-->

"الملك المفترس" الكتاب الأكثر قراءة في المغرب خلال 2012


الرباط (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) يعتبر كتاب "الملك المفترس" حول الفساد المستشري في القصر الملكي في المغرب والمعاملات المالية للملك محمد السادس ومحيطه وسكرتيره الخاص منير الماجدي، الكتاب الأكثر قراءة في المغرب سنة 2012 وخلال السنوات الأخيرة والذي حمل انعكاسات سلبية على صورة الملكية في المغرب.
ولا يوجد في المغرب تقليد الكتب الأكثر مبيعا والأكثر قراءة بحكم غياب حركة نشر قوية وغياب صحافة متخصصة في الثقافة تتابع الكتب ومبيعاتها عكس ما يجري في دول أوروبية مثل فرنسا واسبانيا ودول عربية مثل مصر ولبنان. لكن خلال سنة 2012 سجلت ظاهرة كتاب "الملك المفترس" لمؤلفيه الفرنسيين إريك لوران وكاترين غراسيي حول الممارسات المالية غير الشفافة للملك محمد السادس وشهد الكتاب إقبالا مباشرة بعد صدوره يوم فاتح مارس الماضي ولاحقا بعد ترجمته الى اللغة العربية من طرف مجموعة من المترجمين ووضع النسخة الورقية في شبكة الإنترنت.
والمفارقة أن هذا الكتاب الأكثر قراءة في المغرب هو الأقل بيعا لأن السلطات منعت توزيعه ولجأ المواطنون الى تحميله من شبكة الإنترنت. ويتبين من خلال تتبع عمليا التحميل أنه تجاوز 250 ألف.
وساعدت عوامل متعددة في جعل هذا الكتاب الأكثر قراءة في المغرب وتتجلى أبرز هذه العوامل في:
أولا، المضمون الشائك الذي يتطرق الى الفساد المنتشر في الممارسات المالية للمؤسسة الملكية والتي يصفها الكتاب بغير الشفافة والاحتكارية. إذ تكشف تجربة القراءة في المغرب أن كل المواضيع الشائكة التي تتعلق بالمؤسسة الملكية تلقى إقبالا كبيرا، كما حدث مع كتاب "صديقنا الملك" لجيل بيرو حول الملك الحسن الثاني والذي أحدث رجة في العرش العلوي وقتها.

 ثانيا، تزامنه مع أجواء الربيع العربي مما جعل موضوعه مناسبا للحظة السياسية وخاصة وأن هذه الأجواء فرضت هامشا أقوى لحرية التعبير.
ثالثا، وجود الكتاب باللغة الفرنسية واللغة العربية، الأمر الذي سهل عملية القراءة لدى القراء بالعربية ولدى الفرنكفونيين على حد سواء، ومن الناذر جدا في المغرب أن يلقى كتابا تجاوبا من الطرفين في آن واحد.
في الوقت ذاته، هناك عامل آخر ساهم بشكل كبير على انتشاره هي التعليقات التي حظي بها في شبكات التواصل الاجتماعي، حيث كان ما بين شهري مارس ومايو من المواضيع الأكثر تعليقا في هذه الشبكات. 

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *