-->

اوراق عائد من تونس (2 ) : الشارع يكتشف القضية بعد حين من التعتيم

الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) رويدا .. رويدا بدأ الناس في التظاهرة يكتشفون حقيقية القضية الصحراوية ويستفيقون على تناقضات "النمطية" التي كرستها في اذهانهم مناهج الدراسة والاعلام في ظل "التعتيم" خلال عقود متتالية
وبدا الناس يبحثون في ذاكرتهم، بل وصل الامر حد استحضار الاصول الاجتماعية وصلات القرابة الممتدة عبر التاريخ بين الصحراويين وتونس والتي تضرب جذورها في علاقات تعود لغابر


العصور، خاصة مع الفتوحات الاسلامية والهجرات العربية من شبه الجزيرة العربية والتي تجد اثارها في النسيج الاجتماعي وفي التراث واللهجات، حيث عبر من هناك عرب الجزيرة والذين اختلطوا مع البقية من الامازيغ وغيرهم من سكان شمال افريقيا .ذلكم ان تونس كانت مع شنقيط وفاس والقاهرة تشكل "منارات" شمال افريقيا في عز الدولة الاسلامية في المغرب الكبير وشبه الجزيرة الايبيرية
يستوقفك بعضهم في تونس وفي كل المنطقة التي مر بها الوفد من الجزائر العاصمة وحتى تونس قائلا" نحن كذلك اصولنا من الصحراء الغربية"عندما تحدثه انك من بلاد الساقية الحمراء ووادي الذهب التي لازالت تحمل بالنسبة للكثيرين "حملولة" متميزة تحيل على الماضي والذاكرة
لكن لما تساله من اي القبائل ينحدر، لايقدم تفاصيل، فالبلد شهد نهضة اجتماعية وسياسية اسست لمجتمع المدنية وان بقيت البلاد محافظة على الموروث الثقافي في الادبيات وفي الهوية
خلال المظاهرة الافتتاحية للمنتدى الاجتماعي العالمي،وجدت شابا اسمر البشرة نحيفا،قال انه من الصحراء الغربية وانه يريد تحري الحقيقة، يبدو انه "مشغف ومتطلع" وكله امل في استكشاف الحقيقة.
وطيلة ايام المنتدى ظل يتردد علينا وانسجم معنا مثل كثيرين
وذلك مجرد نموذج لتلك الظاهرة الاجتماعية الممتدة في المنطقة والتي نجدها في التسميات وفي الكلمات. هنا اثار انتباهي في الحدود الجزائرية التونسية كلمات من قبيل "الشكوة" التي توظف في الصحراء الغربية في تحضير اللبن، وكذلك المناطق مثل "ام اطبول" التي لها مثيلات في الساقية الحمراء ووادي الذهب، كما هي في البادية التونسية وحتى الليبية..
في ورشة "انتفاضة الربيع العربي في تونس، مصر، الصحراء الغربية" استوقفني احدهم يسال عن الطبيعة "الامازيغية" للصحراء الغربية، ولكنه كان يبدو انه محبط من كل الثورات العربية.. بل انه مسكون ب"الشكوك" وتحكمه نظرة استباقية واستشرافية من قبيل هل ستقدم البوليساريو للمواطن اكثر مما قدم له الاستعمار والمغرب اليوم، ام انها ستكون ضريبة مثل بقية الانظمة التي يثور عليها اليوم الشارع، بعدما عجزت عن تحقيق ادنى التزاماتها وافلست
اعتبر ذلك مجرد نموذج اخرمن طبيعة وتفكير الشارع التونسي ومن خلاله العربي بصفة عامة في تعاطيه مع القضايا السياسية ... وان بدأ لي انها مجرد حالة متفردة ان لم تكن عارضة..

الكاتب السالك مفتاح ـ رئيس تحرير وكالة الانباء الصحراوية ـ

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *