-->

المراقب العربي الأسبق أنور مالك : آن الأوان للصحراويين للتحرك بجدية وهم من وقعوا الربيع العربي بإكديم أزيك.


الجزائر ـ صحف (وكالة المغرب العربي للأنباء المستقلة)ـ خص الكاتب و الاعلامي أنور مالك جريدة الفجر الجزائرية بحوار شيق تناول من خلاله تحليله الوضع المأساوي في سوريا، كما قدم ضمن نفس الحوار وجهة نظره الشخصية تجاه الخطوة الاسبانية القاضية بسحب المتعاونين الأجانب من مخيمات العزة و الكرامة، كما تحدث أيضا عن الحقلقات التي اعدها عن الداخلة المحتلة و موقف افتحاد الاوروبي من القضية الصحراوية وعدة قضايا اخرى واليكم النص الكامل للحوار:
ـ المراقب العربي الأسبق، أنور مالك لـ"الفجر":
ـ "لست عميلا لأي طرف ومواقفي خالصة لوجه الحقيقة"
ـ "لا أستبعد استعمال الأسد للأسلحة الكيماوية ضد شعبه"
لم يستبعد المراقب العربي الأسبق أنور مالك والذي شارك ضمن وفد المراقبين العرب لتقصي الحقائق في سوريا، أن يلجأ الرئيس بشار الأسد لاستخدام الأسلحة الكيماوية كخيار أخير لمقاومة المعارضة، وأشار الناشط الحقوقي الجزائري المقيم في أوروبا أن عملية البحث عن الحقيقة هي مهمته عبر الدفاع عن قضايا حقوق الإنسان، وهو ما دفعه لخوض تجربة التحقيق في مخيمات الداخلة الصحراوية، كما يؤكده مالك في هذا الحوار الذي أجرته معه "الفجر".
ما هي قراءتك للوضع السوري الراهن وأنت الذي كانت لك فرصة مراقبة الأوضاع في سوريا من قلب الميدان ؟
الوضع في سوريا تحول من حراك شعبي لأجل الإصلاح إلى مواجهة دموية ضد تدخل إيراني وروسي قائم، حتى صار في نظر الشعب أن الأسد يشن حربا بالوكالة لصالح احتلال إيراني الذي يريد إبادة أهل السنة والجماعة، للأسف هذا هو الموجود على أرض الواقع، ولا يعني أننا نتابع الأمور بعقلية طائفية، فقد ثار الدروز والمسيحيون، ولكن مادامت الأغلبية سنية فهي تتعرض لأنكى ما يمكن تخيله، وصار النظام يراهن على الحرب الطائفية لحفظ وجوده، والآن يبدو أنه يسعى لتقسيم سوريا وإقامة دولة العلويين، وهذا الذي يرفضه الشعب الثائر.
المهم في هذه المرحلة هو الحسم الميداني في الداخل، وخاصة أن الشعب السوري يئس من المجتمع الدولي الذي ظل مترددا ومتفرجا على مآسيهم وفي محاولات التدخل بطرق ما يصطدم بالدعم الصيني والروسي المطلق من خلال الفيتو في مجلس الأمن.
كيف تنظر إلى لجوء هذا العدد الكبير من السوريين الى الجزائر ؟
شيء طبيعي أن يلجأ السوريون للجزائر وقد كانت قبلة المعارضة من قبل، وتم استقبالهم ورعايتهم ورفض حينها الرئيس الراحل هواري بومدين تسليمهم لحافظ الأسد الذي يطاردهم، ولا يقتصر الأمر على ذلك بل أن عدم فرض التأشيرة أيضا لعب دورا فعالا. أتابع ما يعاني منه هؤلاء وأيضا أتابع دعم الجزائريين لهم على مستويات شعبية مختلفة، وهذا ليس غريبا عنهم، فالشعب الجزائري كريم ومضياف وخاصة لما يتعلق الأمر بشعوب تربطهم قواسم مشتركة مثل الشعب السوري الذي ظل الأمير عبد القادر يصنع هذا المشهد المشترك في صفحات التاريخ الرائدة. فالجزائر الرسمية التي تستقبل اللاجئين الصحراويين وتدعمهم منذ السبعينيات ثم لاحقا استقبلت الليبيين والماليين، لا يمكن أن تتجاهل وضع حل عاجل لمأساة السوريين، ولا أستبعد إنشاء مخيمات لهم وفق القوانين الدولية للمّ شملهم ومساعدتهم في هذا الظرف العصيب الذي لن يطول كثيرا، ولا أتمنى أن يذكر التاريخ يوما أن الجزائر أهانت السوريين أو لم تكن في مستوى قيمها الثورية الرائدة سواء في مواقفها الرسمية من الحراك الشعبي هناك أو من خلال دعم اللاجئين.
ما هي توقعاتك لما سيؤول إليه الوضع السوري في المستقبل القريب، خاصة بعد التطورات الميدانية الحاصلة ؟
