دمشق ترسل ردها إلى الجامعة العربية بشأن المراقبين،ومصادر الجامعة تتوقع التوقيع عليه اليوم

دمشق (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) كشفت صحيفة "السفير" اللبنانية نقلا عن مسؤول سوري أن دمشق أرسلت ردها إلى الجامعة العربية مساء يوم الأحد بشأن بروتوكول المراقبين، وأن نتيجة هذا الأمر ستكون مرتبطة بالنوايا العربية، فيما ذكرت مصادر في الجامعة العربية أنها تتوقع التوقيع يوم الاثنين في القاهرة على البروتوكول، بعدما استجابت لعدد من المطالب السورية بينها التنسيق المسبق حول مهمة المراقبين.

وقال المسؤول السوري للصحيفة في عددها الصادر اليوم الاثنين إنه "تم إرسال الرد إلى الجامعة العربية بشأن التوقيع على البروتوكول، مساء الاحد"، رافضا الخوض في تفاصيل الرد، مبينا في الوقت نفسه أن "نتيجة هذا الأمر ستكون مرتبطة بالنوايا العربية".

وكانت اللجنة الوزارية العربية المعنية بسورية أمهلت يوم السبت, عقب اجتماع لها بالدوحة, دمشق حتى يوم الأحد للتوقيع على برتوكول إرسال مراقبين، فيما قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في وقت سابق إن دمشق طلبت "مهلة يومين أو ثلاثة" للرد على طلب التوقيع على البرتوكول العربي لحل الأزمة.

بدورها، قالت مصادر في الجامعة العربية إنها "تتوقع التوقيع يوم الاثنين في القاهرة، بعدما استجابت لعدد من المطالب السورية بينها التنسيق المسبق حول مهمة المراقبين وإبلاغ دمشق بتشكيل فريق المراقبة وخلفيته وخبرته، والتخلي عن طلب زيارة مخيمات اللاجئين".

وكان وزراء الخارجية العرب أقروا منتصف الشهر الماضي، مشروع بروتوكول خاص بإرسال مراقبين إلى سوريا، تكون مهمتهم التحقق من تنفيذ بنود الخطة العربية لحل الأزمة السورية وتوفير الحماية للمدنيين السوريين.

وطلبت دمشق تعديلات على مشروع البروتوكول، مشترطة أن يكون المراقبون من جنسيات عربية فقط، وألا تتعدى مهمتهم سيادة الدولة السورية، إلا أن الجامعة رفضت تلك التعديلات التي طلبتها سورية.

من جهته، أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي، إلى "وجود تبادل للرسائل بين سوريا والجامعة العربية للتوصل إلى رؤية معينة للبروتوكول يمكن أن تسهل عمل المراقبين في سوريا، وتحافظ في الوقت ذاته على مصالح سوريا وسيادتها"، مضيفا أن "دمشق تدرس هذه الاتصالات والرسائل".

وحول ما إذا تم اتخاذ قرار، قال مقدسي إنه "إذا كان هناك نوايا حسنة، فإن الطريق سيكون مفتوحاً أمام توقيع الاتفاق"، مشيراً إلى أنه "سيعقد لقاءً صحافياً لشرح الموقف السوري من البروتوكول والتطورات الأخيرة المتعلقة بهذا الأمر".

وكانت اللجنة الوزارية العربية اجتمعت في الدوحة يوم السبت، وأوضحت الترتيبات الخاصة بتطبيق العقوبات التي فرضت على سوريا، وحددت لائحة تضم 19 شخصية سورية باتت ممنوعة من السفر إلى الدول العربية، كما جمدت أموالها وأصولها.

وأعلن وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي، في وقت سابق أن هناك عملا جماعيا على مستوى الجامعة العربية بغرض منح سوريا فرصة لاسترجاع مصداقيتها من خلال مشاركتها الفعّالة والإيجابية في حل أزمتها.

ووجه وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، مؤخرا، رسالة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزراء الخارجية العرب تتعلق بالنقاط المهمة التي بقيت دون إجابة من قبل الجامعة العربية حول مشروع البروتوكول المرسل إلى سورية، إلا أن العربي قال إن بروتوكول المراقبين، واضح المعالم، وسورية وضعت استفسارات تقول ما معنى هذا وما معنى ذاك، وكلها أمور لا قيمة لها في نظري.

وكانت مصادر في الجامعة العربية كشفت أن العربي أرسل رسالة في وقت سابق إلى وزير الخارجية وليد المعلم أوضح فيها نقاطاً مرتبطة بورقة البروتوكول.

وأكد العربي في رسالته، رغبة الجامعة في التنسيق مع سوريا في عمل بعثة المراقبين، كما تخلى العربي عن مطالبته بزيارة مخيمات اللاجئين من الأراضي السورية، كما وافق العربي على إمداد السلطات السورية بتقارير البعثة بشكل دائم، وإعلام الجانب السوري بالشخصيات التي ستتشكل منها اللجنة وخلفياتها وخبرتها.

وسبق أن قرر وزراء الخارجية العرب، الاسبوع الماضي، فرض عقوبات على سورية شملت وقف التعامل مع المصرف المركزي السوري, ووقف المشاريع التجارية مع سورية, بالإضافة إلى تجميد أرصدة مسؤولين سوريين، في جلسة لم يحضرها ممثلون عن الحكومة السورية، وذلك على خلفية انتهاء المهلة التي حددها الوزراء للسلطات السورية لتوقيع بروتوكول "بعثة المراقبين"، فيما وصفت وكالة" "سانا" الإجراء بأنه "غير مسبوق".

وتشهد عدة مدن سورية منذ 8 أشهر تظاهرات ترافقت بسقوط مئات الشهداء من المدنيين والجيش وقوى الأمن، حيث تقدر الأمم المتحدة عدد ضحايا الاحتجاجات في سورية بنحو 4000، شخصا، فيما تقول مصادر رسمية سورية أن عدد ضحايا الجيش والأمن تجاوز 1100 شخص، وتحمل "الجماعات المسلحة" مسؤولية ذلك.

سيريانيوز