين وحقوقيين مصريين، الجرائم المرتكبة من قبل القوات العراقية ضد مخيم أشرف مقر اعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة بمحافظة ديالى العراقية في 28 و29 من تموز 2009 و8 نيسان 2011 والهجمات الأخرى ضد اللاجئين العزّل في أشرف والتي خلّفت وراءها 47 قتيلا وأكثر من 1000 جريح.
كما ادان الحضور مخططات نقل سكان أشرف داخل العراق، مطالبين بنبذ أي نقل قسري لسكان المخيم داخل العراق وإلغاء المهلة الممنوحة لاجلاء سكان المخيم بنهاية العام الحالي حتى انتهاء أعمال المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الامم المتحدة لنقل كل سكان المخيم إلى دول اخرى.
وقد حذر المشاركون من وقوع كارثة إنسانية أخرى في أشرف بسبب إصرار الحكومة العراقية وبفعل ضغوط السلطات الايرانية على المهلة لإغلاق أشرف بنهاية 2011 وفي نفس الوقت عرقلة عمل المفوضية العليا للأمم المتحدة في شؤون اللاجئين بذرائع مختلفة. وأكدوا أنه لا شك أن نقل سكان أشرف هو جزء من سياسة مملاة من قبل إيران.. بينما الحكومة العراقية تدعي أنّ سكان أشرف سيتمتعون بالأمن والحماية في المواقع الجديدة داخل العراق والتي تريد نقلهم إليها تحت إشراف الأمم المتّحدة ولكنها في الوقت نفسه تتآمر وبتوجيهات من قوة «القدس» لذبحهم.
وفي ختام المؤتمر أبدى المشاركون عن دعمهم للمساعي الدولية ومساعي الشخصيات الشريفة الحرة في مختلف دول العالم، كما أيّدوا مساعي مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية في الدفاع عن حقوق سكان (أشرف) .
على صعيد متصل، اعلن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية امس ان السلطات الايرانية كلفت وبشكل مستعجل المجلس الأعلى الإسلامي في العراق بقيادة عمار الحكيم حشد عدد من المرتزقة يوم امس في الجناحين الجنوبي والشرقي لمعسكر اشرف. ويأتي هذا التحرك رداً من قبل السلطات الايرانية على الإجماع الدولي الواسع لرفض المهلة غير الشرعية بنهاية 31 كانون الأول 2011 لإغلاق أشرف ولا سيما اجتماع مجلس الأمن الدولي الثلاثاء الماضي ودعوة الأمم المتحدة لتأجيل المهلة وجلسة استماع الكونغرس الاميركي يوم 7 كانون الأول حول أشرف.
أخر التطورات : أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية تصدر بياناً
اصدرت أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بيانا وصل المدينة نيوز نسخة منه وتالياً نصه :
اعتداء عملاء النظام الإيراني على أشرف والخطة المشتركة لسفارة النظام الإيراني ورئاسة الوزراء العراقية
مواجهة الإجماع الدولي على رفض المهلة الغير قانونية لغلق مخيم أشرف وتمهيد الطريق للهجمات اللاحقة على المخيم
إثر حصول الإجماع الدولي الواسع على رفض المهلة القمعية الغير قانونية لغلق مخيم أشرف بنهاية عام 2011 والنقل القسري لسكانه كان النظام الإيراني قد كلف العصابة العميلة المسماة بالمجلس الأعلى الإسلامي العراقي بحشد عدد من مرتزقته اليوم الجمعة 9 كانون الأول ( ديسمبر) 2011 لإقامة تجمع بجوار أشرف دعمًا للمهلة المذكورة.
وإذ كان أهالي محافظة ديالى يرفضون المشاركة في التجمعات السابقة ضد أشرف فهذه المرة أوكل الحرسي دانايي فر سفير النظام الإيراني في العراق هذه المهمة إلى عمار الحكيم زعيم هذه العصابة. إن هذه الزمرة التي أسست من قبل شخص خميني في عام 1982 وإبان الحرب الإيرانية العراقية كانت دومًا طيلة العقود الثلاثة الماضية جزءًا من فيلق حرس النظام الإيراني وقوة «القدس» الإرهابية.
إن العملاء الذين احتشدوا في الساعة الحادية عشرة صباحًا في الجناح الجنوبي لمخيم أشرف كسروا نوافذ بعض من السيارات وألحقوا أضرارًا بأشياء وأدوات أخرى (الصور مرفقة طيًا).
إن تجمع العملاء العدواني أقيم بدعم تام من رئاسة الوزراء العراقية والقوات العراقية، وكانت وحدة الهندسة التابعة للفرقة الخامسة للجيش العراقي قد أعدت وجهزّت الموقع منذ أيام لهذا التجمع. وحضر الموقع خلال تجمع اليوم قائد عمليات ديالى وقائد الفرقة الخامسة وشرطة ديالى وعدد من وحدات الفرقة المذكورة وقوات الرد السريع التابعة للشرطة وكانوا يساعدون ويساندون العملاء بكل نشاط وفعالية. وكانت وحدات الجيش والشرطة قد انتشرت واصطفت باتجاه مخيم أشرف وألصقت سيارات رش الماء بضغط قوي بسياج المخيم.
وكان العملاء يطلقون هتافات كانوا يطالبون فيها بطرد سكان المخيم واعتقال قادة مجاهدي خلق والاقتصاص منهم. وقالت قناة «العالم» التابعة للنظام الإيراني والناطقة باللغة العربية والتي كانت تقوم بتغطية التجمع ميدانيًا ومباشرة على الهواء: «إن المواطنين العراقيين يوجهون بتجمعهم هذا رسالة واضحة إلى الحكومة بأن هذه الجماعة لا مكان لها في العراق بنهاية هذا العام وهذا المطلب ينسجم مع قرار الحكومة بطرد المنظمة».
إضافة إلى أفراد المجلس الأعلى كان عناصر قوة «قدس» الإرهابية التابعة لفيلق حرس النظام الإيراني بمن فيهم جبار المعموري ونافع العيسى أيضًا متمركزين في الجناح الجنوبي لمخيم أشرف هاتفين بشعار «الموت للمنافق» مطالبين باعتقال سكان المخيم والاقتصاص منهم.
وكانت سفارة النظام الإيراني في بغداد قد صرفت أموالاً طائلة لهذا التجمع وكانت تدفع لكل مشارك فيه 15 ألف دينار وأكثر من هذا المبلغ للعملاء الذين نقلوا إلى الموقع تحت غطاء صحفيين. وكان قاسم الطويل شقيق علي الطويل مسؤول المجلس الأعلى في ديالى يوزع الأموال التي تلقاها من السفارة.
إن تحركات النظام الإيراني والحكومة الصنيعة له في العراق في الأيام الأخيرة تأتي تمهيدًا سافرًا للهجوم على مخيم أشرف وخلق حمام دم آخر في المخيم. فعلى ذلك تلفت المقاومة الإيرانية انتباه الإدارة الأمريكية والأمم المتحدة إلى مسؤولياتهما حيال ذلك وتطالب بنشر قوات الأمم المتحدة ووضع المراقبين الدائمين التابعين لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) في مخيم أشرف.

أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
9 كانون الأول ( ديسمبر) 2011

Contact Form

Name

Email *

Message *