-->

في رحاب الجامعة الصيفية 2013 مجرد ملاحظات و تأملات

الجزائر (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) الجامعة الصيفية تشكل فرصة متجددة و
مناسبة تحرص الهيئات السياسية و الثقافية و العلمية اقتناصها كموعد للتلاقح بين الفاعلين في حقول العلم و المعرفة و الفيئات المتنورة من جهة و اصحاب القرار السياسي و الاداري من جهة اخرى ضمن سياق التفاعل الايجابي و تبادل التجربة و تنقيحها عبر شد و مد من النقد و شحذ الهمة و استفزاز الذات و من ثمة البحث عن تحديث اليات التفكير وخلق سيولة في المعلومات والرؤيا بين القيادات السياسية و شتى اطياف المجتمع.

و تنظم منذ سنوات الجامعة الصيفية لاطر جبهة البوليساريو على جانبي الجدار (المناطق المحررة، مخيمات اللاجئين و المناطق المحتلة من الصحراء الغربية) .
و رغم ان الجامعة الصيفية باتت تكتسي اهمية متميزة في مشهد برامج الصيف وفي التحضير للدخول الاجتماعي، الا انها لا تزال في حاجة لكثير من بلورة اهدافها و تجسيد منطلقاتها خاصة في الرسكلة المستديمة و اعادة التاهيل، وخلق ديناميكية من التفاعل ليس فقط بين الجزائريين و الصحراويين بل و ايضا على مستوى النخبة المغاربية التي لابد من اشراكها في هكذا فضاء حتى تتبلور المواقف و تتحقق اهداف كسر التعتيم من حول القضية الصحراوية و خلق الاجماع في الرؤيا بين مختلف الفاعلين في دعم القضية الصحراوية في كل ربوع منطقة المغرب العربي و كذلك الفضاء العربي و الافريقي و الدولي عبر استضافة خبراء و مختصين من الجامعات و المراكز هنا ونهاك حتى تكون الجامعة الصيفية محطة جديدة و فضاءا اخر يساهم في التنوير و التبصير بالمخاطر المحدقة بالمنطقة و خاصة ما تشكله القضية الصحراوية في المحيط الجهوي و الدولي عبر خلق تماس مباشر بين الفاعلين الصحراويين و التجربة الدولية بصفة عامة .
و في سياق متصل فان المحاضرات التي أطرها و شارك فيها اطر من الجامعات الجزائرية و مسئولين و إطارات في جبهة البوليساريو كانت هذه السنة قد ميزها حضور بعض الشخصيات الأوروبية، إضافة إلى ان المحاضرات الاكاديمة كانت في صميم القضايا السياسية و الجهوية و الدبلوماسية و الإعلامية مما أعطى للفضاء بعدا اشمل و لكن ذلك ليس بالكافي، بل لابد من توسيع مدارك المنتسبين باستضافة خبراء من الجامعات والمراكز الدولية الأخرى، حتى تكون القيمة مضافة.
و ما يسجل ان المحاضرات رغم اهميتها لكن لم تقدم للمنتسبين في شكل ملخصات مكتوبة مما قلل حظوظ الهضم ان لم اقل انها مجرد لحظات عابرة للسواد الاعظم خلال فترة قياسية في سقفها الزمن مقارنة بالمحتوى البيداغوجي الذي فاق ثلاثين محاضرة بمعدل اربع ساعات يومية مما يقلص حظوظ الفهم خاصة و ان الاطر الصحراوية ليست متعودة على هكذا فضاء.
ثم ان غياب النوعية في مقابل الكم له تاثيره هو الاخر ، و لكن مجرد الحضور و الانصات و الالتزام يترجم رغبة حقيقية لدى هولاء في اكتساب المعرفة والتطلع للمزيد
و في الشق البيداغوجي فانه يغيب اسلوب مد المؤطرين باساليب "التفكير و النقد" خاصة التقنيات المتجددة و الاساليب المبتكرة التي يوظفها صناع القرار من قبيل كيف نجدد و نبدع في الاسلوب و في الخطاب مع المحافظة على الجوهر؟
و كيف كذلك نوجه الراي العام و كيف تتحكم مصادر القرار في المعلومات و كيف نرقي التفكير الجماعي و نسمو به الى مصاف المشاركة ؟
وهلم جرا من الاساليب التي لابد للمكون الصحراوي منها خاصة و نحن في زمن العولمة و السماء المفتوحة ، ثم انه كذلك لابد من مد الاطر الصحراوية ببوصلة نفض الغبار عن الذاكرة من قبيل كيف نوثق المعلومة ونوظفها في عالم بات فيه الصحفي المواطن ؟ و كيف تتعامل وسائط الاعلام عبر اساليب "الانتقائية و التركيز و التعتيم"، كما انه كذلك لابد من التركيز على كيفية التواصل مع مراكز القرار و مصادره في العالم، و كيف تصنع القرارات و تصاغ الاستراتيجيات في المراكز و في الهيئات عبر العالم ..وكيف وكيف وكيف الا انه وباختصار يمكن القول انها كانت فضاء لنا كصحفيين باعتبار ان جل محاضراتها كانت حول الاعلام وووسائل التواصل الاجتماعي ودورها في كسر التعتيم الاعلامي .
بقلم / الاستاذ: السالك مفتاح رئيس تحرير وكالة الانباء الصحراوية

Contact Form

Name

Email *

Message *