-->

اتحاد المحامين العرب يناشد القيادات العربية لمواجهة مخططات الصهيونية والأمبريالية العالمية


وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة ـ ناشد اتحاد المحامين العرب القيادات الواعية في الأمة العربية، وخصوصاً في فلسطين، إتخاذ موقف جدي موحّد لمواجهة الهجمة الشرسة التي تشنّها قوى الصهيونية والأمبريالية العالمية على أرض فلسطين ومؤسساتها وتاريخها، وللحفاظ على عروبة القدس وفلسطين وفيما يلي نص البيان الذي توصلت وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة بنسخة منه: فخامة الرئيس الأستاذ محمود عباس المحترم،
دولة الرئيس الأستاذ إسماعيل هنيه المحترم،
دولة الرئيس الأستاذ سلام فياض المحترم،
جانب منظمة التحرير الفلسطينية الموقرة
جانب حركة فتح الموقرة
جانب حركة حماس الموقرة
جانب الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الموقرة
جانب الجبهة الشعبية الديمقراطية الموقرة
جانب حركة الجهاد الإسلامي الموقرة
جانب جميع الفصائل الفلسطينية الموقرة
 ـ نــــــداء ـ
 تحية الحق والعروبة..
 بإسم الأمانة العامة لإتحاد المحامين العرب، نناشد القيادات الواعية في الأمة العربية، وخصوصاً في فلسطين، إتخاذ موقف جدي موحّد لمواجهة الهجمة الشرسة التي تشنّها قوى الصهيونية والأمبريالية العالمية على أرضنا ومؤسساتنا وتاريخنا ومستقبلنا، وللحفاظ على عروبة القدس وفلسطين، وانقاذ هذه الأرض المقدسة، إسلامياً ومسيحياً، مما يُخطط لها، منذ اغتصابها عنوة، من مؤامرات أمبريالية عنصرية إستيطانية، وممّا تتعرّض له من إعتداءات وإنتهاكات تهدف إلى إبتلاع هذا الجزء من الأمة العربية وفصله كليَّاً عن أسرته العربيّة، والتلاعب بتراثه ومقدّساته المسيحية والإسلامية.
 إنّ وضع القدس لا ينفصل عن وضع فلسطين، ومصير القدس مرتبط بمصير فلسطين العربية. وتحرير القدس والمقدسات لا يمكن أن يتمّ قبل تحرير فلسطين كلها. ولا قيمة للقدس خارج فلسطين. والعكس كذلك صحيح، فمصير الأمم يرتبط عادة بمصير عواصمها التي تضمّ روائعها وأمجادها ومواطن تراثها الفكري والروحي. وكم من أمّة إستسلمت أو إنهارت بعد سقوط عواصمها.
 واستعادة فلسطين، بما فيها القدس طبعاً، لا تكون بالبيانات الرنّانة، أو العواطف الجيّاشة أو الصفقات والمفاوضات المشبوهة، العلنية أو الضمنية، مع العدو الصهيوني، ولا تكون كذلك بالاعتماد على القرارات الدولية المتراكمة أو المكدّسة. فلم يحدث يوماً أن تمكّن قرار دولي، من فرض حلّ عادل أو إعادة حقّ سليب. وقد علّمنا التاريخ أنّ النضال القومي، المحصّن بإرادة شعبية تتحدّى القدر، أصدق أنباء من كلّ قرار دولي، ولو صدر بالتواطؤ أو الإجماع. فالحقوق في القضايا القومية والمصيرية لا تُستعاد إلاّ بالنضال المستمرّ الذي لا يكلّ ولا يلين. والعدالة لا تخرج من زنزانات السجون وجلسات المماحكات والمفاوضات الدولية العقيمة إلاّ على رؤوس الحراب، والسلام العادل والصامد حقاً لا تبنيه وتحافظ عليه إلاّ إرادات وطنية تتحدّى الردى.
 ونحن العرب ننتمي إلى أمّة من أفضل الأمم التي أخرجت للناس وأهدت البشرية ديانات سماوية، تأمر بالعدل والقسطاس، وتنهى عن المنكر، وتحضّ على أعمال الخير، ولا تفرِّق بين إنسان وإنسان إلاّ بالتقوى.
