تأجيل إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية في مصر .
القاهرة( وكالة المغرب العربي للأنباء المستقلة ) قررت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية تأجيل اعلان النتائج التي كان مقرراً موعدها الخميس.
من جانبهم دعا أنصار الرئيس المصري السابق حسني مبارك، امس، الى الترفُّق به، وترك الحُكم عليه لعدالة السماء.
وقال أنصار مبارك، في بيان وزعوه على المارة أمام مستشفى المعادي العسكري حيث يخضع للعلاج، اتركوا الحكم على مبارك لعدالة السماء .. وارحموا عزيز قوم ذل.. مُسن ضعيف لا حول له ولا قوة والرحمة فوق العدل
وكان خبير عسكري رفيع المستوى نفى، نبأ وفاة مبارك، لافتاً الى أن حالته الصحية ما تزال خطرة. لكن مصادر اكدت عودته الى الوعي.
وقال الخبير العسكري اللواء سامح سيف اليزل، في مداخلة هاتفية الى التلفزيون المصري ، ان مبارك بدأ يستجيب للعلاج و انخفضت درجة خطورة حالته الصحية من خطيرة جداً الى خطيرة فقط . وقد تجمَّع عشرات من أنصار مبارك أمام مستشفى المعادي العسكري للاطمئنان عليه بعد نقله اليه على خلفية تردي حالته الصحية مساء الثلاثاء.
وقال شهود، في وقت سابق عبر الهاتف، ان أنصار مبارك ومعارضون له تبادلوا ملاسنات وشتائم لدقائق قبل أن تتدخل عناصر الأمن المُكلفة حراسة المستشفى من الفصل بين الجانبين، وقبل أن يخرج ضابط طبيب من المستشفى ليطمئن أنصار الرئيس السابق أن مبارك لم يمت ويقنعهم بالمغادرة.
وكانت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية نقلت عن مصادر طبية وصفتها ب المسؤولة قولها، ان مبارك توفي عيادياً بعد أن توقف قلبه لعدم استجابته لجهاز الصدمات الكهربائية الذي أُخضع له أكثر من مرة . ويقضي حسني مبارك 84 عاماً عقوبة السجن المؤبَّد بعد أن قضت محكمة جنايات القاهرة في 2 حزيران الجاري بادانته في قضية قتل متظاهري الثورة المصرية.
من جانبها اعلنت حركة قضاة من اجل مصر والتى تضم مجموعة من القضاة المستقلين فى مؤتمر صحفي بنقابة الصحفيين امس ان انتخابات المرحلة الثانية من الرئاسة اسفرت عن حصول المرشح محمد مرسي على 13.238.335 مليون صوت بينما حصل المرشح احمد شفيق على 12.351.310 مليون صوت وبالتالي فإن محمد مرسي يصبح فائزاً بتلك الانتخابات الا ان الارقام هذه يمكن ان تتغير بالطعون المقدمة من الطرفين ولكنها لن تؤثر فى النتيجة النهائية. من ناحية اخرى ألمحت مصادر باللجنة العليا للانتخابات الى احتمال تأجيل اعلان النتيجة النهائية الى وقت لاحق من الاسبوع القادم نظرا لتقدم مرسي وشفيق لاكثر من 400 طعن ومن ناحية اخرى أعرب مركز كارتر ـ الذي راقب الانتخابات الرئاسية المصرية ـ عن قلقه العميق ازاء السياق الدستوري والسياسي، الذي يشكك في جدوى ومعنى الانتخابات الرئاسية في مصر. وقال الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر انني أشعر بالقلق الشديد من التحول غير الديمقراطي الذي يبدو أن المرحلة الانتقالية في مصر قد اتخذته. فقد أسفر حل البرلمان المنتخب بطريقة ديمقراطية، عن حالة من عدم اليقين في العملية الدستورية قبل الانتخابات ، وأضاف ان الاعلان الدستوري الجديد الذي أصدره المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والذي أقحم نفسه، من خلاله في عملية كتابة الدستور يخالف التزامه السابق بنقل كامل السلطة الى حكومة مدنية منتخبة. فالدستور هو أساس دائم للأمة وينبغي أن يكون شاملا للجميع ويتمتع بالشرعية. والحكومة العسكرية غير المنتخبة ليس لها دور في وضع دستور جديد .
وقال المركز في بيان تمهيدي أصدره بشأن الجولة الثانية لانتخابات الرئاسية في مصر أنه لاحظ أن الشعب المصري قد أظهر، مرة أخرى، مدى التزامه العميق بالعملية الانتخابية. وبالرغم من ذلك، فان التحول الديمقراطي الحقيقي لا يتطلب انتخابات فقط، بل انتقال كامل للسلطة الى المؤسسات المدنية المنتخبة، ووضع دستور من خلال جمعية تأسيسية شاملة وشرعية. وقال ان حل البرلمان ومنح السلطات العسكرية سلطات معينة مثل الاعتقال والحبس، والاعلان الدستوري المكمل، وغيرها من المسائل، فانه ليس من الواضح ما اذا سيكون هناك تحول ديمقراطي حقيقي في مصر. وقال المركز ان القرارات التي اتخذت في الأيام التي سبقت وتلت مباشرة الجولة الثانية لهذه الانتخابات انما تثير قلقا حقيقيا فيما يتعلق بمسار المرحلة الانتقالية.
فالتوقعات الخاصة بقرارات المحكمة الدستورية العليا بشأن قانون العزل السياسي ودستورية البرلمان المنتخب بطريقة ديمقراطية جعلت الناخبين المصريين على غير يقين مما اذا كان المرشحان أحمد شفيق ومحمد مرسي سيتنافسان في جولة الاعادة على الإطلاق. وبعد ذلك، ألقى اعلان المحكمة الدستورية، الذي تم اصداره قبل بدء انتخابات الاعادة بيومين، بحل مجلس الشعب مزيدا من الشكوك حول دور وقيمة هذه الانتخابات الرئاسية في العملية اانتقالية الجارية.