في أكبر صفقة تبادل محتجزين مدنيين برهائن أجانب.. دمشق تطلق 2130 معتقلاً مقابل الإفراج عن 48 إيرانياً
وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة (عواصم) - أطلق مقاتلون معارضون سوريون أمس، 48 رهينة إيرانية كانوا يحتجزونهم منذ أغسطس الماضي، مقابل إفراج نظام الرئيس بشار الأسد عن 2130 معتقلاً في أكبر عملية تبادل للأسرى في النزاع المستمر منذ 21 شهراً. في حين أكدت صحفية من فرانس برس أن الرهائن الإيرانيين المفرج عنهم وصلوا إلى فندق شيراتون وسط العاصمة دمشق على متن حافلة صغيرة بعد ظهر أمس، حيث كان في انتظارهم السفير الإيراني محمد رضا شيباني. من جهتها، أعلنت قناة “العالم” الإيرانية الرسمية أنه تم الإفراج عن المحتجزين الـ 48 بعد خطفهم في 4 أغسطس الماضي خلال زيارتهم لمنطقة السيدة زينب بريف دمشق، بينما أكدت وكالة أنباء الأناضول التركية أن العملية تمت بوساطة تركية وقطرية. وبدوره، أعلن بولنت يلدريم رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية التركية إفراج مقاتلين سوريين عن 48 رهينة إيرانياً في تبادل للسجناء، في حين أكد شاهد من رويترز أن الإيرانيين الذين تم إطلاق سراحهم أوصلوا إلى فندق شيراتون وسط دمشق.
وتعد هذه العملية أكبر تبادل للأسرى في سوريا منذ منتصف مارس 2011، وهي الأولى التي يتم الإعلان عنها رسمياً. ويدل العدد الكبير للمعتقلين الذين وافق النظام السوري على إطلاقهم، على استعداده لتقديم الكثير في سبيل مصلحة طهران أبرز حلفائه الإقليميين. وأكدت قناتان تلفزيونيتان إيرانيتان رسميتان نبأ الإفراج عن الرهائن في تبادل للسجناء، دون أن يوضح متى ولا في أي شروط تم الإفراج عنهم. وكان “لواء البراء” السوري المعارض احتجز الإيرانيين في 4 أغسطس الماضي، وهدد في بادئ الأمر بقتلهم وقال إنهم أعضاء في الحرس الثوري الإيراني أرسلوا للقتال في صفوف قوات الرئيس الأسد. ونفت طهران وهي أحد أقرب حلفاء الأسد الأمر وقالت إن المحتجزين كانوا يزورون مزارات في سوريا وطلبت من تركيا وقطر استخدام صلاتهما بالمعارضين السوريين للمساعدة في إطلاق سراحهم. وقال يلدريم رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية التركية التي ساعدت في التوصل لاتفاق مبادلة السجناء لرويترز عبر الهاتف من دمشق، “أفرج عن 48 إيرانيا وتم نقلهم إلى دمشق برفقة مسؤولين إيرانيين وسوريين”. وأضاف يلدريم أنه تم الإفراج عن 2130 سجيناً مدنياً وغالبيتهم سوريون لكن من بينهم أتراك وأجانب آخرون.
وبث مقاتلو كتيبة البراء التابعة للجيش السوري الحر على الإنترنت في 5 أغسطس الماضي شريطاً مصوراً أعلنوا فيه خطف الإيرانيين، قائلين إن من بينهم ضباطا في الحرس الثوري الإيراني. ونفت طهران بداية صحة هذه المعلومات، لتعود وتقول بعد أيام إن من الرهائن الذين كانوا يزورون عتبات دينية، عسكريين “متقاعدين”. وبجانب تركيا وقطر، طلبت إيران مساعدة الأمم المتحدة في إطلاقهم. وفي وقت سابق أمس، أفاد أحمد الخطيب، وهو متحدث باسم الجيش الحر في دمشق وريفها، في اتصال هاتفي مع فرانس برس في بيروت عن “اكتمال المفاوضات من الناحية النظرية”، لإطلاق سراح 2135 معتقلاً لدى النظام “بينهم أسماء مهمة”، وذلك في مقابل الأسرى الإيرانيين. ورفض تقديم أي تفاصيل قبل إنجاز الصفقة التي تمت أيضاً بتدخل إيراني مع النظام الرئيس الأسد من أجل إطلاق سراح الرهائن.