 ولكن هذه الأمّة موزّعة اليوم، ويا للأسف الشديد، على دول متنافرة وغير متضامنة، لا تستحق أنظمة بعضها الإنتساب إلى ثوابتها. والخلافات أو الخصومات المستمرّة بين أنظمة هذه الدول لا تهدأ ولا تسمح بالتفكير في توحيد القوى والرؤى لإستعادة الأمجاد وإحتلال المركز اللائق على الساحة الدولية. والأمة المفككة أو المتخاذلة لا وزن لها ولا قيمة في عصر التكتلات العملاقة والأطماع الدولية. بل إنّ وضعها المتردِّي وعجزها المخزي عن ردّ الإهانات والتمرّد على التحديات والتهرّب من الواجبات القومية هي التي تُغري الأعداء، صغاراً وكباراً، بالنيل منها، والإستخفاف بها، ونهب ثرواتها والسيطرة على قدراتها، والقضاء على عزتها وعنفوانها. وقديماً قال الشاعر العربي من يَهُن يسهل الهوان عليه، ما لجرح بميِّت إيلامُ. ولا تستطيع، إذا تعرّضت لإهانة أو إستفزاز أو تحدٍّ أو إعتداء، إلاّ الرضوخ والرضى بالذلّ الذي كُتب لها أو عليها.
 إنّ إتحاد المحامين العرب يرى أنّ تخاذل العرب الذي جاء نتيجة إنحسار المدّ القومي العربي، وغياب الزعامات التاريخيه، وكون ردود الفعل العربية على الاهانات والاعتداءات الإسرائيلية التي لا تتجاوز سقف الإحتجاج اللفظي الصادر عن مسؤولين عرب لا يتورعون عن تقديم التنازلات وراء التنازلات للعدو الصهيوني، متلهّفين لتحقيق سلامٍ مراوغٍ ومخاتل وغير عادل معه... إن كلّ ذلك يجرح مشاعر الجيل العربي الراهن، جيل الانتفاضات التي إندلعت في معظم أرجاء الوطن العربي منذ بداية العام الماضي، أي جيل "الميادين المليونية"، الذي ترنّم، وهو على مقاعد الدراسة، بأشعار العزّة وأهازيج الكرامة: بلاد العرب أوطاني، ونحن الشباب لنا الغد، وشعارنا على الزمن عاش الوطن، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، وما نيل المطالب بالتمنِّي وإنما تؤخذ الدنيا غلاباً، وبيَّض صنائعنا سود وقائعنا.
 إن اتحاد المحامين العرب يؤكد أنّ الجيل العربي الجديد المنتفض لن يرضى، رغم الصعاب والقيود، بالتخاذل العربي القائم، الذي جعل مسؤولاً إسرائيلياً، هو إيهود باراك الذي كان رئيساً لوزراء العدو، في شهر آب/ أغسطس من العام 2000، يشبّه الفلسطينيين بالتماسيح، "كلّما أطعمتها إزدادت جوعاً"، وجعل كبير الحاخاميين (عوفوزيا يوسف) ينعت الفلسطينيين بالثعابين والصراصير، وجعل رئيس الأركان السابق (رافايل إيتان) يصف الفلسطينيين بالوحوش الضاريّة، وجعل رئيس وزراء سابق (مناحيم بيغن) يطالب الدول الغربية المانحة بأن تشترط على الفلسطينيين تحديد نسلهم مقابل حصولهم على المعونات.
 إنّ إتحاد المحامين العرب يؤكد أيضاً أنّ الأجيال العربية التي تعاقبت منذ النكبة الفلسطينية الأولى كانت تؤمن بأنّ المقاومة الفلسطينية، المدعومة عربياً، هي وحدها القادرة على مصارعة العدو الاسرائيلي. وعلى هذا الأساس نشأت جبهة المقاومة تحت راية (منظمة التحرير الفلسطينية) التي خاضت، بمختلف فصائلها، معارك بطولية ضد هذا العدوّ.
 ولكن الوضع أو الموقف طرأت عليه تغيرات جذريّة منذ سنوات، أهمّها التخلي عن فكرة تحرير فلسطين من البحر الى النهر، والإنغماس في مفاوضات شكلية لا نهاية لها، ولا تتناول بحث القضايا المصيرية المهمة، وزيادة مساحة أراضي الإستعمار الإستيطاني في الضفة الغربية، وإشتداد القصف العشوائي على قطاع غزّة، وعجز الفصائل الفلسطينية عن التفاهم والتضامن وإتخاذ موقف موحّد وواضح من مصير القضية الفلسطينية التي يعتبرها الجميع، دون إستثناء، قضية العرب الأولى، ويؤكد (ولو في التصريحات والبيانات) أنّ المستقبل العربي مرتبط بهذه القضية.
 وإنّ إتحاد المحامين العرب يؤكد أيضاً وأيضاً في يوم القدس، ويوم الأرض، وفي كل الأيام التي ترتبط بالأحداث المهمة التي رافقت أو اقترنت بتاريخ القضية الفلسطينية، يناشد، بصراحة كل القوى والفصائل والشخصيات الفلسطينية التي أوحي إشتداد الخلافات بينها بأنها إبتعدت عن جوهر الخطر الصهيوني، وإنغمست في معارك جانبية تُضعف قدرتها على المقاومة والكفاح، ولا تخدم في النهاية إلاّ مصلحة عدوها وعدونا المتربّص بنا شراً مستطيراً...
 من أجل ذلك كله إنّنا نناشد المسؤولين الفلسطينيين، قبل أية فئة عربية أخرى، العودة الى الرشد والصواب، وإجراء مصالحة وطنية، صادقة وعاجلة، ولو كانت لغير منفعة البعض منهم، من أجل المصلحة العليا، الفلسطينية والعربية، فالقوة هي دائماً بالاتحاد والتماسك والتضحية بالمصالح الشخصية الزائلة، والوقوف صفاً واحداً موحداً ضد عدوّ  نازي فاشي لا يرحم.
والتاريخ المعاصر حافل بالأمثلة والعبر الجليلة في هذا الصدد. فلولا توحيد القوى في الجزائر لما إنتصرت جبهة التحرير الجزائرية على الاستعمار الفرنسي الذي ربض فوق صدرها مدة 130 عاماً أو يزيد. ولولا تضامن حركات المقاومة في كل من يوغوسلافيا وفرنسا، خلال الحرب العالمية الثانية، لما إستطاعت الدولة التي لا تُقارن قوتها بقوة جارتها الولايات المتحدة من مقاومة الاعتداءات والهجمات والمؤامرات الأميركية منذ نصف قرن حتى الآن. ولولا الموقف الوطني الحازم في فيتنام لما إستطاع شعبها الإنتصار على ثلاث دول كبرى معتدية (الولايات المتحدة واليابان وفرنسا) وإفشال مخططات التقسيم (شمالية وجنوبية) ومؤامرات الأعوان والحلفاء في الداخل والخارج. ولولا صمود الشعب المصري ومعه بقية الجماهير العربية، في عهد القائد الراحل جمال عبد الناصر، في وجه العدوان الثلاثي الغاشم لما حقّقت مصر، ومعها كل العرب، إنتصاراً تاريخيّاً على دول العدوان أسفر عن وضع نهاية للحياة السياسية للرؤساء البارزين في تلك الدول.
وفي الختام لا يسع إتحاد المحامين العرب إلاّ أن يجدّد في هذا النداء مناشدة المسؤولين العرب، وفي مقدّمتهم القادة الفلسطينييون، لكي يُقلعوا عن كل خصومة فيما بينهم، ويُعوا جسامة الخطر الذي يهدّد وجود أمتهم، ويؤمنوا بأن تحرير فلسطين لا يتمّ إلاّ بالاتحاد والمقاومة حتى النصر، ويقتنعوا بأن عدوهم الوجودي في الحياة الحرة الكريمة واحد يسعى، منذ إنشائه بوسائل المكر والإرهاب، لإعادة إنشاء (إسرائيل الكبرى) أو (مملكة إسرائيل) التي لا يمكن أن تقوم إلاّ بطمس معالم العروبة الحضارية في فلسطين.
 عمــر زيـــن
الأمين العام لإتحاد المحامين العربالتاريخ: 12/8/2012 

Contact Form

Name

Email *

Message *