الفراغ "مطية" الانحراف في شبكات الجريمة و حبال التطرف..?
في لقاء مع بعض قيادات جبهة البوليساريو خلال احد المؤتمرات الخاصة بعقد مؤتمر للشبيبة، قبل زهاء ثلاثين سنة، طرحت عدة اسئلة منها ان الشباب الصحراوي لايمكن الا ان يكون مثل بقية شباب العالم "يجري وينساق خلف الموضة السياسية، والبحث عن لقمة العيش"، لكن احد القيادات السياسية وكان يومها من اولئك النافذين، لم يعر ذلك الانشغال الاهتمام اللازم، بل حاول ان يتركه جانبا رغم ان بعض الطلبة الدارسين، الحوا على طرح السؤال من باب "التوجيد" خاصة بالنسبة للاسئلة التي قد يطرحها بعض الاجانب المدعوين لحضور المؤتمر..لكن المسؤول اصر يومها على ان الشباب الصحراوي "يشكل حالة منفردة في العالم" بحكم ميزة وفرتها طبيعة الظروف في ظل عالم غير منفتح يومها وحرب "ساخنة" فكان دوي المدافع لا يترك للفراغ مكانا لا بالنسبة للطالب ولا بالنسبة لغيره من المسؤولين ومباشرة بعد وقف اطلاق النار، توقف الجميع ينتظر على احر من الجمر ساعة الرحيل والعودة،مما فتح الباب على مصراعيه "للفراغ" القاتل وهكذا، سراعان ما "تبخر" ماكان بالامس يملا سمع الزمن مع توقف صوت البندقية في لحظة من تغير الموازين الدولية والانقلاب الابيض الذي عرفه العالم مع نهاية الحرب الباردة وزوال كتل ودول من على خريطة العالم
فجمعنا لقاء مع بعض اولئك، فوجدناه يطرح ذات السؤال على نفسه، خاصة في ظل الظروف السياسية والاجتماعية والسياسية و الاقتصادية التي انجرت عن تلك المرحلة الجديدة التي دخلتها القضية والمنطقة المغاربية بصفة عامة، وقال "نحن في ظل الازمة الدولية والبحث امام ضبابية الموقف الدولي والمصاعب التي يمر بها العالم من حولنا و المنطقة المغاربية بصفة عامة امام "انسداد الافق" في تسوية للقضية الوطنية وما يغذيها من عوامل في مقدمتها عدو يحسن التربص بنا الدوائر وسماء مفتوحة ( فضائيات، انترنيت..) واجواء غير مواتية.. ما العمل ،خاصة بالنسبة لشعب شمخ شبابه في ظل انعدام فرص العمل والتوظيف، وشب في واقع باتت الغلبة فيه لثقافة الاستهلاك و مطالب السوق على غيرها من القيم والمبادئ...كلها عوامل بنظر المراقبين والدارسين، تدفع بالشباب وغيرهم الى ركوب جياد "التطرف والانحراف"في غياب "بيئة خطاب تعبوي "قادر على الإمساك بزمام السفينة من الجنوح في "المطبات و المزالق" في ظل فقدان"مصداقية" الخطاب السياسي ..
لقد كان متيقنا يومها بان "ضبابية" عدم وجود حل والجمود "المستديم" وهبوب رياح البحث عن التغيير تحت مسميات وذرائع متعددة يسود فيها "خطاب مواجهة "الفساد واقامة العدالة الاجتماعية ورفع المظالم بدل خطاب السبعينيات والستنيات القائم على مواجهة الاستعمار والتحرير من ربق العبودية وترسيخ مكانة الهوية الوطنية، والذي وجد في المجتمعات وقواها الحية الاذان الصاغية والبئية الخصبة
قلت في اجتماع عام "لماذا افلح ذاك وانتكسح الاخر" قبل ان اجيب "الاكيد ان الطبيعة لا تقبل الفراغ كيف ما كان نوعه او مظاهره،وان قوة الاخر-اعني خطاب الديمقراطية واحترام حقوق الانسان .. وضعف الثاني (المثل، الحرية) متاتي من "فراغ " سواء في المحتوى او في الاسلوب او كلاهما
واضفت والجميع ينصت ونحن بصدد التحضير لمؤتمر جبهة البوليساريوالعام،" ورغم البون الشاسع بين مفردات الخطابين الا ان ثمة خيط رفيع بينهما في "المنهل" مع الاختلاف في الاسلوب .
فمثلا جبهة البوليساريو التي اتخذت من مبادئ وقيم التحرير واقامة الدولة الصحراوية المستقلة والترسيخ لعروبة واصالة الشعب الصحراوي،عبر اسلوب الكفاح المسلح،هي اليوم مطالبة ب"تأصيل" ذلك الخطاب وتكريسه عبر ممارسات عملية "مبتدعة" خاصة في مواجهة "النمطية والجمود" التي نتجت عن سنوات من الانتظار بفعل وقف اطلاق النار وجمود مسار التسوية وغياب و"جبة ساخنة"
هنا حضرني قول احد المفكرين بان ما يطلق عليه ب"الربيع العربي" ليس سوى ردة فعل على "فراغ ملموس و مواجهة متأصلة " لعقلية الفساد والظلم وعودة لصحوة ضمير الانسان من اجل اقامة مثل العدالة والدمقراطية والمواطنة ورفع ظلم تسببت فيه "نمطية" في التسيير والادارة في كثير من الانظمة التي فشلت في تطوير وتكييف نفسها مع مستجدات وتطورات العالم..
