-->

صراع «النهضة» و«السلفيين» يشتد على تمثيل الإسلام السياسي في تونس


تونس(وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) تراجع رئيس حركة النهضة الإسلامية في تونس، راشد الغنوشي، عن موقفه من التيار السلفي في البلاد، ففي حين وصفه الخميس الماضي بأنه «خطر على تونس»، عاد يوم الجمعة ليقول أن «السلفيين جزء من الشعب التونسي، وتونس للجميع»، على حد تعبيره، ويرى المراقبون أن الغنوشي صرّح بالموقف الأول لوكالة «فرانس برس» من باب الاستباق لما كان يمكن أن يحدث يوم الجمعة من احتجاجات ضد الرسوم المسيئة للإسلام التي نشرتها صحيفة « شارلي إيبدو» الفرنسية، و لمّا مر يوم الجمعة دون أحداث تذكر دعا الغنوشي القناة التليفزيونية الوطنية الأولى الى مكتبه لتنقل عنه موقفاً جديداً يقول فيه أن «التصريح السابق تم تحويره»، وأن السلفيين يبقون جزءاَ من الشعب التونسي.
وتتجه المواجهة بين حركة النهضة والجماعات السلفية الى أشدّها بشأن من يمثّل الإسلام السياسي في تونس، ومن الأقدر على كسب ثقة التونسيين، كما تتأثر بالخلاف الفكري والعقائدي بين تنظيمات السلفيين والإخوان المسلمين، إلا أن المراقبين يرون أن «التيار السلفي في تونس بدأ يكسب مساحات هامة، ويفرض وجوده بسبب وضوحه والتزامه الشرعي وقدرته الفائقة على الاندماج الاجتماعي من خلال التفاعل مع مشاغل الفقراء والمحتاجين والمهمشين وعدم خضوعه لتكاليف الصراع الحزبي الذي تورطت فيه حركة النهضة»، ويقول أحد المراقبين: «يتميز السلفيون باستقلالية قرارهم عكس حركة النهضة المرتبطة بأجندات التنظيم العالمي للإخوان المسلمين الساعي الى الهيمنة على مراكز الحكم والنفوذ في أغلب البلاد العربية عبر مخطط إقليمي ودولي تقوم أجهزة الاستخبارات الدولية بتنفيذه والوصول من خلاله الى القضاء على البنية التقليدية للدولة»، على حد قول المراقب.
وساهم فشل الحكومة الحالية، واستمرار الانفلات الأمني، والأزمة الاقتصادية، والاستقطاب الايديولوجي والحزبي، وعودة الفساد بأشكال جديدة يتجاوز بعضها ما كان عليه في عهد النظام السابق، في تراجع شعبية حركة النهضة، مما جعل نسبة كبيرة من أنصارها تتجه للالتحاق بالتيار السلفي الذي يراه التونسيون «تياراً صادقاً وواضحاً رغم عدم إيمانه بالديمقراطية ورغم محاولات التشويه التي يتعرض لها».
حاجز الإرهاب
تبقى تهمة الإرهاب، الحاجز الأكبر الذي سيواجه السلفيين التونسيين في المرحلة القادمة ما لم يعلنوا موقفاً حاسماً منها، غير أن سيف الله بن حسين المعروف باسم أبي عياض زعيم تيار «أنصار الشريعة» أعلن أوائل الاسبوع الماضي من منبره بجامع الفتح بقلب العاصمة تونس أن «تونس ليست دار جهاد» وأن «السلفيين لن ينسوا فضل شعبهم عليهم وهو الذي أخرجهم من السجون وجمعهم من الشتات»، وأضاف «نحن لا نريد السلطة، قلنا لهم خذوا الحكم وخلّوا بيننا وبين الناس كي نقوم بالدعوة»، وبشأن حادثة الهجوم على السفارة الأميركية، أكد أبو عياض أن «التيار السلفي غير مسؤول عن أعمال العنف والشغب وأن هناك جماعات مندسّة استغلت الموقف للاعتداء على السفارة والمدرسة الأميركيتين».

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *