شبح عودة حرب الصحراء يقض مضاجع المغاربة
الصحراء الغربية ـ المحفوظ الولي السبيدي (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) كثرت في الفترة الأخيرة تعليقات واستقراءات ومعالجات بعض الصحف والمنابر المغربية المحسوبة على المخابرات المغربية ,لموضوع عودة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب للعمل المسلح من اجل تقرير مصير الشعب الصحراوي واستقلاله.
ويلاحظ المتتبع لهذا الموضوع تخوف مغربيا كبير من الدخول في مواجهات مسلحة ,حيث تسيطر على المخيلة المغربية مخلفات المواجهات العسكرية السابقة مع جبهة البوليساريو ,والتي منيت فيها المملكة المغربية بخسائر فادحة في الأرواح والمعدات رغم التفوق المغربي على مستوي العتاد الحربي والتعداد البشري والدعم الفرنسي والأمريكي الغير محدود,إلا أن غنم الجيش الصحراوي لما نسبته 70بالمئة من الآليات العسكرية المغربية وإسقاط طائرات ,واسر آلاف الضباط والطيارين والجنود المغاربة كان له الأثر الكبير على نفسية عموم المغاربة والذين لا يحبذ اغلبهم الدخول في المواجهة على حساب اغتناء الملك وحاشيته وحلفائه الفرنسيين ,بحسب استطلاعات رأي أجريت في الفترة الأخيرة
ولتطمئن السلطات المغربية مواطنيها نشرت جريدة هسبريس المحسوبة على المخابرات عدة قصاصات لا تخلو من إبراز التخوف مع محاولات الطمأنة علي ألسنة دكاترة وأستاذة من بينهم اسعيدي، الأستاذ بجامعة أوتاوا الكندية، الذي استبعد اندلاع الحرب من جديد متذرعا بالتحولات البشرية المهمة بين الجيل الصحراوي الأول الذي كان مكونا من الذين غادروا الصحراء الغربية تجاه الجزائر، و خاضوا الكفاح المسلح ضد المغرب، والجيل الحالي المكون أساسا من أبناء الأسر الصحراوية المقيمة بالمخيمات والأرضي المحررة لمدة تزيد عن 35 سنة.
وهنا يكون ردنا على الأستاذ اسعيدي بان ما تقدم به غير صحيح وغير مؤسس ,بل على العكس تماما فالجيل الصحراوي الحالي أكثر تحمسا للحرب وأكثر اطلاع على التكتيكات العسكرية ,نظر لتخرج الأغلبية الساحقة من عناصرة من مدارس وأكاديميات عسكرية,وحيازته على خبرات قتالية عالية بشهادات دولية ,واستغلاله لفترة اللاحرب واللاسلم لصقل الخبرات وتلقي المعلومات والمشاركة في التدريبات والمناورات والاستعراضات العسكرية ,واستخلاصه للعبر من المواجهات السابقة ,واطلاعه على تجارب الشعوب على عكس الجيل السابق الذي وجد نفسه مرغما على دخول الحرب بسبب الغزو المغربي دون أن يجد المتسع من الوقت للتدريب والتأهيل .
وجيل اليوم أكثر تعلقا بالسلاح لإيمانه بان ما أخد بالقوة لا يسترجع الا بها ,ويقينه بان لا مستقبل للصحراويين الا تحت راية الاستقلال الوطني ,ويعتبر الجيل الثاني أكثر إلحاحا وطلبا لعودة المواجهات العسكرية ,وانتقادا للعملية السلمية التي يعتبرها هدرا ومضيعة للوقت .
ويري بعض الخبراء أن اندلاع المواجهات العسكرية في هذه الفترة ,سيتدعم بشباب المدن الصحراوية المحتلة ومدن جنوب المغرب الناقم على الاحتلال والمستعد للتضحية ,والذي طال ما أبان عن رغبته في عودة الحرب ,وفي هذه الحالة فان النصر سيكون حليف الصحراويين بكل تأكيد خاصة إذا تم إدخال السلاح للمدن وإطلاق حرب المدن بالتزامن مع زحف عسكري شامل باتجاه جدار الذل والعار المغربي .
الرباط غير جاهزة
عموما القاصي والداني على يقين بان المحتل المغربي متخوف من أي حرب قادمة بسبب فشله في حروبه السابقة ,وعدم تسويته لملف اسرى الحرب المغاربة الذين وجدوا أنفسهم بين مطرقة تنكر الرباط لحقوقهم وسندان الفقر والعوز والمرض ,إضافة إلى تنامي الحركة الاحتجاجية المغربية المطالب بالإصلاحات ,وزيادة وعي الشارع المغربي بان حرب الصحراء ونزاعها في صالح القصر والملك وليس في صالح الشعب المغربي المضطهد.
ما سبق يضاف إليه تفشي الفساد داخل المؤسسة العسكرية المغربية ,وتحول الضباط المغاربة إلى تجار ومهربي المخذارات والبشر ,حيث انخرط في التجارة السرية 65من القيادات العسكرية المغربية منذ 1996,وتحول القوات المغربية إلى كتائب تامين طريق المهربين وحمايتهم ,كما أن اغلب الثكنات الحدودية المغربية تعرف تقلص التعداد البشري بعد سحب الرباط لفيالق عسكرية لقمع انتفاضة الاستقلال الصحراوية ,ثم سحب فيالق اخرى لقمع حركة 20فبراير المغربية ,وبعد ذلك مركزة قوات كبيرة جدا بضواحي القصر الملكي ومدينة الرباط تحسبا لثورة شعبية ,وبذلك تكون القوات المغربية قد عرفت تشتت وتمزقا يسهم في خسارة اى حرب محتملة .
والمعروف اليوم أن البوليساريو زادت من درجة استعدادها لأي حرب محتملة وتملك إمكانات أفضل مما كانت عليه أثناء الاجتياح المغربي,كما أنها تحوز مئات الوحدات العسكرية الخاصة المتخرجة حديثا ,والمتمكنة من جغرافية المنطقة وتضاريسها ,إلى جانب تقوية إرادة الصمود والتحرر.