فعادت الشعوب لذاتها ونهلت من ذات المبادئ والقيم التي من اجلها حمل الاجداد السلاح وطردوا المستعمر عندما هبت رياح تصفية الاستعمار وحركة المقاومة في بداية القرن العشرين و كأن التاريخ يعيد نفسه لكن باساليب متغيرة وفي صور مغايرة.
هنا حضرني كتاب الفه قبل مئة سنة احد المفكرين العرب،عبد الرحمن الكوابي في موضوع "طبائع الاستبداد"يقول في مستهله "أنّ أصل الدّاء في العالم العربي هو الاستبداد السّياسي ودواؤه دفعه بالشّورى الدّستورية" تلك حقيقة وقف عليها بعد بحث امتد ثلاثين عاما.
بقلم : سائر على الدرب
فجمعنا لقاء مع بعض اولئك، فوجدناه يطرح ذات السؤال على نفسه، خاصة في ظل الظروف السياسية والاجتماعية والسياسية و الاقتصادية التي انجرت عن تلك المرحلة الجديدة التي دخلتها القضية والمنطقة المغاربية بصفة عامة، وقال "نحن في ظل الازمة الدولية والبحث امام ضبابية الموقف الدولي والمصاعب التي يمر بها العالم من حولنا و المنطقة المغاربية بصفة عامة امام "انسداد الافق" في تسوية للقضية الوطنية وما يغذيها من عوامل في مقدمتها عدو يحسن التربص بنا الدوائر وسماء مفتوحة ( فضائيات، انترنيت..) واجواء غير مواتية.. ما العمل ،خاصة بالنسبة لشعب شمخ شبابه في ظل انعدام فرص العمل والتوظيف، وشب في واقع باتت الغلبة فيه لثقافة الاستهلاك و مطالب السوق على غيرها من القيم والمبادئ...كلها عوامل بنظر المراقبين والدارسين، تدفع بالشباب وغيرهم الى ركوب جياد "التطرف والانحراف"في غياب "بيئة خطاب تعبوي "قادر على الإمساك بزمام السفينة من الجنوح في "المطبات و المزالق" في ظل فقدان"مصداقية" الخطاب السياسي ..
لقد كان متيقنا يومها بان "ضبابية" عدم وجود حل والجمود "المستديم" وهبوب رياح البحث عن التغيير تحت مسميات وذرائع متعددة يسود فيها "خطاب مواجهة "الفساد واقامة العدالة الاجتماعية ورفع المظالم بدل خطاب السبعينيات والستنيات القائم على مواجهة الاستعمار والتحرير من ربق العبودية وترسيخ مكانة الهوية الوطنية، والذي وجد في المجتمعات وقواها الحية الاذان الصاغية والبئية الخصبة
قلت في اجتماع عام "لماذا افلح ذاك وانتكسح الاخر" قبل ان اجيب "الاكيد ان الطبيعة لا تقبل الفراغ كيف ما كان نوعه او مظاهره،وان قوة الاخر-اعني خطاب الديمقراطية واحترام حقوق الانسان .. وضعف الثاني (المثل، الحرية) متاتي من "فراغ " سواء في المحتوى او في الاسلوب او كلاهما
واضفت والجميع ينصت ونحن بصدد التحضير لمؤتمر جبهة البوليساريوالعام،" ورغم البون الشاسع بين مفردات الخطابين الا ان ثمة خيط رفيع بينهما في "المنهل" مع الاختلاف في الاسلوب .
فمثلا جبهة البوليساريو التي اتخذت من مبادئ وقيم التحرير واقامة الدولة الصحراوية المستقلة والترسيخ لعروبة واصالة الشعب الصحراوي،عبر اسلوب الكفاح المسلح،هي اليوم مطالبة ب"تأصيل" ذلك الخطاب وتكريسه عبر ممارسات عملية "مبتدعة" خاصة في مواجهة "النمطية والجمود" التي نتجت عن سنوات من الانتظار بفعل وقف اطلاق النار وجمود مسار التسوية وغياب و"جبة ساخنة"
هنا حضرني قول احد المفكرين بان ما يطلق عليه ب"الربيع العربي" ليس سوى ردة فعل على "فراغ ملموس و مواجهة متأصلة " لعقلية الفساد والظلم وعودة لصحوة ضمير الانسان من اجل اقامة مثل العدالة والدمقراطية والمواطنة ورفع ظلم تسببت فيه "نمطية" في التسيير والادارة في كثير من الانظمة التي فشلت في تطوير وتكييف نفسها مع مستجدات وتطورات العالم..
فعادت الشعوب لذاتها ونهلت من ذات المبادئ والقيم التي من اجلها حمل الاجداد السلاح وطردوا المستعمر عندما هبت رياح تصفية الاستعمار وحركة المقاومة في بداية القرن العشرين و كأن التاريخ يعيد نفسه لكن باساليب متغيرة وفي صور مغايرة.
هنا حضرني كتاب الفه قبل مئة سنة احد المفكرين العرب،عبد الرحمن الكوابي في موضوع "طبائع الاستبداد"يقول في مستهله "أنّ أصل الدّاء في العالم العربي هو الاستبداد السّياسي ودواؤه دفعه بالشّورى الدّستورية" تلك حقيقة وقف عليها بعد بحث امتد ثلاثين عاما.
بقلم : سائر على الدرب