التطورات الميدانية الأخيرة أوحت إلي أن الجيش الحر ليس فقط ما نراهم من العسكريين الذين انشقوا أو المدنيين الذي يدعمونه؛ بل أن الحراك الشعبي كله تحول لجيش حر، ما أعطى قوة ميدانية، وخاصة بعد سقوط قادة الخلية الأمنية التي ضعضعت القاعدة العسكرية. وشهدنا حالات انشقاق جماعية في الحواجز والثكنات، عكس ما كان عليه الأمر من قبل، وطبعا أسلحتهم لعبت دورا فعالا. الأمور تتجه نحو الحسم الذي سينطلق من حلب، بصفتها العاصمة الاقتصادية وبوابة تركيا ومتنفسا لإدلب التي يسيطر عليها الجيش الحر منذ فترة، ثم النهاية في دمشق بصفتها العاصمة السياسية، ولكن الدماء ستسيل أكثـر والدمار قد وقع، لأن الجيش النظامي أعلن حربه التدميرية الشاملة على الجميع بالقصف المدفعي والطيران وربما أسلحة كيماوية مستقبلا.
كتبت تقريرا مطولا عن مدينة "الداخلة" الصحراوية، فاتهمت بأنك عميل، ولا يزال أعداؤك يروجون لهذه الفكرة، ما هو ردك ؟
عندما وقفت على الحقيقة مباشرة من دون وساطة ولا تزييف، قررت أن أفجرها للعالم، وكنت على يقين أن رد فعل المخزن سيكون قويا، وهو الذي حدث، فلازلت أتعرض للتشويه في وسائل إعلامهم، وكل مرة يطفو اسمي على السطح إلا وأعادوا قضية الداخلة المحتلة للواجهة ويتهمونني بأنني عميل استخباراتي، فحتى لما تداولت الفضائيات العالمية صوري وأنا في حي بابا عمرو ضمن المراقبين تهجموا علي وراحوا يتهمونني بأنني أرسلت إلى هناك من قبل المخابرات الجزائرية لدعم نظام بشار الأسد حسب مزاعمهم، ولما استقلت راحوا يكذبون ويتهمونني بأنني تلقيت الأموال من قطر... إلخ. ما قمت به ليس خدمة لأي أجندة ولا انتصارا لجهة على حساب أخرى، هو واجب أخلاقي وأمانة تجاه حقيقة عايشتها بنفسي وكان بإمكاني أن أسكت وأبقى أتردد على المغرب في ولائم المخزن، ولكن ضميري وأخلاقي وجزائريتي لا تسمح لي بهضم حق شعب يتعرض للموت البطيء والممنهج، بل إنني التقيت بضحايا حملوني أمانة لا يمكن أن أخونها ولو بكنوز الدنيا.
ماهي قراءتك الشخصية لقرار الحكومة الإسبانية الأخير، الناص على سحب جميع الأجانب المتعاونين في المجال الإنساني من المخيمات؟
بالتأكيد؛ هذا القرار تكون له تبعات إنسانية سيئة على واقع اللاجئين الصحراويين في المخيمات، الذين برغم ما يبذل من جهود لمساعدتهم إلا أن مأساتهم كبيرة ويجب أن يوضع حد لها من قبل الأمم المتحدة، ولا يجب مماطلة المخزن الذي سيظل يراوغ إلى أجل غير مسمى، وأعتقد أنه آن الأوان للصحراويين للتحرك بجدية وهم من وقعوا الربيع العربي بإكديم أزيك، لفرض خياراتهم ميدانيا، فلا يوجد مجتمع دولي يهدي الحرية لشعب مستعمر إلا إذا أجبره على ذلك بالكفاح والسلاح، وأعتقد أن المغرب يمر بظروف جيوسياسية وعسكرية وشعبية أيضا تضعه في خانة الضعف كثيرا، وقد أقرّ عسكريون سابقون بأن معنويات الجيش خاصة في المناطق المحتلة منهارة جدا لأسباب كثيرة، ولو يتحرك الصحراويون سيفر الكثيرون منهم.
وهل ترى بأن تحرك البرلمان الأوروبي مؤخرا، لصالح تفاصيل في القضية الصحراوية، جاء للضغط على المغرب ؟
ما نسمعه من الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي، هو رد فعل غير كاف مطلقا، فالشعب الصحراوي ليس قادرا على كل هذه المعاناة في الداخل والخارج، وأؤكد أن معاناة الداخل أكثـر بكثير بحكم تجربتي هناك، لكن التعتيم الإعلامي والحصار لعب دوره في تغييب هذه القضية عن المشهد الذي سيطرت عليه بعض القضايا الأخرى.
حمدي. ف
الربط الأصلي للحوار :
http://www.al-fadjr.com/ar/alhadath/221376.html

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *