-->

زيارة مرسي إلى طهران تأخذ اهميتها في ظل آثار الربيع العربي على السياسة الخارجية لدول الثورة


طهران (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) حظيت زيارة الرئيس المصري محمد مرسي إلى طهران لحضور اشغال قمة دول عدم الانحياز باهتمام دولي خاص، جرى فيها استحضار أسئلة حول اثار التحول الديمقراطي في السياسة الخارجية لأحد أبرز دول الربيع العربي وهي مصر ، وامتدادات ذلك على مستقبل العلاقات المصرية الإيرانية وتداعياتها على علاقة القاهرة بعواصم عربية في مقدمتها الرياض من جهة، وإسرائيل واشنطن من جهة ثانية. ولعل خطاب مرسي الحاد ضد سوريا في افتتاحية القمة شكل محورا لفهم أفاق أي تقارب بين طهران والقاهرة، إضافة إلى الدرو الأقليمي الجديد الذي تتطلع إليه مصر كواحدة من ابرز القوى بالأقليم التي تدعم التحول في المنطقة العربية .ووصل أمس مرسي إلى طهران للمشاركة في أشغال قمة دول عدم الانحياز، وهي اول زيارة يقوم بها رئيس مصري إلى إيران منذ الثورة الإيرانية.وشدد محمد مرسي في خطابه الافتتاحي اليوم الخميس على اعتبار ان بلاده تترأس القمة و سوف تسلمها إلى إيران التي ستتولى الرئاسة منذ هذه القمة ، على محورية القضية السورية، وكان فيها واضحا للغاية وحادا في توبيخ نظام دمشق، مما حذا ببمثلي النظام السوري في القمة إلى الانسحاب من القاعة أثناء إلقاء مرسي لخطابه.وقال الرئيس المصري في كلمته "إن التضامن مع الشعب السوري ضد نظام فقد شرعيته واجب أخلاقي بقدر ما هو ضرورة سياسية.. علينا إعلان دعمنا الكامل لطلاب الحرية في سورية وترجمة تعاطفنا إلى رؤية سياسية"، وحث المعارضة على "توحيد الصفوف بما يؤمن مصالح جميع أطراف المجتمع السوري".واكد كذلك على استعداد بلاده للتعاون مع كل الأطراف لحقن دماء السوريين واوضح "نزيف الدم في سورية في رقابنا جميعا وعلينا أن ندرك أن هذا الدم وأولياءه لن يتوقف دون تدخل فاعل منا جميعا. وكان الخطاب الحاد لمحمد مرسي ضد النظام السوري وتحميله مسؤولة المجازر بسوريا، ووصفه بالنظام الفاقد للشرعية، وهو الموضوع الذي تجاهله المرشد الأعلى للثورة الإيرانية في كلمته بينما ركز على حق بلاده في الاستخدام السلمي للطاقة، قد اعتبره بعض المراقبين وضعا لشروط مسبقة للعلاقات الإيرانية المصرية التي قد تتأثر بالملف السوري..وكانت زيارة مرسي إلى طهران في حد ذاتها ذات اهمية، على اعتبار انها زيارة لاول رئيس مصري إلى طهران منذ الثورة الإيرانية، وفي ذلك مؤشر على أن قاهرة الثورة مستعدة لاستنئاف علاقات دبلوماسية قوية مع إيران بعد ان انقطع حبلها مع نظام ماقبل الثورة في مصر .وتبقى ابرز الدول في المنطقة التي تبدي قلقا من اي تقارب يحصل بين القاهرة وطهران هي الممكلة العربية السعودية وإسرائيل، بسبب امتلاكهما لموقف موحد من إيران، إضافة إلى واشنطن الحليفة الكبرى للدولتين في المنطقة.وقد جرى تأطير زيارة مرسي إلى طهران، في إطار تداعيات الربيع العربي على السياسة الخارجية ، حيث يجري التساؤول حول مدى التغيير الذي سيلحقه هذا الربيع بالدول التي عاشت تحولاته، وخاصة مصر التي بفضله انتخبت أول رئيس ديمقارطي لها. ويرى المراقبون ان السياسات الخارجية لبلدان الربيع العربي سوف تكون مجالا لاختبار مدى استجابة سلطاتها المنتخبة لربط الاجندة الخارجية بالمطالب الشعبية، وتلك كانت ابر العناوين التي تصدرت مطالب الثوار في مسيراتهم الاحتجاجية السلمية. وفي السياق ذاته تحدثت دراسات اكديمية عن أن السياسة الخارجية لبلدان الربيع العربي سينعكس عليها بشكل جلي التحول الديمقراطي.ولعل التوجه الخارجي الجديد لمصر الذي كانت من ابرز محطاته الأولى زيارة مرسي لطهران لحضور قمة دول عدم الانحياز، بدأ يحدث تراكما ويهيئ الاسباب لاختمار تصور حول إمكان حدوث تغييير في السياسة الخارجية للقاهرة وفي علاقتها الدولية، وفي دورها في المنطقة على خلفية طبيعة سياسيتها الخارجية الجديدة ، وهو تصو تعزز كما اشارت إلى ذلك بعض وسائل الإعلام الغربية، بزيارة مرسي للصين قبل مجيئه إلى طهران، حيث ذكرت بعض وسائل الإعلام تلك إلى ان الرئيس المصري الجديد من خلال زيارته إلى بكين، يسعى في محاولة تنويع العلاقات المحورية لمصر مع قوى عظمى غير تقليدية، وتقليص ارتباط مصر بالغرب وحده وخاصة الولايات المتحدة الامريكية.المصدر : ألف بوست

Contact Form

Name

Email *

Message *